محتويات:
(إظهار/إخفاء)
1) ماذا تفعل الخطية
1. القلق وفقدان السلام
2. الحزن والكآبة
3. قطع الرجاء
4. إساءة العلاقة بالناس
5. تسبب غضب الله
6. تجلب الخوف
2) ماذا تفعل التوبة
مثال الابن الضال
3) كيف أتوب
1. حاسب نفسك
* متى تكون محاسبة النفس؟
2. فكر في عواقب الخطية
3. تأمل في تفاهة
العالم وبطلانه
4. اعرف قيمة نفسك
5. لا تؤجل التوبة
6. احذر من اليأس
4) علامات التوبة
1. الاعتراف بالخطأ
2. الخجل والخزي
3. الندم والألم والدموع
4. الانسحاق والاتضاع
5. إصلاح نتائج الخطأ
5) التوبة هي طريق القداسة
* بالخطية فقد الإنسان سلامه وورث بدله القلق... وهكذا يكون القلق قرين الخطية، يأتى في ركابها ويستقر معها... وعلى هذا يفقد الإنسان الراحة القلبية الهادئة نتيجة حلول الله في هيكله.
أو بعبارة أخرى يفقد الإنسان سلامه الداخلي الذي هو من أعظم عطايا الله له.
* إن للشرير خصمًا ينازعه ويقلقه، ولا يكف عن منازعته وإقلاقه حتى يثوب إلى رشده ويتوب عن خطأه، ذلك الخصم هو الضمير... [كن مراضيًا لخصمك سريعًا مادمت معه في الطريق...] (مت25:5).
* وهكذا نجد ان الإنسان طالما هو بعيد عن الله يظل في قلق حتى يعود إليه لأن الله أراد ألا يجد قلبنا مكانًا يرتاح إليه الراحة الكاملة إلا فيه، فيرجع إليه...
* الواقع أنه ليست هناك كارثة تنزع سلام الإنسان كالخطية ولا مصيبة أشد هولًا من الوقوع في براثنها...
* يأتى مع الخطية الحزن والكآبة. فالفرح من ثمار الروح القدس (غل22:5).
و الحزن والكآبة من ثمار الخطية.
* كلما وقع الإنسان في خطية معينة إزداد حزنًا وكآبة.... ويشعر بوجود غمامة سوداء على قلبه..
* هكذا رأينا ان القلق والحزن والكآبة هي ثمرة من ثمرات الخطية... فيها سم الموت. قد تكبر هذه الثمرة وقد تؤدى بصاحبها وحاملها إلى حد السقوط وقطع الرجاء ثم الإنتحار.
* وعلينا ملاحظة أن اعلى نسبة للإنتحار توجد فيما يسمونه بلاد المدنية، حيث الإباحية والمرتع الخصب للخطية.
* وإن كانت الخطية تحرمنى سلامى مع الله وعلاقتى الطيبة معه، فهي تفعل مثل ذلك في علاقاتى مع اخواتى من بنى البشر...
* فإن كانت المحبة هي رباط الكمال الذي يحكم الرابطة بين الناس، فالخطية تفعل عكس ذلك... لأن الخطية في حد ذاتها تعدى [كل من يفعل الخطية يفعل التعدى ايضًا. والخطية هي التعدى] (1يو4:3).
* هي تعدى على وصايا الله، وهي تعدى على الناس أيضًا...
* الخطية تهيج غضب الله على الإنسان.
فبسببها لعن الله الأرض التي خلقها وأحسن تكوينها فقال لآدم بعد ان أخطأ [ملعونة الارض بسببك] (تك17:3).
* وهي تحرم الإنسان من معونة الله.
* الخطية تفصل بيننا وبين الله فلا تصل صرخاتنا إليه...
[ها ان يد الرب لم تقصر عن ان تخلص، ولم تثقل أذنه عن ان تسمع، بل ان اثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهة عنكم حتى لا يسمع] (أش1:59-2).
* الخطية تذل الإنسان وتحط من قدره.
فهي تورثه الخوف (رؤ8:21)، الخجل (تك25:2).
* وأيضًا تفقد الإنسان سلطانه حتى على ذاته فيصبح مستعبدًا للعادات السيئة التي لا يملك التحرر منها.
* يتملك الإنسان الخوف من أقل الاشياء وأتفه الكائنات كالحيوانات الضعيفة والحشرات الحقيرة... بعد ان كان يحيا في الفردوس مع الحيوانات التي تُعرف باسم الحيوانات المفترسة....(فبعد أن كان سيداً أصبح عبداً).
