وردت اسمه في حاشية بالورقة 3 ظ، بالمخطوط 138 عربي، بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، نصها:
" اذكر يا رب المهتم والناقل المسكين الخاطي بطرس وكلمن دعا [كذا] له بشى فله عوضه اضعاف. امين "
بينما وردت حاشية أخرى بالورقة 371 ظ من نفس المخطوط، هذا نصها:
"... وتاريخ النسخة المنقول منها التاسع عشر من بشنس سنة ست وتسعين وتسع مايه للشهدا الاطهار(5) بركاتهم وبركات القديس مار افرام مع الكاتب والقاري والسامع والمهتم والمنشئ [كذا] امين امين امين وهذه النسخة المنقول منها بخط الاب القديس انبا غبريال بن فخر الكفاه(6) وباخرها ثمان أوراق تكملة الكتاب قيل أنه بخط أنبا بطرس بن الخباز (كشط) وكتب هذه النسخة من أولها إلى خمسة وثمانين فصل من الميمر الاربعون الأخ القديس الصفى بن بنت القسيس اسطو[روس] (كشط) وكمل تتممة الكتاب مما عين إلى أخر الكتاب العبد الدليل الخاطي... ".
ورد خبر نياحته في حاشية بالورقة 294 ظ، بالمخطوط 43 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، هذا نصها: " وهذه نقلت من نسخه للاب الرييس الاسقف انبا بطرس أسقف مدينة اخميم احضرها معه من دير طرا ذكر الناسخ انها نقل [كذا، وصحتها نُقلت] من نسخة الشماس اسحق ابن التاج(7) دكر الناسخ انها نقلت من نسخة الاب القس الطوباني انبا بطرس ابن الخباز الذي صار في أخر عمره مطران على الحبش وغرق في البحر المالح قبل [أن] يصل نيح الله نفسه والسبح لله دايما".
واضح من سرد قصة حياته، أنه كان من رجالات القرن الثالث عشر الميلادي، وأنه أنجز أعماله في فترة ما قبل توليه مسئولية المطرانية بالبلاد الحبشية، أو قل على الأكثر، أنجز الجزء الأخير منها في فترة ما بين رسامته مطرانًا وقبل سفره لمقر كرسيه (ولو أن هذا أمر مُستبعد نوعًا ما). وفي جميع الأحوال، رحل عن هذا العالم قبل وصوله لتلك الأصقاع، كما أفادتنا الحاشية السابقة الذكر.
أورد الأب G. Graf عنه الشيء اليسير(8)، وكذلك الأب سمير خليل اليسوعي(9). بينما لم يرد ذكر أعماله أو حتى اسمه فقط بكتاب "كُتاب المخطوطات العربية لكتبة النصرانية" للأب لويس شيخو، طبعة بيروت سنة 1924.
أهم أعماله كتاب يُدعى البراديصوص Paradicoc أي الفردوس، وهو مختصر من مُؤلف يُعرف باسم "الحاوي".
والجدير بالذكر أن الأدب الرهباني النسكي العربي المسيحي عرف أكثر من كتاب باسم "الحاوي"، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهذا العمل الذي نحن بصدده الآن هو بالتأكيد مُؤلف غير كتاب "الحاوي" الذي يشتمل عليه المخطوط 181 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس (ولم يُطبع كاملًا بعد)، لأن بمقارنة المقالات بكلا المؤلفين يظهر الفرق جليًا(10). وهو أيضًا غير كتاب "الحاوي" الذي وضعه جرجس بن العميد (الصغير)، الذي كان طبيبًا وراهبًا كاهنًا، متوحدًا بجبل طره، وكان شقيقًا للأسعد ابراهيم كاتب ديوان الجيوش، الذي صُرف من هذا الديوان في 14 شوال سنة 678 هـ (الموافق ليوم السبت 17 / 2 / 1280م) بحسب شهادة المؤرخ المقريزي(11).
وعودة لكتاب "الحاوي" الذي نحن بصدد دراسته، فهو بحسب رأي الأب G. Graf من وضع الأنبا بطرس ابن الخباز، ولكن بحسب دراسة الأب سمير خليل اليسوعي هذا كلام غير صحيح، والأصح أن الكتاب مستوحى من أو ملخص لمُؤَلف يحمل نفس الاسم (الحاوي). مؤلفه راهب من دير القديس سابا بفلسطين يُدعى أنطيخيوس سطراتيوس (سترانيجيوس)، عاش هذا الرهب في مطلع القرن السابع الميلادي، وعاصر الإحتلال الفارسي للأراضي المقدسة في عهد الملك خسرو الفارسي في 5 أبريل 614 م. فكتب عنها نبذة تاريخية بالعربية، تُرجمت فيما بعد للغة أهل الكرج (جورجيا) وطبعها العالم N. Marre بمدينة سان بطرسبرج، سنة 1909م. كما كان له دورًا بارزًا في إعادة إعمار مدينة أورشليم بعد هزيمة الفرس ونزوحهم عنها، حيث ساعد رئيس ديره (وقتها) الأرشمندريت مودستس في تحقيق هذه الغاية. وألتمس المساعدة من يوحنا الرحوم البطريرك الخلقيدوني بالإسكندرية، فأمده بالمال والرجال والذخائر، فجدد كنيسة القيامة وعدد من الكنائس والأديرة(12).
أما عن عمله "الحاوي"، فهو عمل يتكون من 130 موعظة (ميمر)، يشتمل على مجموعة من قوانين الأخلاقية المستوحاة من الكتاب المقدس وأقوال آباء الكنيسة الأوائل(13)، وعمله هذا موجود بالجزء الـ 89 من موسوعة الآباء اليونانيين، المعروفة اصطلاحًا باسم مجموعة Migne (14).
