ويقول الرسول في ذلك: إن قلنا أنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايا" (1يو 1: 8، 9). إن الخطية التي تعترف بها، هي التي تطلب عنها مغفرة، أما المواقف التي تري نفسك فيها غير مخطئ، أو أن غيرك هو المخطئ، فهذه لا تدخل في ذهنك ولا في قلبك، أثناء قولك "اغفر لنا". إن اعترف بمرضك، أما إن قلت إنك غير مريض فإن " الإصحاح لا يحتاجون إلي طبيب، بل المرضي". والرب يقول لم آت لأدعو أبرارا بل خطاه إلي التوبة
والذي يعترف بينه وبين نفسه لأنه خاطئ ومخطئ يستطيع أن يعترف أيضًا علي الأب الكاهن وأيضًا علي الأب الكاهن وأيضًا علي الأب السماوي.
في عبارة " اغفر لنا " تذكر جميع خطاياك، واعترف بها أمام الله ثم اعترف بها أمام وكيله علي الأرض (تي 1: 7) ليمنحك حلًا، ويأخذ من الدم الكريم، لتمحي به خطاياك..
ومن ثمار التوبة أيضًا في حياتك: الاستحقاق والندم علي الخطية. إنهما ليسا ثمنًا للخطية، أنما علامة علي التوبة التي هي شرط للمغفرة تتم بالكفارة العظمي، بالدم الطاهر الكريم ولكن هذا الدم لا يستحق توال الفداء به إلا المؤمن التائبون. واعرف أن المغفرة. حتى بعد أن تتم، لا تمنح الانسحاق والندم والشعور بعدم الاستحقاق، فداود النبي بلل فراشه بدموعه، وعاش في حياة التوبة والبكاء والاعتراف بخطيئته،، بعد أن غفرها الرب له. وبولس الرسول، بعد أن نال المغفرة وبعد أن ارتفع درجات في حياة الروح ظل يقول "أنا الذي" أنا الذي لست مستحقًا أن ادعي رسولًا، لأني اضطهدت كنيسة الله"."أنا الذي كنت من قبل مفتريًا" ولم يقل أن ذلك كله فعله شاول الطرسوسي، شاول قد مات مع المسيح والموجود الآن هو بولس الذي ارتفع إلي السماء الثالثة.. كلا، بل قال: أنا الذي لست مستحقًا أن أدعي رسولًا.
بالإيمان وبالتوبة بالاعتراف تتقدم قائلًا (اغفر لنا)..
وحاذر من أن تطلب المغفرة لغيرك دون أن تطلب المغفرة لنفسك. كما فعل أيوب الصديق الذي كان يقدم محرقات عن بنيه فقط قائلًا "ربما أخطأت بني إلي الله" (أي 1) دون أن يقدم محرقات عن نفسه..
نعم. الكل يقول هذه الطلبة.. وأول من قالها رسل المسيح القديسون. والقديس كلما يتأمل الكمال المطلوب منه، وصورة الله التي ينبغي أن تكون له، يشعر في أعماقه أنه خاطئ.. عن إيمان واقتناع.. حتى أن فعل القديسون كل ما أمرهم به الرب، يقولون " إننا عبيد بطالون". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إذن فلنطلب كل حين أن يغفر الرب لنا.
ليس الماضي فقط وإنما خطايا الحاضر أيضًا..
فنحن في كل حين نخطئ، وليست الخطية مجرد ماضي تركناه.. إن أشعياء النبي، لما رأي عرش الله، وحوله السارافيم يسبحون، قال "ويل لي أني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين" (أش 6). فماذا ترانا نقول نحن؟
نقول "اغفر لنا"..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/tw5z2j2