* يظهر بوضوح عمل الروح القدس في كنيسة العهد الجديد في سفر أعمال الرسل الذي نستطيع ان نطلق علية كما اسماه آباء الكنيسة [سفر أعمال الروح القدس].
[ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معًا بنفس واحدة. وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملآ كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وأمتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا] (أع1:2-4).
* حل الروح القدس يوم الخمسين ليعطى التلاميذ موهبة التكلم بألسنة... وكان من الضرورى ان ينطقوا في هذا الوقت بألسنة كثيرة لأن اللغات كانت كثيرة وكان لابد من انتشار كلمة الإنجيل بلغات الشعوب...
* اما الآن فلا توجد موهبة التكلم بألسنة لأن لغات العالم اصبحت منتشرة – كان ذلك في القرن الأول – و أصبحت معامل تعليم اللغات منتشرة في كل مكان.
* [و كان لجمهور الذين أمنوا قلب واحد ونفس واحدة ولم يكن احد يقول ان شيئًا من اموال له بل كان عندهم كل شيء مشتركًا] (أع32:4).
[و رجل أسمه حنانيا وإمرآته سفيرة باع ملكًا واختلس من ثمن الحقل وامرآته لها خبر ذلك... انت لم تكذب على الناس بل على الله...] (أع1:5-4).
يا حنانيا [لماذا ملآ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل] (أع3:5).
* [ثم حدث بعد مدة نحو ثلاث ساعات ان امرآته دخلت وليس لها خبر ما جرى... فقال لها بطرس ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب... فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة وعلى جميع الذين سمعوا بذلك] (أع7:5-11).
من الآيات السابقة نتعلم الآتي بإيجاز:
* الكذب هو على الروح القدس وليس على الأشخاص.
* العطاء بمراءاة لأجل مدح الآخرين، وليس من أجل فضيلة العطاء.
* المعطى فبسخاء.... (رو8:12).
* بعد ان حكى استفانوس ملخص لحياة أبونا إبراهيم وحياة موسى الذي رفضة الشعب وقالوا له [من اقامك رئيسًا أو قاضيًا علينا...] هذا أقامه الله رئيسًا على شعب إسرائيل بعد ان اراه امر العليقة وأمر موسى بإخراج شعب إسرائيل من ارض العبودية.
* بدأ يوبخ اليهود قائلًا لهم [يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان انتم تقاومون الروح القدس. كما كان اباؤكم كذلك انتم...] (أع51:7).
* يوضح لنا سفر الأعمال بعدها مباشرة [فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا باسنانهم عليه. وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرآى مجد الله ويسوع قائمًا عن يمين الله] (أع54:7-55).
* ففي العهد الجديد نجد حياة الإمتلاء من الروح القدس تنير حياة الإنسان وتجعله يصلى من اجل مضطهديه [مثل استفانوس وراجميه]...
* تحول الإنسان المُعَتَدى عليه إلى حمل وديع يطلب من اجل مضطهديه كما فعل السيد المسيح على عود الصليب.
من (أع9:8-24)... [ولما رأى سيمون انه بوضع ايدى الرسل يعطى الروح القدس قدم لهم دراهم. قائلًا اعطيانى انا ايضًا هذا السلطان حتى أي من وضعت علية يدى يقبل الروح القدس. فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت ان تقتنى موهبة الله بدراهم...].
· ما يؤسف ظن سيمون انه يستطيع أن يقتنى مواهب الروح القدس بدراهم... أو ان يعطى الروح القدس للناس بمقابل ان يدفع مبلغ للرسل فيعطوة هذه الموهبة.
· المواهب لا تؤخذ ولا تُعطى بالنقود والدراهم...
هي موهبة وهبة من الله....[وهذا تطبيق عملي لمن يستعملون السحر في هذه الأيام ويدعون انهم يعرفون الغيب ويطلبوا طلبات كثيرة في المقابل... أو يخرجون شياطين بمقابل أو يشفوا مرضى بمقابل... فهم رافضين لوصية السيد المسيح " مجانًا أخذتم مجانًا أعطوا... "(مت10: 8) ].
· لذلك رفضت الكنيسة مبدأ السيمونية....
* هذه التصرفات تسيىء إلى الكنيسة جميعًا لذلك حرمتها الكنيسة وحرمت من يُسام سيامة مثل هذه...