* التوبة هي رسالة المسيحية...
* فيوحنا المعمدان الذي هيأ الطريق أمام السيد المسيح دعا الناس إلى التوبة (مر4:1).
* والسيد المسيح نفسه كرز بإنجيل التوبة.
* إن كلمة (ميطانية) هي كلمة يونانية وتعنى التوبة.... وهي في أصلها اللغوى تعنى تغير القلب وتغير إتجاة الحياة.
* وهكذا نجد ان التوبة في المفهوم المسيحي تعنى الحياة الجديدة أو جدة الحياة...
* هكذا فهم القديسون التوبة فقالوا عنها...[صلح مع الله، معمودية ثانية، تطهير للخطايا، محو للآثام، رجوع إلى الله ].
* بالخطية نخسر كل المواهب والفضائل والنعم، والتوبة تعيدها إلينا.
* طريق التوبة طريق آمِن... وهي باب مفتوح للخلاص لا يغلق إذ هو صدر الله الحنون.
* التوبة تهدىء غضب الله...
* الابن الذي ترك بيت أبيه هو مثال للنفوس التي تترك الله وبيته... ذلك الابن سافر إلى كورة بعيدة حيث بذر فيها ماله بعيش مسرف، وهناك إحتاج فاشتغل برعى الخنازير وإشتهى أن يملآ بطنه من الخرنوب.
* هذه كلها صورة لما تقود إليه الخطية والبعد عن الله...
* هذا الابن بمجرد ان شعر بسوء ما آل إليه حاله، قام ليرجع إلى ابية ويعتذر له طالبًا الصلح.
* وهذة تشير إلى طريق التوبة وخطواتها
[فقام وجاء إلى ابية واذا كان لم يزل بعيدًا، رآه أبوه فتحنن، وركض، ووقع على عنقه وقبله](لو15: 20).
* ما أقوى هذه الكلمات، وما أروع هذا التعبير الذي اراد الرب أن يصور به حبه الشديد للخطاة وحنوه عليهم.
* [واذ كان لم يزل بعيدًا رآه أبوه]
هنا يتضح لنا انتظار الآب لإبنه وعاطفتة الأبوية... ينتظر إبنه الذي تركه في غير اسف... وطالب بما يخصه من مال في غير خجل...
* فإن كان هذا هو حال الأب الجسدي الذي تشوب حياته النقائص فكم تكون مشاعر الآب السماوي.
* ثم ما هي نتيجة رؤية الأب لابنه الضال؟ [تحنن وركض ووقع على عنقه وقبله].
* كل هذه الخطوات من جانب الأب نحو إبنه تمت قبل ان يتفوه الابن بكلمة إعتذار واحدة لأبيه... أو حتى يقدم دليلًا على ذلك.
* وربما كانت هذه الخطوات من جانب الأب أيضًا أمرًا لا يتناسب معه. إذ كيف يركض (يجرى) الأب، ألم يكن هذا جديرًا بالابن الشاب... وأليق به...؟
لكنها المحبة التي تنسى كل الإساءات وتمحو كل السيئات...
* كانت هذه المشاعر من جانب الأب... فماذا فعل الابن نحو أبيه؟...
* كان الابن وهو بعد في الكورة البعيدة، قد تعاهد مع نفسه ان يقول لأبيه معتذرًا حينما يلقاه [يا أبى أخطات إلى السماء وقدامك. ولست مستحقًا بعد ان ادعى لك إبنًا. اجعلنى كأحد اجراك](لو15: 21).
* وحدث لما تقابل مع ابيه ان قال نفس هذه الكلمات... لكن الأب لم يدعه يقول هذه الاخيرة [اجعلنى كأحد اجراك]...
* وهذا التصرف من جانب الأب له أهميته ودلالته في علاقاتنا بالله -وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى- فنحن لا نفقد بنوتنا للآب السماوي مهما إرتكبنا من معاصى وشرور... ولذلك فالكنيسة المقدسة لا تعيد المعمودية التي بها ننال نعمة البنوة.
* ثم ماذا بعد هذا... ماذا بعد أن قدم الابن المتمرد توبة وإعتذارًا؟..
* لقد صدر أمر الأب لعبيده [اخرجوا الحله الاولى وألبسوه واجعلوا خاتمًا في يده. وحذاء في رجليه. وقدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح... لآن إبنى هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًا فوجد](لو15: 23، 24).
