* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18
الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
(1) افتتاحية الرسالة (ع 1، 2)
(2) محبته وتشجيعه له (ع3-7)
(3) إيمان الخادم (ع8-12)
(4) الإيمان الصحيح (ع 13، 14)
(5) مساندة أولاد بولس له (ع 15-18)
1 بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، لأَجْلِ وَعْدِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 2 إِلَى تِيمُوثَاوُسَ الابْنِ الْحَبِيبِ. نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ الآبِ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.
ع1:
رسول ... بمشيئة الله كان بولس الرسول داخل ضيقة السجن وانتظار الموت، ولكنه يثق في أن الله دعاه لهذه الخدمة واحتمال الآلام، فلا ينزعج من الضيقات والموت.وعد الحياة : في ضيقته، ينظر إلى أمجاد الحياة الأبدية التي وعده بها المسيح، فيستطيع أن يحتمل الضيقة بل يستهين بها.
يعلن الرسول ثقته في اختيار الله له للكرازة باسمه، فلا ينزعج من ضيقة السجن أو الموت الذي ينتظره لأنه ينتظر ملكوت السموات.
ع2:
الابن الحبيب : كان تيموثاوس أقرب تلاميذه إلى قلبه، وفي نهاية حياة بولس يرسل إليه آخر رسائله ويظهر مشاعره نحوه فيلقبه بالحبيب.نعمة ورحمة وسلام : يطلب له ولكنيسة أفسس التي تواجه ضيقات نعمة من الله تعينهم، ورحمة تغطيهم وسلام داخل قلوبهم رغم الضيقات الخارجية.
يرسل ق. بولس هذه الرسالة إلى تلميذه القريب والمحبوب جدًا لقلبه تيموثاوس ويطلب له ولكنيسة أفسس التي هو أسقفها تعزيات ومعونة من الله.
† أنظر إلى مكافأة الأبدية السعيدة حتى تستطيع أن تحتمل الآلام التي تمر بها، وفي نفس الوقت تصغر أهمية مباهج العالم أمام عينيك وترفض الخطية مهما كانت صغيرة حتى لا تعطلك عن هدفك.
3 إِنِّى أَشْكُرُ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ مِنْ أَجْدَادِى بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ، كَمَا أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ فِي طَلِبَاتِى لَيْلًا وَنَهَارًا، 4 مُشْتَاقًا أَنْ أَرَاكَ، ذَاكِرًا دُمُوعَكَ لِكَيْ أَمْتَلِئَ فَرَحًا، 5 إِذْ أَتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلًا فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِى، وَلَكِنِّى مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا. 6 فَلِهَذَا السَّبَبِ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَىَّ، 7 لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ.
ع3:
الذي أعبده من أجدادى يشكر بولس الله الذي عرفه بنفسه عن طريق أجداده اليهود فتمتع بمعرفته، وليس كالأمم الذين انحرفوا في فكرهم ولم يعرفوا الله وعبدوا الأوثان.بضمير طاهر تمسك ق. بولس بالله بنقاوة قلب، حتى عندما كان يضطهد المسيحيين فقد كان يظن أن هذا خدمة لله، إلى أن قابله المسيح في طريقه إلى دمشق وصحَّح له مساره.
أذكرك بلا انقطاع تدرب بولس على الصلاة في الليل والنهار، وظهرت محبته لتيموثاوس في اهتمامه بالصلاة من أجله في كل صلواته.
يهتم ق. بولس بالصلاة كشكر لله الذي ارتبط به منذ طفولته ويصلى أيضًا من أجل الآخرين وخاصة ابنه الحبيب تيموثاوس، فقد تعود الصلاة الدائمة.
ع4: تظهر أبوة بولس ومشاعره الرقيقة وأيضًا بنوة تيموثاوس الظاهرة في دموعه، سواء عند توديعه بولس أو عندما كان في سجنه الأول بروما وفي المناسبات المختلفة. فيتميز الأب وابنه بمشاعر الحب العميقة، ولذا يشتاق أن يراه ليشبع برؤيته ويفرح بلقائه.
