St-Takla.org  >   articles  >   fr-botros-elbaramosy  >   a
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي - تاريخ المقال: 7 مارس 2015

63- من وحي الصوم الكبير (2): المحبة أساس كل البنيان

 

St-Takla.org Image: Let us love one another; for love is of God (1 John 4:7). صورة في موقع الأنبا تكلا: أحبوا بعضكم بعضًا: لنحب بعضنا بعضًا، لأن المحبة هي من الله: (يوحنا الأولى 4: 7).

St-Takla.org Image: "Let us love one another; for love is of God" (1 John 4:7) - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أحبوا بعضكم بعضاً: "لنحب بعضنا بعضاً، لأن المحبة هي من الله" (يوحنا الأولى 4: 7) - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894.

بالحقيقة فضيلة المحبة هي أساس كل بنيان روحي وأسري، فبدون المحبة لا يستطيع أحد أن يقتني شيئًا حسنًا من حياته على الأرض أو في علاقته بالله.  فالمحبة هي التي تربط الإنسان بالله وبأخيه، فهي محور ارتكاز المثلث المتساوي الأضلاع الذي تكوِّن رؤوسه الثلاثة: الله، الإنسان، أنا.  فكثيرًا ما تكلَّم السيد المسيح عن المحبة، بل قد لَخَّص كل وصايا الله للإنسان في وصيتين: محبة الله ومحبة الإنسان.  فعندما جاء الناموسي الذي يتبع الفريسيين في فِكرهم الماكِر الملتوي ليسأل السيد المسيح عن أهم الوصايا: "وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ نَامُوسِيٌّ، لِيُجَرِّبَهُ قِائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟»  فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ.  هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى.  وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ.  بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ»" (إنجيل متى 22: 35-40؛ إنجيل مرقس 12: 28-31؛ إنجيل لوقا 10: 25-28).

هذه المحبة هي التي تجعل الإنسان يجاهد في حياته الروحية بأن يحافِظ على علاقته القوية مع الله، وأن يلتزم بالصلوات والأصوام وكل جهادات روحية يقوم بها..

وهكذا كل الممارسات الروحية، نحياها ونتمِّمها بمحبة بدون أي فرض ولا تذمُّر ولا إلزام، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى..  فعلاقتنا بإلهنا الحنون أساسها المحبة القلبية، فـ"نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً" (رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 19).

* وعلى المستوى الجسدي، فالمحبة هي التي تربطنا كبشر بعضنا ببعض.  فبدون المحبة تتحوَّل الكرة الأرضية بأكملها إلى غابة، يأكل القوي الضعيف، ويغلب العاتي المُتَجَبِّر على الهادئ الوديع، ويقتل الشرِس الحمل الوديع، تسود الذِّئاب في كل مكان..  خاطِفة، قاتِلة، وجارِحة كل مَنْ هو طيب القلب وهادئ الطِّباع ومُحِب للسلام.

* هذا ما نراه في بعض المجتمعات التي تخرج خارج نِطاق المحبة.  تسود الكراهية والقتل والجريمة، ويستحِل البعض دِماء أخواتهم في البشرية، بل وَيَتَلَذَّذون بصراح واستنجاد المقتول، وهم في قِمة الجبروت والفرح الزَّائِف الذي يوجِده الشيطان الذي يحرك مشاعرهم بكراهية دَفينة داخل القلب..  فمعلمنا بولس الرسول يقول: "اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 13: 10).  إذًا:

ومَنْ لا توجد في قلبه محبة تجدهُ بعيدًا كل البُعد عن أي عمل رحمة: فإطعام الجائِع، وسقي العطشان، وكساء العريان، وزيارة المسجون، وتطبيب المريض، وإيواء الغريب..  كلها تنبع من المحبة التي بداخل القلب.

فليعطنا الرب أن نُحِب بعضنا بعضاً لكي نصل إلى محبته الحقيقة من كل القلب.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/love.html

تقصير الرابط:
tak.la/mnnq572