وأهمية دراسة مُؤَلف هذا الراهب الفلسطيني تكمن في أن كتاب "الحاوي" هذا ليس هو العمل الوحيد له الذي عُرف في التراث القبطي، فعلى سبيل المثال: صلاة التحليل الواردة بأخر صلاة الستار والتي تبدأ بعبارة "أعطني يارب ينابيع دموع كثيرة..."، هي من إنتاج هذا الراهب الفلسطيني أيضًا، ومن الجدير بالذكر أن نعرف أن هذا التحليل كان قبلًا تحليل صلاة النوم كما ورد بعدد ليس بقليل من المخطوطات والطبعات الأولى لكتاب الأجبية القبطية، كما لا يُخفى على القارئ اللبيب أهمية الدور الذي لعبه دير القديس سابا بالقدس في تشكيل كتاب صلوات السواعى سواء عند الروم أو القبط(15).
ومن ثم كان عمل المطران الأنبا بطرس غالبًا أن يُلخص عمل الراهب أنطيخيوس الفلسطيني وأطلق عليه اسم كتاب البراديصوص. والكتاب بوضعه الجديد كان يحتوي على أكثر من 62 مقالًا، وصلت لنا منها المقالات من 4- 61 كاملة، بينما وصلتنا المقالة 62 ناقصة، ولم تصلنا المقالات 1- 3، وما بعد الـ62.
أما توزيع المقالات التي وصلتنا من هذا العمل في المخطوطات المتنوعة، فهى كالآتي:
1- المخطوط 173 لاهوت بمكتبة دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، يحتوي على المقالات من 4 – 39.
2- المخطوط 387 مسلسل / 220 لاهوت (524 جراف) بالمكتبة البطريركية بالقاهرة، وقد حفظ المقالة الثلاثين بالأوراق 113 ج- 118 ج(16).
3- المخطوط 174 لاهوت بمكتبة دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، يحتوي على المقالات من 40- 62، أي أنه الجزء الثاني المكمل للمخطوط السابق، ولكن المقالة الأخير ناقصة.
4- المخطوط 175 لاهوت بمكتبة دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، يحتوي على الجزء الثاني من هذا المُؤلف أيضًا. وأهميته أنه يُذكر بالورقة (502 ج) أن المخطوط منسوخ عن نسخه تاريخها 986 ش [ 69/ 1270م]، وأي لعله منسوخ من النسخة الأصلية، ومن ثم يُساعدنا هذا التاريخ في تحديد الفترة المفترضة لحياة المؤلف (الأنبا بطرس)، وبالتالي تاريخ وضع هذا المُؤلف.
ومما هو الجدير بالذكر الأب سمير خليل اليسوعي يورد ذكر لمخطوطات أخرى ورد بها اسم المطران بطرس بن الخباز، ولكن ليس لها علاقة بكتاب الحاوي، مثل: المخطوط 47 بمكتبة امبروزو بميلانو، إيطاليا، والمخطوطتين 43 ، 459 عربي، من المكتبة الرسولية بالڤاتيكان(17).
_____
(5) الموافق الثلاثاء 21 مايو 1280م.
(6) المقصود به البابا غبريال الثالث الـ 77 الشهير بابن فخر الكفاءة (1268- 1271م).
(8) Georg Graf, Geschichte, band 2, p. 453.
(9) Khalil Samir, S.J., «Butrus ibn Al-khabbāz», The Coptic Encyclopedia, New York 1992, vol. 2, p. 429-430.
(10) رغم أن Troupeau ينسب هذا العمل للراهب أنطيخيوس الفلسطيني، راجع:
Gerard Troupeau, Catalogue des Manuscuts Arabes, Premiere Partie, Manuscrits Chrétiens, tome I, Paris 1972.
(11) راجع: تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي، السلوك في معرفة دول الملوك، ج 1، القسم 3، ط. القاهرة 1939م، ص 667؛ Georg Graf, Geschichte, band 2, p.453؛ الأخ وديع الفرنسيسكانيّ، المرجع "المكين جرجس بن العميد وتاريخه"، أعمال الندوة السابعة للتراث العربيّ المسيحيّ، الفجالة/ القاهرة، منشورات المركز الفرنسيسكانيّ للدراسات الشرقية المسيحية بالقاهرة، نوفمبر 1999م، ص 5- 24؛ نبيه كامل داود، تاريخ دير مار جرجس بطره ورهبانه النساك بقلالي جبل طره، القاهرة، مايو 2010، ص 42- 44.
(12) Χρυσόστομος Παπαδόπλος (Αρχιεπίοος Άθηνών καί Πάσης Έλλάδος), Ίστορία τής Έκκλησίας Ίεροσολύμων, Ίεροσόλυμα καί Άλεξάνδρεια 1910, ς. 242; Βας. Χ. Ίωαννίδης, "Ό Άγιος Άντίοχος ό μοναχός", έν Θρησκευτική καί Ήθική Έγκυκλοπαίδεια, Άθήναι 1966, τόμ. Β', ς. 920.
(13) Khalil Samir, «Butrus ibn Al-khabbāz», C. E., vol. 2, p. 429.
(14) P. G. 89, 1421- 1849.
(15) راجع: د. ماجد صبحي، "دراسة عن كتاب الأجبية القبطية (3)"، مجلة مدرسة الإسكندرية، السنة الأولى – العدد الثالث، سبتمبر – ديسمبر 2900 م، ص 171- 172.
(16) Georg Graf, Catalogue, pp. 197- 198.
(17) Khalil Samir, «Butrus ibn Al-khabbāz», C. E., vol. 2, p. 429.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-basilous-sobhy/characters/botrous.html
تقصير الرابط:
tak.la/38jmtaj