ع5: يمتدح الرسول إيمان تيموثاوس ويصفه بالنقاوة وأنه بلا غرض، وقد استلمه من أمه وجدته اللتين تميزتا بقوة الإيمان، فهما يهوديتان تقيتان. وتعلم تيموثاوس هذا الإيمان ببساطة ليس من خلال الكلام فقط، بل من سلوك والدته وجدته، ولذا ثبت هذا الإيمان فيه إذ يقول له بولس أنه سكن فيه. وهو بهذا المديح يشجعه في ضيقته ويدعوه لعدم الإنزعاج أمام الضيقة، ويرجع الفضل لأمه وجدته حتى لا يتكبر.
ع6: تضرم : تشعل.
موهبة الله : بركات سر الكهنوت.
بوضع يدىّ : كان طقس سر الكهنوت يتم بوضع يدى الأسقف على رأس المقدم للسيامة والصلوات.
من جهة علاقة تيموثاوس ببولس، يذكره بنعمة سر الكهنوت التي نالها على يديه، ويطلب منه أن يشعل الروح القدس الذي فيه بالأمانة في خدمته.
ع7: روح الفشل : اليأس والإحباط الذي يمكن أن يقع فيه تيموثاوس من كثرة الضيقات والمسئوليات التي تواجهه خاصة وأن سنه صغير.
روح القوة : قوة الله المساندة في الضيقات.
المحبة : التي تظهر في رعايته واهتمامه بشعبه، فمع الإيمان القوى توجد المحبة الحانية التي تجمعه مع شعبه في وحدة واحدة في الله.
النصح : إرشاد أولاده حتى لا يقعوا في الهرطقات ويثبتوا في الإيمان والحياة الروحية.
بعد أن تكلم بولس عن علاقة تيموثاوس بأسرته من خلال الإيمان الذي استلمه منهم، ثم علاقته بالرسول من خلال نعمة سر الكهنوت، يذكره بعمل الروح القدس الذي يعطيه القوة ورعاية الحب والإرشاد لشعبه رغم الضيقات المحيطة.
† ليتك تقدر مشاعر الآخرين وتشجعهم بكلمات المديح وتصلى لأجلهم، فتسندهم داخل ضيقات الحياة بل وتفرح قلوبهم بمحبتك لهم وتتعزى أنت أيضًا بمحبتهم لك.
8 فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِى أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ، 9 الَّذِى خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، 10 وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ. 11 الَّذِى جُعِلْتُ أَنَا لَهُ كَارِزًا وَرَسُولًا وَمُعَلِّمًا لِلأُمَمِ. 12 لِهَذَا السَّبَبِ أَحْتَمِلُ هَذِهِ الأُمُورَ أَيْضًا. لَكِنَّنِى لَسْتُ أَخْجَلُ، لأَنَّنِى عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِى إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ.
ع8:
شهادة ربنا : الكرازة بالمسيح.المسيح المصلوب كان منظره مخزيًا وكذلك بولس المسجون، فيطلب من تلميذه تيموثاوس أن يتقوى في كرازته ولا يخجل من المسيح المهان لأجله أو من أبيه بولس المتألم في القيود، بل يحتمل هو أيضًا الآلام التي يقابلها في أفسس أثناء خدمته لنشر الإنجيل معتمدًا على قوة الروح القدس المساندة له.
ع9: يوضح بولس أن الخلاص الذي ننعم به ليس نتيجة أعمالنا في حد ذاتها، بل من نعمة الله الذي قصد فداءنا من قبل تأسيس العالم وأتمه في ملء الزمان. أما إحتمال الآلام والجهاد الروحي الذي يطالبه به، فهو نتيجة للخلاص الذي نناله وبمساندة النعمة، ليدلل على صدق إيماننا ومحبتنا لله.
ع10: أظهرت الآن : يقصد نعمة الله.
ظهرت نعمة الله في ملء الزمان بصليب المسيح الذي أبطل سلطان الموت بموته وأعطانا الحياة الجديدة فيه، بل الخلود معه إلى الأبد في الملكوت. كل هذه النعم ننالها إذا آمنا بالمسيح.
ع11: إختارت نعمة الله بولس، الذي كان يقاوم المسيحية ليؤمن ويكرز للأمم البعيدين عن الله ويصير رسولا لهم يجذبهم للإيمان بالمسيح.
ع12: وديعتى : إيماني أو نفسي المؤمنة.
بثقة بولس في المسيح وبمساندة نعمته، يحتمل قيود السجن وكل الآلام ولا يخجل منها، لأن قوة المسيح الذي آمن به لا تُحَدّ ومحبته تستحق أن يبذل حياته كلها لأجله.