[وكان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء معلمون برنابا وسمعان الذي يُدعى نيجر ولوكيوس... وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا إلى برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه... فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الايادى ثم اطلقوهما... فهذان إذ ارسلا من الروح القدس انحدرا إلى سلوكية ومن هناك سافرا في البحر إلى قبرس] (أع1:13-4).
* كان الروح القدس هو الذي يختار ويوزع الخدمة على الرسل والتلاميذ...
وكان عمل الروح القدس واضحاً جداً في حياتهم وخدمتهم، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فكانت كلمة الله تنموا وتنتشر بشدة وبسرعة من أجل اتكالهم علي السيد المسيح وروحه القدوس وليس علي ذواتهم وقدراتهم الشخصية.
من الصعب إعطاء صورة محددة لحياة الإمتلاء بالروح.
فحياة الإمتلاء ليست شيئًا ماديًا أو منظورًا يمكن ان نشرحة ونصفة بالطريقة المألوفة التي نشرح ونصف بها الأشياء المنظورة أو المادية...
* فنحن لا نستطيع ان نعرف كيف يعمل الروح القدس في ولادة الإنسان الروحية... لكننا كل ما نعرفة هو تأثير الروح في حياة الإنسان يكون تأثيرًا ملموسًا في سلوكة وكلامة...
* معلمنا بولس الرسول يصرخ ويقول [ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح] (أف18:5).
* الروح القدس حينما يملك على قلب الإنسان الذي يطيع المسيح فإنه يملأ قلبه وحياته فرحًا وتهليلًا وتمجيدًا للرب يسوع المسيح...
* إن معموديتنا باسم السيد المسيح تعنى الدخول في عهد مع المسيح إذ أعطانا كل ماله ونحن نقدم له القلب والحياة فنقول في التسبحة في مرد ثيؤطوكية يوم الخميس [هو أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له نسبحه ونمجده ونزيده علوًا].
* وهذا هو اساس صلبنا مع السيد المسيح ودفننا معه في المعمودية لنعيش في جدة الحياة.
* وقد مُسحنا بالروح القدس في سر الميرون لتكريسنا كليًة للرب لتكون النفس والجسد والقلب والحياة كلها للرب.
* فالله يطلب منا القلب [يا ابنى اعطنى قلبك ولتلاحظ عيناك طرقى] (أم23: 26).
* هذا التكريس الداخلى للقلب هو تسليم الذات الذي أوصى به ربنا يسوع المسيح [ان اراد احد ان يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى] (مت24:16)، (مر34:8)، (لو23:9).
* لكن اذا عاش الإنسان حسب ذاته وحسب شهوات قلبه الرديئة تقوى الذات عليه حتى تقف ضد خلاصه وضد الصليب... وفي هذه الحالة لا يستطيع الروح القدس أن يملآنا لأن القلب إمتلأ بالذات...
· ينبغى ان نُفرغ أنفسنا من الإنشغال بذواتنا لكي يملأنا الروح... والصليب هو طريق إفراغنا من ذواتنا.
* يقول لنا السيد المسيح [ان كنتم تحبوننى فإحفظوا وصاياى. وانا اطلب إلى الآب فيعطيكم معزيًا آخر يمكث معكم إلى الابد. روح الحق] (يو15:14-17).
* فحفظ وصايا السيد المسيح هو الذي يهيئنا للإمتلاء من المعزى روح الحق...
هنا ويقول القديس ابو مقار: [ان اراد احد ان يأتى إلى الرب... وان يصير مسكنًا للمسيح ويمتلىء من الروح القدس... ويتمم وصايا المسيح بنقاوة وبلا عيب، يجب عليه ان يبتدئ اولًا بالإيمان بالرب يسوع بثبات وان يسلم نفسه بكليتها إلى كلمات وصاياه... ويجب عليه ايضًا ان يواظب دائمًا على الصلاة... وينتظر دائمًا بإيمان وتوقع افتقاد الرب وعونه، ثم ينبغى ان يغصب نفسه إلى كل عمل صالح لتتميم وصايا الرب كلها... وحينما يرى الرب شدة تشوقه وإجتهاده الصالح وكيف انه يغصب نفسه لتذكر الرب وكيف يلزم قلبه بالتواضع والوداعة والمحبة... فحينئذ يتحنن الرب علية وينقذة من اعدائة ومن الخطية الساكنة فيه ويملأه بالروح القدس... وهكذا فبعد ذلك يفعل كل وصايا الرب بالحق بدون تغصب أو صعوبة أو تعب...] (عن عظة2،1:19).
