* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29
الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
(1) المقدمة (ع 1، 2)
(2) مدحهم على إيمانهم ومحبتهم (ع3-8)
(3) دعاء من أجل نموهم الروحي (ع9-11)
(4) المسيح فادي البشرية (ع 12-23)
(5) خدمة بولس للأمم (ع 24-29)
1 بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ، 2 إِلَى الْقِدِّيسِينَ فِي كُولُوسِّى، وَالإِخْوَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
ع1:
يقدم الرسول بولس نفسه كرسول للمسيح وأن رسوليته هذه تمت وفق مشيئة الله. ويرسل تحياته وتحيات تلميذه تيموثاوس إلى أهل كولوسى.
ع2:
يحيى المؤمنين (القديسين)، مانحا إياهم البركة الرسولية، طالبا لهم النعمة والسلام من الله أبينا وربنا يسوع المسيح.† لكيما تكون حياتك وأعمالك وفقا لمشيئة الله، تحتاج إلى الصلاة قبل كل شيء واستعدادك أن تقبل تدابير الله المعاكسة واثقا أنها لخيرك، حينئذ سيكشف لك الله دائما عن مشيئته ويعدل مسارك إن ابتعدت عنه لعدم معرفتك، فتسلك مطمئنا واثقا من كلماتك وتصرفاتك المسنودة بقوة الله.
3 نَشْكُرُ اللهَ وَأَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، مُصَلِّينَ لأَجْلِكُمْ، 4 إِذْ سَمِعْنَا إيمَانَكُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتَكُمْ لِجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، 5 مِنْ أجْلِ الرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ لَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّذِي سَمِعْتُمْ بِهِ قَبْلًا فِي كَلِمَةِ حَقِّ الإِنْجِيلِ، 6 الَّذِى قَدْ حَضَرَ إلَيْكُمْ، كَمَا فِي كُلِّ الْعَالَمِ أيْضًا، وَهُوَ مُثْمِرٌ كَمَا فِيكُمْ أيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْتُمْ وَعَرَفْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ بِالْحَقِيقَةِ. 7 كَمَا تَعَلَّمْتُمْ أَيْضًا مِنْ أَبَفْرَاسَ الْعَبْدِ الْحَبِيبِ مَعَنَا، الَّذِي هُوَ خَادِمٌ أَمِينٌ لِلْمَسِيحِ لأَجْلِكُمُ، 8 الَّذِى أَخْبَرَنَا أَيْضًا بِمَحَبَّتِكُمْ فِي الرُّوحِ.
ع3:
نشكره ... كل حين: لنتعلم من ذلك أن نشكر الله في كل صلواتنا من أجل أمور حياتنا كلها.الله وأبا ربنا يسوع المسيح: واو العطف هنا لا يقصد بها إثنين منفصلين، إنما يقصد صفتين أقنوميتين لإله واحد، صفة الأبوة وصفة البنوة، مثلما نقول، فلان طبيب ورياضى أديب، فلا نقصد ثلاثة أشخاص بل شخص واحد له ثلاث صفات.
يشكر الرسول الله دائما فيبدأ معظم رسائله بالشكر، كما تحرص كنيستنا في جميع صلواتها الطقسية فتبدأها بصلاة الشكر.
† إن بولس الرسول خادم مثالى فهو يصلى من أجل أناس لم يراهم في حياته. فهل نصلي نحن من أجل أحبائنا وأخوتنا في الإيمان، بل لأجل كل البشر سواء في بلادنا أو العالم كله، خاصة عندما نسمع بكوارث أو مجاعات أو اضطرابات، واثقين أن صلاتنا لها قيمة كبيرة أمام إلهنا المحب؟
ع4: يخبرهم الرسول بأن شكره لله كان من أجل ما سمعه عنهم من إيمان عملى وعامل بالمحبة.
