أول كل شيء اذا أرادنا ان نعرف ضرورة الصلاة في الخدمة وفي حياة الخادم فلنستمع إلى كلمات بولس الرسول [ واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر. مصلين في ذلك لأجلنا نحن أيضًا ليفتح الرب لنا بابًا للكلام لنتكلم بسر المسيح الذي من أجله انا موثق ايضًا] (كو2:4-3)، [ مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين ولأجلى لكي يعطى لى كلام عند افتتاح فمى لاعلم جهارًا بسر الانجيل ] (أف18:6-19).
* معلمنا بولس الرسول من خلال هذه الكلمات القوية النابعة من أعماق قلبه يكشف لنا كيف أن الصلاة شرط أساسي لامتلاء الخادم بالروح ونجاح خدمته وإتيانه بثمر كثير.
* نعم من مستلزمات الخدمة أن ينحنى الخادم وتسجد ركبتاه أمام السيد المسيح...
يقول سفر الأعمال عن حياة أبائنا الرسل [ هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة] (أع14:1).
فماذا كانت النتيجة [ كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة] (أع20:19) كل المشاكل حلت بالصلاة... المعجزات والعجائب عملت بقوة الصلاة....
* ان الخادم يعتبر مخدوعًا إن ظن ان له بابًا آخر لإقتبال المعونة الإلهية غير باب الصلاة، ان سر القوة في حياة خدام الله الأمناء على مدى كل تاريخ الكنيسة هو حياة الصلاة التي عاشوها.
* وان كان الخادم محتاج إلى قوة هائلة تسنده وتوآزره في الطريق فليس من طريق لنوال هذه القوة إلا الصلاة بالروح [ ينبغى ان يصلى كل حين ولا يمل ] (لو1:18).
* الخادم المصلى لسان حاله يقول [ يارب افتح شفتى فيخبر فمى بتسبيحك ] (مز15:51).
* ان الخادم عندما يصلى تستنير روحه وتنقى ذهنه وتتطهر شفتاه فلا يخالط أهل العالم في كلماتهم وشرورهم بل يقتنى النفس المصلية واللسان المُسبح مع نفوس أولاده ومخدوميه...
فلنتذكر أيها الأحباء [قصة انبا موسى وانبا إسيذورس]، وكيف كان يصلي من أجله بدموع، يحتويه، ويرشده.
ما أجمل قول صموئيل النبي [ واما انا فحاشا لى ان اخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم ] (1صم23:12).
* ان صلاتنا من اجل مخدومينا تعبير عملي عن حبنا وتثبيت قوى لعلاقتنا معهم واهتمامنا بأن نسترد المطرود ونجبر الكسير ونعصب الجريح ونقوى الضعيف وعلى الأقل إن لم نقم بهذا كله فإننا نصلى ليهبنا الرب المعونه ان نفعله...
* الصلاة من أقوى الوسائل التي تربط الإنسان بالحب تجاه الآخرين وتدخلنا إلى حياة الشركة كأعضاء في جسد المسيح الواحد [ صلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها] (يع16:5).
* الصلاة تحرر الإنسان من الأنانية... ومحبة الذات...
* إن إهمالنا الصلاة لأجل الخدمة "لأجل نفوسنا ولأجل المخدومين" يعد تقصيرًا شديدًا بل وأيضًا خطية جسيمة...
علينا كخدام أن نحنى ركبنا أمام ذاك الجالس بين تسبيحات القديسين حتى يعطينا بفيض روحه القدوس روح الحكمة والإعلان في معرفة الرب.
* الصلاة المستجابة المعزية هي التي تخرج من قلب منسحق يشعر بضعفه...
* إنسان يحس بخطيته ويعترف بآثامه ومشغول دائمًا بتقديم توبة عنها كما أن حالة الإنسحاق والتواضع والندم على الخطية تجعل المصلى قريبًا جدًا من المعونة الإلهية لأن الرب يحب المتواضعين والمنسحقى القلوب ويعطيهم نعمة...
* هنا تدخل أهمية الدموع وفاعليتها وهي لا تأتى طبعًا بنوع من الإفتعال والإصطناع لكنها تأتى كتعبير طبيعى عن توبة الإنسان وإحساسه بضعفه وخجله امام الله...
* السيد المسيح يعلمنا اللجاجة والمثابرة ويطلبها منا في الصلوات ويتضح هذا في مثلين صديق نصف الليل (لو5:18-8)، الأرملة وقاضى الظلم (لو 1:18-8)
* يقول مار اسحق [ان كنت خاليًا من فضيلة المثابرة فلا تنتظر ان تحصل على عزاء حقيقى في صلاتك].