† إذا قابلت آلاما في حياتك دون أي خطأ منك، فاقبلها لأجل الله، واثقًا من معونته، فبهذا تشاركه آلامه. وواصل خدمتك له وتقديم الحب لكل أحد، فتكون بهذا ابنًا حقيقيًا له.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
13 تَمَسَّكْ بِصُورَةِ الْكَلاَمِ الصَّحِيحِ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنِّى، فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 14 اِحْفَظِ الْوَدِيعَةَ الصَّالِحَةَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ السَّاكِنِ فِينَا.
ع13:
يطلب الرسول بولس من تلميذه أن يتمسك بالإيمان الذي علَّمه له، ليس فقط بالكلمات بل أيضًا بالسلوك العملى في محبة للكل، فيكون صورة حية للمسيح في كلامه وسلوكه.
ع14: يطالبه أيضًا أن يتمسك بالإيمان بقوة الروح القدس الساكن فيه، مهما قاومته الهرطقات المحيطة به أو واجهته ضيقات تحاول أن تجعله يتنازل عن حياته المسيحية.
† لا ترضِ الناس بالتهاون في سلوكك الصحيح مشاركةً لهم. على قدر ما تكون لطيفا معهم، كن أيضًا حريصا فتهرب من كل ما يعثرك ويبعدك عن المسيح. واحترس من التعاليم الغريبة عن الكنيسة، متمسكا بما استلمته من الآباء بكل دقة.
15 أَنْتَ تَعْلَمُ هَذَا، أَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ فِي أَسِيَّا ارْتَدُّوا عَنِّى، الَّذِينَ مِنْهُمْ فِيجَلُّسُ وَهَرْمُوجَانِسُ. 16 لِيعْطِ الرَّبُّ رَحْمَةً لِبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ، لأَنَّهُ مِرَارًا كَثِيرَةً أَرَاحَنِى وَلَمْ يَخْجَلْ بِسِلْسِلَتِى، 17 بَلْ لَمَّا كَانَ فِي رُومِيَةَ، طَلَبَنِى بِأَوْفَرِ اجْتِهَادٍ فَوَجَدَنِى. 18 لِيعْطِهِ الرَّبُّ أَنْ يَجِدَ رَحْمَةً مِنَ الرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. وَكُلُّ مَا كَانَ يَخْدِمُ فِي أَفَسُسَ أَنْتَ تَعْرِفُهُ جَيِّدًا.
ع15:
آسيا : منطقة داخل آسيا الصغرى وهي تركيا الحالية.إلى جانب آلام بولس في السجن، احتمل متاعب نفسية بابتعاد أولاده عنه، إما خوفًا من نيرون الذي قبض عليه أو بحثًا عن راحتهم ومنفعتهم، ومن أشهرهم "فيجلُّس وهرموجانس" اللذان كانا تلميذين له وتخليا عنه.
ع16: من جهة أخرى، يصلى بولس من أجل أولاده الذين اهتموا به أثناء سجنه، ومنهم أنيسيفورس الذي كان قد مات وقت كتابة الرسالة، فيطلب رحمة ونعمة من الله لأفراد اسرته، إذ هم بلا عائل فالله يعولهم ويرعاهم.
ع17: آمن أنيسيفورس على يد بولس، وقد كان يعمل تاجرًا في أفسس وفي تجارته حضر إلى روما ولما علم بسجن بولس سأل عن مكانه، واهتم بخدمته مستهينا بمخاطر القبض عليه أو الإساءة له.
ع18: يصلى بولس لأجل نفس أنيسيفورس التي في الفردوس، لكي تجد رحمة من المسيح في يوم الدينونة ويدخلها إلى الملكوت.
ويذكر تيموثاوس بخدمات أنيسيفورس الكثيرة في كنيسة أفسس والتي يعلمها تيموثاوس لأنه أسقف هذه المدينة.
† كن مهتما بمن هم في ضيقة لتظهر محبتك لهم وتصلى لأجلهم، فهذا يسندهم ويصير سبب بركة لك.
← تفاسير أصحاحات تيموثاوس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير تيموثاوس الثانية 2 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
مقدمة رسالة تيموثاوس الثانية |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/timothy2/chapter-01.html
تقصير الرابط:
tak.la/6v3qvnt