فلا نكتفى يا إخوتى بإيمان نظرى، فهو إيمان مماثل لإيمان الشياطين ولكن علينا أن نثبت إيماننا بأعمال المحبة.
ع5: عندما وصلت البشارة بالإنجيل إلى أهل كولوسى وآمنوا بالحياة الأبدية المعدة لهم، دفعهم هذا الرجاء إلى المحبة العملية بعضهم لبعض.
ع6: سمعتم وعرفتم يقصد المعرفة الإختبارية وليس المعرفة النظرية، معرفة بالعطايا والنعم الإلهية وبالنصيب السماوي كنعمة من الله.
هذا الإنجيل قد كرز به لأهل كولوسى وقد وصل أيضًا إلى أجزاء العالم المعروفة وقتئذ، وكانت له ثماره الواضحة في حياة السالكين بوصاياه في العالم أجمع. ومن أجل انتشار الإنجيل تصلى الكنيسة أوشية صلاة الإنجيل قبل قراءة الإنجيل في القداس والصلوات الطقسية بها.
ع7: يسجل بولس الرسول هنا حقيقة انتشار الإنجيل في كولوسى على يد تلميذه أبفراس ويمدحه على هذا ويلقبه "بالعبد الحبيب"، فالعبودية للمسيح هي الحرية من الخطية. وهو حبيب إلى قلب بولس كنموذج للمحبة التي تربط بين الأب وابنه، وهو خادم أمين تعب في الخدمة وأسس لهم كنيستهم في كولوسى.
ع8: نقل أبفراس إلى بولس الرسول الفضائل والثمار التي ظهرت في مؤمنى كولوسى والتي تنبئ عن محبة ليست مبنية على عواطف بشرية وإنما محبة إلهية هي ثمرة للروح القدس العامل فيهم.
† أنظر يا أخي إلى الرجاء في الحياة الأبدية ليثبت إيمانك أمام الضيقات وتسرع إلى تقديم الحب لكل من حولك فتذخر لك كنزًا في السموات.
9 مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ نَحْنُ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ، أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِىٍّ، 10 لِتَسْلُكُوا، كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضًى، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، 11 مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ.
ع9:
إذ أخبر أبفراس بولس بمحبة أهل كولوسى وإيمانهم، يرفع بولس الرسول قلبه بالصلاة من أجلهم لكي يمتلئوا من المعرفة الحقيقية التي يريد الله أن يعلمنا إياها وتحفظنا من الهرطقات. فالمعرفة الحقيقية لمشيئة الله تجنبنا متاعب السقوط في بدع الفلاسفة وهرطقات مدعى المعرفة. والحكمة المسيحية هي معرفة المبادئ المسيحية الصحيحة بحيث يكون سلوكنا في الفضيلة هو التطبيق العملى لها.
ع10: الحكمة والفهم يعطيانهم القدرة على السلوك الروحي وفق الوصية الإلهية، الأمر الذي يجعلهم يثمرون أعمالا صالحة تقربهم من الله فتزداد معرفتهم به وبالتالي محبتهم له.
† أبناء الله لهم سلوكهم الذي يختلف عن سلوك أبناء العالم، فهم نور للعالم وملح للأرض. فليتنا نبرز هذا في سلوكنا اليومى بالمجتمع الذي نعيش في وسطه.
ع11: السلوك الروحي يحتاج لقوة روحية. لهذا يصلى الرسول من أجل أهل كولوسى ليهبهم الله قوة من عنده بحسب قدرته اللانهائية ومجده غير المحدود، هذه القوة التي تمنحنا الصبر في التجارب والضيقات واحتمال الآخرين، خاصة المتعبين منهم، بطول أناة. ونفرح في وسط الضيقات والآلام لأن فرحنا لا يتوقف على الظروف الخارجية بل يعتمد على قوة الله المساندة.