الخطوة الأولى في طريق التوبة هي محاسبة النفس....
1. إجلس مع نفسك وحاسبها على نحو ما فعل الابن الضال...
2. إستعرض حالات شقائك وتعبك وقلقك وفقدان سلامك...
3. قل لنفسك ما الذي سلبنى سعادتى وراحتى وفرحى وسلامى...
4. قل لنفسك ما الذي جنيته طوال ليل حياتى المظلمة نتيجة افعالى الآثيمة؟...
5. إذا كنت صريحًا مع نفسك وأمينًا في محاسبتها فستكون الخاتمة وهي وقفة خاشعة أمام الله وصلاة خارجة من قلب مملوء خجل... ووجهًا منكسًا إلى اسفل وعينين دامعتين... وبدأ القرع على الصدر في الندم.
6. لا تقتصر منافع حساب النفس على الناحية السلبية... أي نواحى مراجعة الأخطاء... بل أيضًا تمتد إلى النواحى الإيجابية ونعنى بها الفضائل...
7. حاسب نفسك إذًا لتعرف أخطاءها وعيوبها ونقائصها... ومتى عرفتها ووقفت عليها... فلم نفسك وأنبها بشدة وبقسوة... لكي تصلح ذاتك وتبتعد عن الخطية...
1. عقب الخطية مباشرة حتى نندم عليها ونتوب عنها...
2. آخر كل يوم حتى نصفى الحساب اليومى ونبدأ يوم جديد صفحة جديدة...(نقول في تحليل صلاة النوم: يا رب جميع ما أخطأنا به اليك في هذا اليوم إن كان بالفعل أو بالقول أو بالفكر أو بجميع الحواس.....).
3. قبل التوجه لأب الإعتراف حتى يكون الإعتراف كاملًا...
4. في نهاية كل أسبوع بإعتبارة وحدة زمنية من عمر الإنسان...
5. في نهاية كل عام لكي نبدأ عاماً جديدًا بحياة جديدة...
1. أهم شيء من عواقب الخطية إنك تهين الله... وتهيج غضبه عليك.
2. الخطية تفصلك عن الله.
3. تحرمك من سلامك الداخلى... وتعيشك في قلق وإضطراب وحزن.
4. ترث مع الخطية الألم والكآبة والحزن.
5. توجد بعض الخطايا (الدنس) يكون لها بعض العواقب الخطيرة على كلا الطرفين.
* انظر يا أخى الحبيب إلى العالم في تفاهته لا في غروره...
و اعلم انه باطل الأباطيل الكل باطل.
* إستعمل العالم ولا تدعه يستعملك... إحيا في العالم ولا تدعه يحيا في قلبك.
* لقد سبقك إلى هذا العالم الكثيرون، منهم ملوك ورؤساء وعظماء... لكن أين هم الآن.
* هل إذا ذهبت إلى المقابر تستطيع ان تميز عظام الملك من عظام رعيته المدفونين في ذات القبر... أو عظام السادة من عظام عبيدهم.
* إحذر يا أخى الحبيب ان تلهيك امجاد العالم الزائلة وغرورة الباطل عن الإهتمام بخلاص نفسك... فتهمل امر خلاصك وتؤجل توبتك...
* لو عرفت قيمة نفسك لما اهملت امر خلاصها ولما توانيت عن توبتها.
* ان نفسك لهي اسمى واثمن من العالم وما فيه، ولكن المهم أن تدرك ذلك.
* ألم يقل السيد المسيح [ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. أو ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه] (مت26:16).
* إننا الآن في زمن الرحمة... وغدًا (القريب) في السماء "سنصبح في زمن العدل".
* إن انت أهنت العدل ههنا يمكنك الإلتجاء إلى الرحمة... لكن إن انت أهنت الرحمة فإلى من تلتجىء هناك؟
* هذه من أخطر النقاط... أو الحروب التي توجه إلينا.
* لا تؤخر الخطية أو تؤجلها، فكثيرون ممن هم في الجحيم الآن... إنتقلوا من هذا العالم على أمل التوبة في مستقبل حياتهم، ولكن الموت عاجلهم وباغتهم ولم يمهلهم.
* إحذر أن تشابة الخمس العذارى الجاهلات اللائى جاء العريس ولم يكن مستعدات... فاُغلق الباب وبقين خارجًا.
