وهنا تواجه ثلاث درجات في معاملتك لمن أساء إليك:
1 - أن تحتمل من أساء إليك، ولا تغضب عليه.
2 - أن تغفر له من قلبك من الداخل.
3 - وَأَسْمَى من هذين الأمرين أن تحبه، حسب الوصية "أحبوا أعداءكم".
لأنه ما أسهل أن تقول له "سامحتك. ولكن أبعد عني. لا أريد إن أري وجهك فيما بعد"!! تدرب علي هذه الدرجات الثلاث. فإن وجدت محبة العدو صعبة، علي الأقل اغفر له من كل قلبك. وإن وجدت هذه أيضًا صعبة، فعلي الأقل احتمله، ثم تدرج حتى تصل إلي المغفرة ثم المحبة.
ويقول القديس أوغسطينس في ذلك:
"أن لم تغفر من تلقاء نفسك لمن أساء إليك، فعلي الأقل إن توسل إليك أن تغفر له، فينبغي أن تغفر".
أعني إن قال لك "لقد أخطأت إليك. سامحني". المفروض إذن أن تسامح. وإلا فأنك تصير إنسانًا قاسي القلب. وحينئذ بأي وجه ستطلب من الله المغفرة فبما أخطأت به إليه؟! لأنه إن كان صعبًا عليك أن تغفر لعدوك في حال إساءته، فعلي الأقل يسهل الأمر عليك، وهو يعترف بخطيته أمامك ويطلب العفو.. نقول هذا، لأن البعض حينما يأتي إليه المسيء قائلًا "أغفر لي" يبدأ معه تحقيقًا: لماذا فعلت وفعلت؟ ويوبخ ويعنف، بأسلوب إذلال! حتى إن ذلك المسيء يقول في قلبه: ليتني ما ذهبت إليه أطلب منه المغفرة!!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/54bxcyq