† ليتنا نطيل أناتنا ولا نتذمر أو نغضب لما قد يصادفنا من آلام وعواصف، إنما نفرح عالمين أن كل الأمور تؤول إلى الخير.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
12 شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13 الَّذِى أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14 الَّذِى لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، 15 الَّذِى هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16 فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17 الَّذِى هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَىْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ 18 وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَىْءٍ. 19 لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ، 20 وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ. 21 وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلًا أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22 فِى جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ، 23 إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، الَّذِي صِرْتُ أَنَا بُولُسَ خَادِمًا لَهُ،
ع12:
نشكر الله أبانا الذي لم يتركنا نهلك عندما سقطنا، بل بذل ابنه الوحيد ليجدد طبيعتنا ويعدنا لنشارك المؤمنين في ميراثهم الذي هو ملكوت السموات، بعد أن حصلنا بالمعمودية على سر الإستنارة، فأصبحنا نسلك كأولاد النور ونختبر الله النور الحقيقي في حياتنا.
ع13: الله الآب أنقذنا من سلطان إبليس فلم يعد لكل قوات الظلمة سلطان علينا لأن الله اشترانا بدمه وعتقنا من سلطان الشيطان. فالمسيح المنتصر الذي هزم الشيطان بالصليب، حطم قيودنا وسيقودنا في موكب نصرته إلى الفردوس الذي هو ملكوت المسيح. وقد نسب الملكوت للمسيح لأن الابن والآب واحد في الجوهر (يو10: 30).
ع14: غفر الله لنا خطايانا بدم ابنه الذي سُفِكَ على الصليب والذي يطهرنا من جميع خطايانا وآثامنا.
ع15: صورة: المسيح هو صورة الله. وترجمتها في اليونانية من نفس الطبيعة، مثلما نقول بطرس له صورة إنسان فهذا يعني أن بطرس إنسان. ولم تستخدم الترجمة اليونانية الكلمة التي تعني مجرد صورة لأي إنسان أو منظر طبيعي أو غيره مرسوم على ورق أو قماش أو خشب. أي أن بولس يقر هنا أن المسيح هو الله.
الله غير المنظور: لأنه لا يدرك بالحواس البشرية وإنما صار منظورا بتجسده.
بكر: في الأصل اليوناني هي "بروتوتوكوس" ومعناها المولود الأول. وبالفعل المسيح الابن هو مولود من الآب قبل كل الدهور أي أزلي مثل الآب كما نقول في قانون الإيمان.
بكر كل خليقة: المقصود بها أنه هو المتقدم الذي يفوق الخليقة جميعها أي رأس كل خليقة، وهو مبدئ الخليقة وبارئها. فكلمة بكر لا تعني الأسبقية في الوجود ولكنها تفيد الأسبقية في العظمة والمجد.
يعلن الرسول أن المسيح هو الله ومن نفس طبيعته وهو أزلي قبل كل الخليقة التي خلقها.
ع16: فيه خلق الكل ... الآب شاء أن يخلق فخلق كل شيء بكلمته أي الابن، فالمسيح إذًا هو الخالق للكل.
ما في السموات: ما لا يرى من مخلوقات في السموات مثل جميع الطغمات والقوات السمائية.
ما على الأرض: ما يرى من مخلوقات على الأرض.
عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين: رتب ملائكة.
الكل به وله: من الآيات الهامة في إثبات لاهوت المسيح. فالخليقة تمت "به" فهو إذًا الخالق، وخلقت خاضعة "له" لأنه صاحبها وبارئها.
يظهر بولس لاهوت المسيح الذي خلق كل المخلوقات التي على الأرض أو في السماء وهي خاضعة وتتعبد له.
ع17: قبل كل شيء: المسيح كائن قبل كل شيء أي أزلي، فوجوده يسبق الوجود.
فيه يقوم الكل: أي هو الذي وضع النظام الذي تسير عليه الخليقة والقوانين التي تحفظ الكون وتضمن له الترابط والتناسق.
المسيح أزلي قبل كل المخلوقات وهو صانعها ومدبرها وتحيا وتتحرك به.