* إحذر ان تقول مع الغنى الغبى الذي اُخصبت كورته... فلم يفكر في امر خلاصه... بل فكر في توسيع مخازنه [اقول لنفسى يا نفسى لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة. استريحى وكلى واشربى وافرحى...] (لو16:12-20).
* نضيف إلى ذلك ان فرصة التوبة اذا تهيأت لى ولم استجيب لها... فقد تتعقد امامى المسائل والظروف... فلا تؤجل التوبة أو تؤخرها إذن.
* حينما تتذكر خطاياك وتضعها امامك... ربما حاول إبليس ان يقودك إلى اليأس وقطع الرجاء فإحترس منه، أنظر إلى سيدك في محبته للخطاة.
* ليست طلبة مقبولة لدى الله مثل الطلبة التي لأجل خلاص النفس.
* هناك مبدأ هام في الحياة الروحية هو مبدأ [التغصب]... ويقصد به أن لا يترك الإنسان ذاته إلى راحتها وحريتها... فلو تركنا ذواتنا في راحة... لما صليت ولا صامت ولا جاهدت في أي مجال روحي.
* بقدر ما نغصب انفسنا لحياة التوبة والصلاح والجهاد بقدر ما تأتينا معونة الله.
* يقول مار اسحق: [بقدر ما يشقى الإنسان ويجاهد ويغصب نفسه من اجل الله. هكذا معونة إلهية ترسل إليه وتحيط به، وتسهل عليه جهاده وتصلح الطريق قدامه].
7. إحذر التهاون وتذكر يوم الدينونة:
1. إياك ان تفهم خطأ مراحم الله الواسعة...
2. إياك ان تطمع في مراحمة أكثر من اللازم، ولو أننا جميعاً في الحقيقة نفعل ذلك... بل تذكر دائمًا دينونة الله العادلة.
أ) الإعتراف بالخطأ على الله في الصلاة.
ب) الإعتراف بنفس الخطأ على الأب الكاهن.
ت) الإعتراف إلى من اذنبت إليه.
ث) إعتراف بينك وبين نفسك أنك أخطأت
وعن هذا يقول القديس أبو مقار [احكم يا اخى على نفسك قبل ان يحكموا عليك].
هما مشاعر مهمة تصاحب التوبة... وذلك متى شعر التائب ببشاعة الخطية، ولذلك...
1. الإنسان يخجل من ارواح القديسين والملائكة.
2. يخجل من وعوده التي وعد بها الله سابقًا.
3. يخجل أيضًا في إعترافاته كلما يذكر بشاعة خطاياه.
1. ألم التائب بسبب الخطية يتوازن مع لذته السابقة بها...
2. لا تقل الرب حمل عنى كل الآلام وانا استريح...
3. الإنسان يبكى على خطاياه...
4. رقة القلب تجلب الدموع وتمنعها القسوة والعنف.
5. إدانة الآخرين ايضًا تمنع الدموع.
6. الغضب يمنع الدموع.
7. المتعة واللذة تمنع الدموع.
8. الضحك والفرح العالمي يمنع الدموع.
1. التائب الحقيقى يعيش بنفس منسحقة، يعصره الخجل والندم ويشعر بمذلة الخطية.
2. تبكيته لذاته يجعلها تتضع مهما تغيرت حياتها في التوبة.
3. التائب المتضع يرى أنه مستحق لكل حزن يصيبه.
4. كلما طالت فترة إنسحاق التائب كلما ازدادت توبته عمقًا.
لا يكفى مطلقًا ان تترك الخطية وتتوب عنها وتعترف بها وتنال الحِل... إنما يجب ان تصلح نتائج خطيتك على قدر ما تستطيع.
1. ان كان قد ظلم احدًا يحاول معالجة هذا الظلم...
2. انك تشعر بجمال التوبة ان كنت فيها ترد الحق لأصحابه..
1. بالتوبة نصل إلى أهم شيء وهو نقاوة القلب.
2. بالتوبة نصل إلى محبة الله والمحبة الأخوية.
3. بالتوبة نصل إلى الإبتعاد عن فكر الإدانة والدنس والغضب.
4. بالتوبة نصل إلى الإشتياق لحياة السماء وعشرة الملائكة والقديسين.
5. بالتوبة نصل إلى الإشتياق لحياة الصلاة.
6. بالتوبة نقتنى فضيلة مهمة وهي محاسبة النفس.
7. بالتوبة نحيا حياة القداسة التي بدونها لن يرى احد الرب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/repentance-and-holiness.html
تقصير الرابط:
tak.la/zh2gazj