* كل مواعيد الله وعطاياه توهب بالإيمان والثقة في أمانة وعده... وهذا ينطبق على العطية العظمى أيضًا وهي عطية الروح القدس والملىء منه كما قال السيد المسيح [من آمن بى تجرى من بطنه انهار ماء حى. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعون ان يقبلوه] (يو37:7-39).
· فيلزم ان نثق بكل قلوبنا في المسيح ونؤمن به وننتظر تحقيق وعوده لنا..
* وكما وعد السيد المسيح [كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا ان تنالوه فيكون لكم] (مت24:11).
* لذلك يلزمنا ان نطلب بإيمان وثقة في الرب يسوع ان يسكب ويفيض فينا ملىء روحه القدوس.
* ومع قلة الإيمان يظهر الشك.
* حينما يمتلىء قلب الإنسان بالروح القدس ويسكن فيه [اما تعلمون انكم هياكل لله وروح الله ساكن فيكم](1كو3: 16)... يمتلىء القلب من الإيمان والثقة بوعود الله لنا....هذة الثقة هي:
* ثقة ان كل الإشياء تعمل معًا للخير للذين يحبونه...
* ثقة ان الله يدبر كل شيء للخير ولخيرى انا بالذات...
* إيمان كامل بالمسيح المخلص وتدبيره لحياتى...
* لكن حينما نُبعد الروح القدس من قلوبنا بأعمالنا الشريرة أي اعمال الجسد والخطايا التي نقع فيها بدون توبة... يترك الروح القدس القلب... فيصبح قلب الإنسان مكانًا مهجورًا خاويًا مسكونًا من سبعة شياطين اشر من الواحد الاول... فتكون اواخر ذلك الإنسان اشر من اوائله... لأنه إستهان بعمل الروح القدس فيه.
* مع تكريس القلب وطاعة الوصية والإيمان تكون الصلاة أهم عنصر نتهيىء به لكي يملأنا الروح القدس.
* فربنا يسوع المسيح نفسه وعد ان الآب السماوي [يعطى الروح القدس للذين يسألونه] (لو13:11).
* فإذا كانت الصلاة هي العطش الروحي إلى الله الذي يطفئه السيد المسيح بسكب الروح القدس لذلك قال [ان عطش احد فليقبل إلىّ ويشرب. من أمن بى تجرى من بطنه أنهار ماء حى. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون مزمعين ان يقبلوه] (يو37:7-39).
* والصلاة هي تعبير عن العطش إلى الله... وبهذا العطش مع الصلاة بإيمان يجرى في داخلنا ينبوع ماء حى... بل كما قال السيد المسيح تجرى من داخلنا انهار ماء حى التي هي أنهار الروح القدس.
هنا و نختم كلامنا في نقاط وجيزة عن:
1. رسالة غلاطية (غل5):
* [وإنما اقول: اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوات الجسد. لان الجسد يشتهى ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم احدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون] (غل16:5-17).
* [واما ثمر الروح فهو محبة. فرح. سلام. طول اناة. لطف. صلاح. إيمان. وداعة. تعفف] (غل22:5).
2. أفسس (أف5):
* [لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح] (أف18:5).
3. 1 تسالونيكى (1تس19:5):
* [لا تطفئوا الروح] (1تى19:5).
4. 1 كورنثوس (1كو16:3-17):
[اما تعلمون انكم هياكل لله وروح الله ساكن فيكم. ان كان احد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لآن هيكل الله مقدس الذي انتم هو] (1كو16:3-17).
* نجد هنا اروع واعمق عمل للروح القدس وهو التدشين والتخصيص والتكريس...
· فكما يكرس ويدشن المذبح واوانيه وكل اوانى الخدمة والصلاة وتصبح مخصصة للصلاة والتقديس فقط بفعل زيت الميرون... وهو سر حلول الروح القدس.
* هكذا يسكن الروح القدس في كل واحد منا فيصيره هيكلًا مقدسًا ومخصصًا لله وهذا العمل لا يكتمل إلا في حالة حفاظ الإنسان على طهارته الجسدية والروحية...
* ولكن من يهمل في جسده (الهيكل الذي تقدس بالروح القدس) يتوعده الله بأنه سيفسده كما افسد هيكل الروح القدس الذي فيه...
إلهنا الصالح يعطينا حياة العفة والطهارة لكي نكون أهلاً لسكني الروح القدس ولإلهنا كل المجد والإكرام من الآن وإلى الابد آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/holy-spirit.html
تقصير الرابط:
tak.la/6nf428y