ع18: بكر من الأموات: المسيح هو الوحيد وأول من قام ولم يمت مرة ثانية، لهذا فهو البكر من الأموات الذين سيقومون على شاكلة قيامته في المجيء الثاني. فقد تقدمنا في القيامة من الأموات ونحن نلحقه، وسيتقدمنا في المجد بموكب نصرته.
المسيح هو رأس الكنيسة التي اشتراها بدمه، فهو يعمل عمل الرأس بالنسبة للجسد. فكما تقود الرأس الجسد ويطيع الجسد كل الإشارات الصادرة إليه من المخ، كذلك المسيح يقود الكنيسة ويجمع المؤمنين ليكونوا واحدا، معطيا لهم النمو والمعرفة. وواجب على الكنيسة الطاعة الكاملة للمسيح والتناسق الكامل بين الأعضاء فتتخذ لها الصورة المجيدة التي يريدها لها المسيح "الرأس".
ع19: يحل: في الأصل اليوناني في صيغة المضارع المستمر. أي أنه في المسيح، حلول اللاهوت في الناسوت حلول دائم.
الملء: اللاهوت بالكامل.
في المسيح حل كل اللاهوت في أحشاء العذراء مريم، ولم يفترق اللاهوت عن الناسوت قط.
ع20: الكل: كل من آمن بالمسيح.
نحن في سقوطنا كنا بعيدين عن الله وليس في مقدورنا العودة إليه، لذلك صالحنا الآب معه بدم المسيح على الصليب، ومصالحتنا مع الله هذه أعطتنا أن نتصالح مع كل المؤمنين على الأرض. أما الصلح مع الذين في السموات، فهي فرحة الملائكة بخلاص الإنسان، فهم يفرحون بكل خاطئ يتوب أو بمصالحته مع الله. وما دام المؤمنون على الأرض قد تصالحوا مع الله، فقد تصالحوا بالتالي مع السمائيين كما نصلي في القداس الغريغورى فنقول "صالحت الأرضيين مع السمائيين وجعلت الإثنين واحدًا". ويصالح في اللغة اليونانية تعني إعادة صديق مفقود، أي أن صداقة الملائكة لنا كانت مفقودة فأعادها المسيح بالخلاص الذي أتمه لنا على الصليب.
ع21: يستطيع الكولوسيون أن يتحققوا من تلك المصالحة بما حدث من تغيير في حياتهم. فقد كانوا قبلا غرباء وليسوا من رعية الله بل أعداء له لأفكارهم وأعمالهم الشريرة، أما الآن فبعد مصالحتهم مع الله يسلكون في الحياة الجديدة النقية.
ع22: جسم بشريته: اتحاد اللاهوت بالناسوت يعني قبول الله للبشر. فالمسيح بجسده نائب عن البشرية، أي أن التجسد بداية المصالحة ثم يكمل بالفداء والقيامة.
بلا لوم: لا يدينكم الله على خطية لأن المسيح برَّركم إذ آمنتم وتبتم.
ولا شكوى: شكوى إبليس ضد أولاد الله.
قبل المسيح الموت ليقتل العداوة ويقيمكم من موت الخطية بقيامته المجيدة فتحيوا حياة جديدة بعد أن طهركم وغسلكم من الخطايا، ليأتى بكم في اليوم الأخير إلى الآب في صورتكم الجديدة، صورة القداسة والبر التي بلا عيب، فتضيعون الفرصة على المشتكى، أي الشيطان، بأن يقف محتجًا أمام الله ضدكم.
ع23: أنتم مشتركون في مسئولية خلاص نفوسكم وذلك بأن تثبتوا في الإيمان ولا تتزعزعوا، وتتمسكوا بالإنجيل الذي سمعتموه من الخادم الأمين أبفراس والذي انتشر في الخليقة كلها، الإنجيل الذي تعبت وجاهدت من أجل نشره بين الأمم لكي أربحهم للمسيح.
