استكمالًا لموضوع: لماذا يَتَعَثَّر بعض الأقباط في نجاحهم؟ نعرض الآن بعض الأمثلة لأقباط متميزون وناجحون في حياتهم:
1- يوسف جوهر (1912-2001)
كانت بداية يوسف جوهر عطية في مدينة قوص بمحافظة قنا والتي تبعد نصف الساعة عن مدينة الأقصر حيث كانت تعيش عائلة "جوهر عطية" وهي عائلة ارثوذكسية وغالبيتها من رجال الإكليروس حيث كان الجد قسًا، أما جوهر عطية فقد درس في الكلية الإكليريكية ثم عُين واعظًا ومعلمًا للدين بسوهاج سنة 1904 ثم في مدينة طنطا سنة 1908 والتي مارس فيها الخدمة الكنسية منذ ذلك التاريخ وحتى وفاته سنة 1933 م.
- سنة 1915 رأس جوهر عطية مجلة "الحق" وهي أولَى المجلات الدينية المسيحية التي استمرت عشر سنوات ثم توقفت بسبب ضيق الموارد المالية، وصدرت له أيضًا عدة كتب، ولقد كان إنشغال الأب بالكتابة والتحرير من العوامل التي ساعدت الإبن في أن يصبح كاتبًا مثل أبيه.
يذكر الأستاذ "لمعي المطيعي" (1927-2003) في مقال له بجريدة الأهرام إن الوالدين لم يكن لديهما طفل وبصلاة الأنبا إبراهيم القديس المتنيح أنجبا طفلًا بعد سنة من صلاته وهو الذي أسماه "يوسف". وكان ذلك في عام 1912 م.
- تلقى يوسف جوهر تعليمه الابتدائي والثانوي في مدينة طنطا، وعندما بلغ العشرين من عمره استطاع أن يراسل بعض الصحف..
- في عام 1930 انتقل إلى القاهرة، والتحق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا وتخرج منها عام 1935 وقد حصل على ليسانس الحقوق، وعاد إلى طنطا لكي يعمل بالمحاماة. ومن واقع المشاكل والقضايا التي تتردد بين أروقة المحاكم استلهم يوسف جوهر قصصه الأدبية فيما بعد.. ويذكر انه أثناء دراسته الجامعية ظهرت له مجموعة قصص قليلة لفتت إليه الأنظار.
- في عام 1939م تعاقدت معه مجلة "آخر ساعة" وكانت الأوسع انتشارًا على أن يكتب فيها قصصه، وعلى ذلك فقد تواليت قصصه بغزارة في السنوات التالية واستطاع أن يحتل مكانًا مرموقًا بين جيل رواد القصة المصرية القصيرة وكانوا يُعدون على الأصابع وهم "يحيى حقي، نجيب محفوظ، محمود تيمور، طاهر لاشين، المازني".
- وقد تميزت قصص يوسف جوهر بالواقعية إلى جانب طابعها الإنساني حيث عبرت بصدق عن الزمان والمكان خاصة وانه عاش اهم الأحداث السياسية التي مرت بها مصر منذ بداية ثورة 1919 وما تلاها من أحداث مهمة.
- في مرحلة الخمسينيات عانى يوسف جوهر من الإحباط و القيود التي فُرضت على الصحافة، ومن ثم قل إنتاجه الأدبي وتحول في الكتابة إلى السينما. كتب في هذه المرحلة سيناريو قصصه و قصص طه حسين "دعاء الكروان" و"الأيام" وتوفيق الحكيم "الرباط المقدس والأيدي الناعمة" ونجيب محفوظ "بين القصرين". ولقد جاوزت أعماله السينمائية 100 فيلم، ولذلك نعتبر يوسف جوهر هو رائد كتابة السيناريو في مصر. وفي نفس الوقت يُعتبر همزة الوصل بين السينما والأدب المعاصر. وقد كافح مع زملاءه في سبيل تقديم افلام تبتعد عن الهبوط والإسفاف وتكون بمثابة الكتاب المفتوح.
وقد مثلت أفلامه مصر في المهرجانات الدولية، وعُرضت في مناسبات ثقافية كثيرة. لذلك توجت جهوده بحصوله على جائزة الدولة التقديرية عام 1984.
- كانت كتاباته حافلة بنقد بعض الأوضاع الاجتماعية المتردية مثل: الرشوة والمحسوبية والهروب إلى الخارج بالملايين المقترضة من البنوك، الرخاء الظاهري المصحوب بارتفاع جنوني في الأسعار. فكان يوسف جوهر يفتح قلبه على نبض المجتمع المصري ومشاكله ويتعقب جذور هذه المشاكل في الماضي بقصد الوصول إلى صياغة مُشرقة في المستقبل.
- وقد ظهرت ليوسف جوهر عدة قصص واقعية مفيدة حازت على إعجاب وتقدير الجميع.
- وقد تقلد العديد من المناصب نظرًا لطموحه وسعيه المستمر وكفاحه في المجال العملي والمجتمعي وعدم يأسه ومثابرته الدؤوبة وتسليط نظره دائمًا نحو النجاح، فلم يعرف لليأس طريق ولا لخلط المفاهيم طريقًا آخر، بل كان إنسانًا ناضجًا مفكرًا عاقلًا يسير في طريق الكد، ولذلك كان النجاح حليفه. فتقلد العديد من الناصب منها: رئيس قسم السيناريو بمعهد السينما ومدير المركز القومي للثقافة الشبابية، رئيس الأرشيف القومي للفيلم، رئيس تحرير مجلة السينما والمسرح، عضو بالمجالس القومية المتخصصة، عضو بالمجلس الأعلى للفنون والآداب وهو حاليًا (المجلس الأعلى للثقافة)، عضوًا بجمعية الأدباء، رئيس المركز الفني للصور المرئية.
-كما إنه ساهم في تأسيس اتحاد كُتاب مصر والهيئة العامة المصرية للسينما والمسرح، وأمانة المكتب الدائم لحماية حقوق المؤلف عام 1985م.
- بالإضافة إلى الجوائز الكثيرة التي حصل عليها عن كتابة الأفلام.
- ويعتبر يوسف جوهر في نظر اسرته مثلًا أعلى وقدوة في التربية، ولذلك فجميع أولاده من المتفوقين علميًا.. ومنهم دكتوره سهير يوسف جوهر التي كتبت هذه المعلومات عن والدها ومنها أخذنا هذا المكتوب، وهي حاصله على (دكتوراه في الآداب من جامعة برلين الحُره) وابنته الأخرى نادين الحاصلة على (ماجستير في الآداب من الجامعة الأمريكية بالقاهرة) وكذلك ابنه د/كريم الحاصل على (دكتوراه في الآداب من جامعة برينستون بالولايات المتحدة Princeton University)، اخيرًا ابنه د/عادل الحاصل على (دكتوراه في الفيزياء من جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية New York University).
- فهم عائلة ناجحة ومتفوقة وبعث للفخر بهم، وامثلة حية فعالة ناجحة في نفس المجتمع الذي نعيش فيه، فيا ليت أولادنا وأخواتنا يضعون نصب أعينهم الأمثلة الناجحة الكثيرة التي سلكت نفس طريقنا وكانت مثلًا في النبوغ والرقي والتغلب على الصعاب والمثابرة والاستمرار.
وقد تنيح في 11 سبتمبر 2001 عن عمر يناهز الـ89 عامًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/success-2.html
تقصير الرابط:
tak.la/zhcn3tj