إن عبارة "اغفر لنا" لكي يحققها الرب لابد لها من شروط، وفي مقدمة تلك الشروط "التوبة"، وقد بيَّن الرب أهميتها بقوله:
إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون (لو 13: 5).
الله مستعد أن يغفر، ولكنه لا يغفر لغير التائبين. إذن التوبة شرط. فإن كانت التوبة هي بداية حياة جديدا مع الله، فكيف نجمع بين الله والخطية؟ والكتاب يقول "لا شركة بين النور والظلمة" التوبة هي مصالحة مع الله. وهذه المصالحة لازمه المغفرة. وليست التوبة هي مجرد ترك الخطية بالفعل، ولا مجرد تركها تغضبًا بالفكر وإنما كما يقول القديسون:
كمال التوبة هو كراهية الخطية.
إن وصل الإنسان إلي حاله كراهية الخطية، فحينئذ "لا يستطيع أن يخطئ" ولا تكون الخطية موافقة لطبيعته في حاله التوبة. ولكن قد يقول إنسان إنه تائب، بينما تدل أفعاله علي غير ذلك، لهذا فإن الكتاب المقدس يقول:
"اصنعوا ثمارا تليق بالتوبة (مت 3: 8).
فإن قلت في صلاتك "أغفر لنا"أسأل نفسك في الداخل: هل أنا تائب؟ هل أنا اصنع ثمارًا تليق بالتوبة؟ هل هذه الثمار ظاهرة في حياتي وفي سلوكي وتصرفاتي وفي صلحي العملي مع الله؟ أم أنا أطلب المغفرة بدون هذا كله؟ كأنك إذن حينما تصلي وتقول "إنما تقول ضمنًا: أقبل يا رب توبتي، أو أمنحني يا رب نعمة بها أتوب، أو توبني يا رب فأتوب".
وما علامة هذه التوبة في حياتك؟ أول علامة هي: أن تعترف بأنك خاطئ.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/dt8r3f8