كل نفس تهيأت لقبول شعاع الآب (نور قيامة المسيح) تتمتع بشمس البر ويكون الروح القدوس هو السراج الإلهي لها. ما هي الغلبه التي نقتنيها بالثبات في الطريق (المسيح)؟ ما هي النصرة التي تبهج قلوبنا في المسير معه؟
آلا وهي فرحة القلب بأسرار عُلويه! وتهليل النفس بإعلانات سمائيه! وإنفتاح العين إلي ظهورات ملائكيه! وإتساع العقل لفهم أمور إلهيه! أخذ السلام عطيه! لنقدم ذاتنا ذبيحه عقليه! والقوة والغلبه على الأمور العالميه!
هذا ما سطره الروح في قراءات أناجيل القداسات في الأسبوع السادس من الخمسين المقدسة:
يوم الأثنين (يو 16: 15 – 23) أسرار علويه: " كل ما لأبي فهو لي، لهذا قلت لكم أنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو 16: 15) تبدأ أسرار السماء وأخبار السمائيين تلحقنا وتدب فينا بإستدعاء الكاهن الروح القدوس على المُعمد أثناء المعمودية حتى يتشكل الشخص على صورة الإبن، ويتحلي بسمات ربنا يسوع. فيأخذ الروح مما للإبن ويخبره؛ لأن كل ما للإبن هو للآب، وما للآب هو للإبن ومن هنا يبدأ في العلاقه السريه مع محبة الآب ونعمة ابنه وشركة روحه..
يوم الثلاثاء (يو 16: 23 – 33) إعلانات سمائيه: " لا أكلمكم بأمثال بل أخبركم عن الآب علانيه" (يو 16: 25) كان الرب يقصد انه بعد القيامه و... سيخبرهم عن الأسرار علانيه وسيعرفون أقواله معرفه واضحه وبعمق المعني المقصود بروحه الساكن فيهم. ولكنهم ظنوا إنهم عرفوا الآن؛ لأنه كشف أسرارهم، ورد على أسئلتهم، وأفصح عن ما يشعروا به بصراحه فقالوا له: " الآن تتكلم علانيه ولست تقول مثلًا واحدًا" (يو 16: 29) تعالوا نأخذ مثال بولس الرسول بعد أن تجلي الرب له وقاده الروح وأعلن له عن الحق. من كثرة الإعلانات أعطاه الرب منخاس في جسده لئلا يستكبر (2كو 12: 7) فقال " بفرح الآن أنظر في مرآه في لغز" (1كو 13: 12) كأنه ينظر الأمور السمائيه ولكنها بصوره غير واضحه غير مفهومه كأنها لغز.
يوم الأربعاء (يو 17: 1 – 9) أعين ملائكيه: " قد أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتهم لي من العالم" (يو 17: 6) من هم الذين أخذهم من العالم إلا أصحاب العيون البسيطه والقلوب الطاهره الذين عرفوا المسيح وأمنوا به. فقال قد أظهرت اسمك أي ذاتي (شخص المسيح) للذين أعطيتهم لي من العالم، ولم يقل كل الناس الذين رأوني أو سمعوني أو لمسوني بل الذين لي هذه هي بركه من بركات الذين نالوا الغلبه إتحادهم بالمسيح، الطريق والحق والحياة..
يوم الخميس (لو 24: 26 – 53) فهم أمور إلهيه: " فتح قلوبهم ليفهموا الكتب" (لو 24: 45) هذا هو صديق البشريه القائم، يهب لمن يشتاق حياته المقامه. يقترب منا ويفتح أفهامنا وبصيرتنا. فإنه كما دخل إليهم في العليه والأبواب مغلقه فأنه أعجب من هذا دخل أذهاننا وتجلي فيها لنُخبر بملكوته في داخلنا تمشي مع تلميذي عمواس وشرح لهم (لو 24: 26) ثم ظهر للتلاميذ وفتح قلوبهم ليفهموا وما زال يعمل حتى الآن..
يوم الجمعه (يو 14: 26 – 31) السلام عطيه: " سلامي أترك لكم سلامي أنا أعطيكم" (يو 14: 27) يجتمع الراعي بالقله القليله لتتعرف على سر الحب الإلهي بعد أن أعلن خيانة يهوذا وإنكار بطرس، لتتمتع بحسب إيمان كل فرد بالميراث الثمين الذي يهبه لهم وهو السلام.. هو نفسه سلامنا (أف 2: 14) يقدم ذاته لمؤمنيه للنصره والغلبه والهدوء والطمأنينه و... لكي يُثبت عيونهم بقوه إنارة الروح القدس على جمال صورة الله (الإبن) فتقاد للجمال الفائق (الآب)..
يوم السبت (يو 16: 15 – 23) ذبيحه بشريه: " أنتم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح، أنتم تحزنون ولكن حزنكم يتحول إلي فرح" (يو 16: 20) يجد الأشرار مسرتهم في حزن أولاد الله بينما يفرح المؤمنون بأنهم يقدمون ذاتهم ذبيحه لكي يتألموا مع المسيح، وهم واثقون بأنه يجرح ويشفي (تث 32: 39) فبعد كل صليب قيامه. هذه هي أعمق مشاعر للغلبة والنصرة..
يوم الأحد (يو 16: 23 – 33) الغلبه على الأمور العالميه: " في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا (تقووا.. افرحوا) أنا قد غلبت العالم" (يو 16: 33).
بمعونته وحمايته ورعايته.. احتموا، التصقوا، افرحوا بمن غلب العالم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. " إني أترجي الله لا أخشي ماذا يفعل بي الإنسان" (مز 56: 16).
هذه هي صيحة النصرة لكل من اتحد بالمتألم، لن يشعر أنه وحده؛ لأن الرب معه (يو 16: 32) ساكن فيه، لا يفارقه هذه هي غلبته التي يغلب بها العالم، إيمانه..
بإبن الله (1يو 5: 4)
المسيح صخره في وسط البحر أدخل إلي الحفره واختفِ ستنظر حولك الأمواج قد حطمت أعظم السفن، ومات أقوي الجبابره، أما أنت فسوف تُسطر تحتك الملائكة كلمه جميله:
" سلام".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-ibrahim-anba-bola/resurrection/winning.html
تقصير الرابط:
tak.la/8ymc7wh