* علينا ان نصلى بلا ملل أو يأس فهو إن تأنى يستجيب منصفًا لمختاريه... والله أحيانًا يتأنى علينا في إستجابة الصلوات ليدربنا على المثابرة والجهاد الروحي في الصلاة...
* عادة تأتى الطياشة من إستسلام الإنسان للهموم وأوجاع هذا الزمان والإرتباكات والمشغوليات اليومية في الحياة.
* علاج هذا كله يكون بضبط الفكر والعقل من خلال التمهيد للصلاة بالقراءات الروحية وفترات الصمت والهدوء السابق للصلاة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. مع جَمْع العقل من الأمور المشتته له وتفريغ الذهن من مشغوليات العالم وإنحصار الإنسان المصلى وإحساسه بوقوفه أمام عرش الله وحده...
* أمام الطياشة وشرود الذهن أحيانًا، ينبغى علينا أن نصبر ونثابر ونستمر في الصلاة، فأحيانًا قد نبدأ صلواتنا بشئ من الطياشة والتشتيت ولكن سرعان ما تتبدد ونتيجة لثبات الإنسان وطلب المعونة من الله...
* احيانًا يحارب الخادم بكسل شديد نتيجة ثقل جسدي أو إرهاق وتعب جسمانى أو عوارض مرضية تقلل من يقظته في الصلاة حتى إذا إستسلم لها فربما ينقطع عن الصلاة ويفقد بركتها. لكن ينبغى على الخادم أن يتشجع ويؤمن بوعود الله مع الإيمان بأن ملكوت السموات يُغصب والغاصبون يختطفونه... فيجاهد لكي يقدم نفسه ذبيحة حب لله جسدًا وروحًا..
* المزامير مادة عجيبة ومدرسة عظيمة للصلاة ففيها تنوع الأفكار وعمق المشاعر وإتساع التأملات كما أنها تحمل مشاعر وتعبيرات توبة قوية فيها عناصر التذلل والإنسحاق... وقد رتبت الكنيسة السبع صلوات لتكون فرصة لتغطية حياة المؤمن كلها بالصلاة في الليل والنهار...
* هي مجال للتأملات الكثيرة...
* تساعد على الإلتزام الداخلى بالصلاة وذلك اذا صليت في أوقاتها...
* تشجع الشخص (الخادم) على الصلاة باستمرار وبدون كسل....
* نخلص من هذا كله ان الخادم الكنسى له طابع مميز في صلواته ومناخ كنسى ملائكى يشارك فيه.
فهو علاوة على صلاته الفردية ومناجاته لله شديد الحرص على أخذ بركة الصلاة الجماعية...
القديس مكاريوس الكبير: [كل نفس متوجعة بجروح الخطية التي لا تلتئم، وبها ينبوع أفكار شريرة ونجسة إن هي أتت فقط إلى المسيح وقالت بتوسل وأمنت به إيمانًا حقيقيًا فأنها تشفى فعلًا من نبع الأهواء الشريرة، النبع الذي لا يجف إلا بقوة اسم يسوع فقط... فليس غيرة يشفى الجروح].
مار اسحق السريانى: [ان حراسة الأفكار شيء وحراسة العقل شيء آخر. كبُعد المشرق عن المغرب هكذا يكون ارتفاع الأخيرة عن الأولى، لكنها بدون مقارنه اكثر صعوبة تمامًا، فاللصوص عندما يرون أسلحة الملك على اتم الإستعداد في مكان ما، لا يهاجمون هذا المكان بإستخفاف كذلك من يقوم بأداء الصلاة المنبثقة من القلب، ليس من السهل ان تغريه وتسلبه لصوص العقل].
القديس سمعان اللاهوتي الجديد [949 – 1022م] أحد رهبان الكنيسة اليونانية: [من الصعب على الإنسان الذي يتلو كلمات كثيرة في الصلاة أن يكون على وعي بكل ما يتلوه. لكن الإنسان الذي يصلي بكلمات قليلة، يدري ويعي ما يقولة في الصلاة. هؤلاء الذين لا يدرون تمامًا بكل ما يقولون. تعلموا ان يقولوا اشياء كثيرة. لكن الإنسان الذي يتعلم ان يكون على وعي بما يتلوه في الصلاة لا يستطيع ان يقول أشياء كثيرة خشية ان يصير عقله مشوشًا...].
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/servant-and-room.html
تقصير الرابط:
tak.la/gyz7aha