+ المرة الثانية التي بكى فيها الرب يسوع كانت أمام قبر لعازر.
+ ولعل بكاء المسيح له المجد، كان رداً على الكثير من الأسئلة التي تبدأ بكلمة "ليه؟ أو لماذا؟". لأن في اللحظة التي بكى فيها السيد المسيح، صدرت همهمة من الناس تقول: "طب ليه سابه يموت؟". قالوا: " أَلَمْ يَقْدِرْ هذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هذَا أَيْضًا لاَ يَمُوتُ؟ " (يو 11: 37). يعني مش كان لحقه؟! مش كان اتدخل قبل كده؟! فكرة "ليه؟ أو لماذا يا رب؟" هي التي تتعب كل الناس.
+ نفس السؤال قالته "مرثا" وكررته "مريم". " لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي! " (يو 11: 21)، (يو 11: 32). ليه اتأخرت؟! لماذا لم تأتِ؟!
+ لماذا لم تستمع لنا يا رب ونحن نصرخ من أجل مريض صالح، ونعلم أنك تحبه، وطلبنا له الشفاء، ليه رفضت؟! لماذا تركته يموت؟!
+ لم نطلب شيئاً ردياً! لم نطلب انتقام، أو مال، لماذا لم تستجب؟! لماذا استجبت لواحد من ألف، وتركت 999 ناظرين إليك باستغراب! يتهمونك بالقسوة! ليه يا رب؟! لماذا تركته للموت؟!
+ الذي فعله الرب يسوع أمام هذه التهمة، هو أنه بكى! بكى، لماذا بكى؟! لأن أحياناً ربنا لا يعرف ماذا يقول لنا، لأننا لن نفهم! كما يقول في يوم الخميس: "لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ" (يو 13: 7).
+ "يا ابني ما أنا لو شفيتك هتضيع!"،
"يا ابني ما أنا لو سمعت لك، هتخسر أبديتك!"
"يا ابني أنا لو جاريتك في طلباتك وأنت ما زلت صغيراً لا تدري أين مصلحتك، سأكون سبباً في أذيتك!"،
"يا ابني يا حبيبي، إنت فاكر إن الشفاء صعب؟! الشفاء سهل جداً، ده وجعك ده وجع ليَّ أنا أكثر وأكثر! لكني أرى مصلحة أنت لا تراها"،
" أنت أصغر من أن تفهمني، ولكن ماذا أفعل؟! إذا كنت تبكي سأبكي معك!".
+ "لكن حتى إذا اتهمتني يا ابني بالقسوة، أنا سأصمت وأبكي!
يمكن في يوم من الأيام تعود إليَّ قائلاً: «حقك عليَّ يا رب، طلعت إنت صح، حقك عليَّ لأني ظلمتك، افتكرتك قاسي، افتكرتك ما بتسمعش! افتكرتك ليك ناس ناس! افتكرتك بتخون العشرة! (لأن بيت لعازر كان البيت الذي يستضيفك)، افتكرتك مهمل في حق أولادك، افتكرتك لا يعنيك صراخ المساكين، افتكرتك بتخلف وعودك وأنت الذي تقول: "من أجل صراخ المساكين وتنهد البائسين الآن أقوم"، ومابتقومش!».
+ فربنا يسوع له المجد يقف أمام القبر باكياً.
+ مش بتدافع عن نفسك ليه يا رب؟! مش بتفسر لهم ليه؟!
لأنه لن يفهموا! هذه المرة فقط فهمهم لكي يُفهمنا كلنا. قالهم: "مش ده اللي تعبكم؟! مش هو ده الموقف اللي واجع قلبكم؟! مش كلكم تتهموني بالتقصير؟! " لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!" (يو 11: 43).
+ "أنا لن أفعل ذلك مع كل من يموت، لكن على وعد أن أفعل هذا مع الكل في اليوم الأخير.
+ لأن لعازر سيقوم وسيُكمل حياته كقديس، ولكننا لا نعلم عدد الذين سيكملون حياتهم في القداسة إذا قاموا من الأموات! لا نعلم ما يُخفيه الزمان للناس!
+ أتركوا لي اختيار الوقت المناسب والطريقة المناسبة.
+ أنتم متمسكين بالدنيا، بينما أنا مُتمسك لكم بالسماء!
أنتم تُضيِّعون السماء بالأرض، بينما أنا لا يوجد عندي أي استعداد لضياع السماء من أيديكم من أجل يومين على الأرض!
+ ازعلوا مني، خاصموني، اشتموني، اتهموني بالقسوة، ابكوا غضباً عليَّ، وأنا سأبكي تعاطفاً معكم.
لكني في الآخر سأفعل ما أراه في مصلحتكم. طالما انتم تريدوني، أنا أيضاً أريدكم، وأريد مصلحتكم.
+ على وعد أمسح كل دمعة من عيونكم، ولكن في الوقت المناسب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. سأصالحكم، وأحيالكم، وأقيم إليكم كل لعازر مات منكم، وأفتح عنين الذين تعبوا في الدنيا، وأقيمكم، وسأستجيب لكل طلباتكم، بأكثر مما تظنون. ولكن في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة.
+ الله يبكي لأنه لا يقدر أن يدافع عن نفسه! تجاوزاً أقول هذا. ليه؟ لأن حكمته أعلى من حكمتنا. " لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ " (إش 55: 9).
+ "هشرحلك إيه يا ابني، وأنت بضعف مداركك لن تصل أبداً لمداركي! مهما شرحت لن تفهم، مهما حكيتلك، أنت لا تدرك ما يحدث بداخلك، ولا تدرك ماذا يحدث بالكون، ولا تدرك كيف تسير الأيام، لا تعرف ولا تفهم شيئاً! دعني أقود حياتك.
+ ربنا يسوع يبكي مع الباكين ولكنه لا يمسح دموع الباكين الآن، سيمسح دموعهم في السماء. لكنه يبكي معنا الآن.
+ ربنا طيب وحنين، ويستطيع أن يمسح الدموع الآن، لكن ليس من مصلحتك أن يمسحها الآن. إذا مسحها الآن، فكأنه يمحو الصليب! كأنه يشطب على قضية الألم! كأنه يقول جئت لأريحكم في الدنيا، ومش مهم الحياة الأبدية.
+ لأ المسيح كان صادقًا، وأمينًا وقال لنا: " فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ،" (يو 16: 33).
أنا لم أعدكم أن أمسح دموعكم على الأرض. ولكني أبكي معاكم، وأتوجع معكم، وأشعر بكم، "فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ" (إش63:9)، إنما الراحة ستكون في السماء، والعزاء كله سيكون في الأبدية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-dawoud-lamey/tears-of-god/pain.html
تقصير الرابط:
tak.la/x6t69ar