† ليتنا نعيش في حياة القداسة لكيما يكون لنا نصيب في موكب النصرة، فلا نرفض الشر فقط، وهو الجانب السلبى من الجهاد، بل نفعل الصلاح والخير ونسعى لاقتناء الفضائل.
24 الَّذِى الآنَ أَفْرَحُ فِي آلاَمِى لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِى لأَجْلِ جَسَدِهِ: الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ، 25 الَّتِى صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهَا، حَسَبَ تَدْبِيرِ اللهِ الْمُعْطَى لِى لأَجْلِكُمْ، لِتَتْمِيمِ كَلِمَةِ اللهِ. 26 السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لَكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ، 27 الَّذِينَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هَذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ. 28 الَّذِى نُنَادِى بِهِ مُنْذِرِينَ كُلَّ إِنْسَانٍ، وَمُعَلِّمِينَ كُلَّ إِنْسَانٍ، بِكُلِّ حِكْمَةٍ، لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلًا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 29 الأَمْرُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَتْعَبُ أَيْضًا مُجَاهِدًا، بِحَسَبِ عَمَلِهِ الَّذِي يَعْمَلُ فِىَّ بِقُوَّةٍ.
ع24:
يفرح بولس الرسول بآلام الخدمة لأنها شركة في آلام صلب المسيح. وآلام المسيح الكفارية كاملة، ولكنه يعطينا فرصة أن نشاركه آلامه في خدمة النفوس وكسبها إليه. هذه هي شدائد وأتعاب الخدمة، وهي ناقصة لأن نفوس كثيرة ما زالت بعيدة وتحتاج أن نخدمها ونأتى بها إليه، فنكمل النقائص في شدائد المسيح. أي أن كل تعب في الخدمة هو شركة في آلام المسيح نكمله في أجسامنا أي بتعب الجسد لأجل نمو الكنيسة جسد المسيح.
ع25: لها: أي للكنيسة.
لقد اختارنى الله وأفرزنى لخدمتكم أيها الأمم وفق تدبيره الخلاصي لأجلكم لأكمل التبشير باسمه القدوس.
ع26: التبشير للأمم بالخلاص هو السر المكتوم الذي لم يفهمه اليهود، لأنهم اعتبروا أنفسهم فقط الذين سينالون خلاص المسيح، والأمم لم يعرفوه لانغماسهم في الوثنية والشهوات. ولكن في العهد الجديد ظهر هذا السر بإيمان الأمم وتمتع المؤمنون من الأمم أي القديسين بخلاص المسيح.
ع27: أعلن الله للأمم الذين آمنوا به بركاته الوافرة التي ينالونها بإيمانهم بالمسيح، ليس فقط في الكنيسة بل وأيضًا في الميراث الأبدي.
ع28، 29: هذا الذي ننادى الجميع به، منذرين كل إنسان يخطئ ومقدمين له التعليم النافع، الذي يتسم بحكمة الروح العامل فينا، عن حقائق الإيمان المسيحي حتى يرفض تعاليم المعلمين الكذبة؛ وذلك بهدف أن نأتى بكل إنسان إلى الله خطوة خطوة في طريق الكمال الذي يتم فقط بالإتحاد بالمسيح. فمن أجل هذا الهدف أتعب وأجاهد مدفوعًا بعمل الرب فىّ بقوة، فهو الذي يهبنى الفهم والقدرة والحماس لتحقيق خلاصي وخلاص الآخرين.
† أنت مسئول أن تظهر المسيح لكل إنسان بمحبتك وتعلم كل من يخطئ ليتوب، ولكن بحكمة وحب واتضاع حتى تُفَرِّح قلب الله وتسعد كل المتضايقين.
← تفاسير أصحاحات كولوسي: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كولوسي 2 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
مقدمة الرسالة إلى أهل كولوسي |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/colossians/chapter-01.html
تقصير الرابط:
tak.la/5g2z8p8