في فترة الصوم الكبير تَكْثُر أعمال الرحمة، وهذا عمل مطلوب من كل واحد منّا طول السنة وليس في الصوم فقط. فمع الغلاء المعيشي وطفرات الأسعار اليومية التي لا تتناسَب مع دخل الأسرة، أصبح الكثير مُتَضَرِّر من هذا الغلاء الفاحِش. وقد يلجأ البعض لِمَدّ يده للآخرين من أجل طلب المساعدة، والبعض الآخر يذهب إلى الكنيسة لكي تُكْمِل احتياجاته.. ومَنْ هو محظوظ مَنْ لهُ مَنْ يعوله أو يكون مسئولًا عنه، من أخوات وأبناء وأقارِب أو غيرهم.. ولكن ما يحزننا مَنْ ليس لهم أحد يهتم بهم (المنقطعين)، فيوجد البعض ليس له أحد يعوله أو يهتم به، مثل المريض المطروح على حافة البِرْكَة (بِرْكَة بَيْتُ حِسْدَا) لمدة ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لَيْسَ لَهُ أَحَدٌ يُلْقِيه فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. هؤلاء المنقطعين الذين ليس لهم أحد يهتم بهم.. مَنْ سيهتم بهم غيرنا؟ هل كل المسئولية تقع على عاتِق الكنيسة والمسئولين عن الخدمة الاجتماعية وأخوة الرب؟! يوجد بيننا مَنْ يقول هذا أو ينادي بهذا: "فنحن ليس لنا شأن بذلك، هؤلاء مسئولون من الكنيسة".
* فالكنيسة أيها الحبيب ستوفي احتياجات مَنْ ومَنْ؟! هل يوجد فائِض مادي في الأماكن الشعبية الفقيرة لكي يكفي سَدّ احتياجات كل هؤلاء؟! ومن الأصل يكون الدخل الثابِت للكنيسة لا يكفي مَنْ يعملون بها.. ولذلك وجب علينا نحن الشعب أن نهتم بكل هؤلاء المحتاجين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ونحن نصلي في تحليل نصف الليل ونقول: "اذكر يا رب الذين ليس لهم أحد يذكرهم".
* فهؤلاء أصبحوا عددًا لا يُسْتَهَان به.. فمنهم: المسنين - العاجزين - المرضى - الأرامِل - الذين ليس لهم أولاد.. كل هؤلاء أحْنَى ظهورهم الهم والعوز والضيق والفقر، ونحن لا ندري بذلك.
* يا مَنْ يفضل عنك المأكولات الكثيرة، يوجد غيرك يحتاج إلى كسرة الخبز اليابِس.. يا مَنْ تَتَفَنَّن وأنت تُدْعى صائِمًا ومتمسكًا بطقس الكنيسة وترتيبها، وتحرص كل الحِرص على حضور القداسات التي تنتهي في ساعات متأخرة من النهار، وتخرج لكي تملأ بطنك من كل ما لَذَّ وطاب تحت عنوان "كله صيامي - من أصل نباتي".. يوجد غيرك يصوم انقطاعيًا قهرًا بدون إرادته بسبب عدم وجود كسرة الخبز اليابِس عنده.. يا مَنْ تَتَفَنَّن في أكل الفواكِه الشهية والحلويات الصيامي بكل أنواعها، وإحضارها من أفخم الأماكِن التي تُكْسِب مُنتجاتها الطعم والرائحة الجذَّابة، يوجد غيرك يشتهي أن يأكل أبسط أنواع المأكولات الصيامي ولا يجد مَنْ يحضره له أو ما يشتريه به.. يا مَنْ تذهب لشراء أنواعًا كثيرة من الفواكه لتخفيف حِدة الطعام الصيامي (كما يدَّعي البعض)، يوجد غيرك له وقتًا طويلًا لم يدخل في فمه أرخص أنواع الفواكِه لضيق الحياة التي يحياها.. فالآلام النفسية التي يعاني منها هؤلاء أكثر وأقسى من الآلام الجسدية.. يا مَنْ يفضل عنك الكميات والأنواع، لا تتركها حتى تفْسَد ولا تصلح للاستخدام، اعمل رحمة وتَصَدَّق بها وهي في أبهَى صورها وألذّ طعمًا، لكي تبعث الفرح والابتسامة في قلب ووجه مَنْ أحزنتهم الأيام وأصبحوا منقطعين مِن الأهل والأبناء والأصدقاء وبسبب أم بدون سبب..
ومن المؤكد أن مَنْ يحتاج للطعام فهو مُحتاج إلى بعض الأموال، وبعض الملابس، وبعض الغطاء..
* فكن إنسانًا رحيمًا وأعطي صدقة للمنقطعين، لكي يأتي صومَك بالثمر المطلوب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/almsgiving.html
تقصير الرابط:
tak.la/665pg4x