المؤمن الذي يحيا في حياة الفرح بالرب، لا تستطع الكآبة أن تصل إليه.
هو فرحان لأنه وجد الرب. ومع الرب أصبح لا يريد شيئًا، ولا يكتئب بسبب شيء يكفيه الله
الذي تعود حياة الفرح، يهرب بطبيعته من الكآبة وكل أسبابها.
وإن صادف شيئًا متعبًا، لا يفكر فيه كثيرًا، ولا يفحص أعماقه المحزنة أنما يلقيه جانبًا، حتى لا يعكر فرحة الرب.
إنه يري الكآبة حربًا من الشيطان، يحاول بها أن ينزع فرحه الإلهي منه ليلقيه في الحزن.
وهو لا يستسلم لحرب الشيطان، بل يتمسك في إصرار بقول الرب لتلاميذه: "ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو16: 22).
لذلك عيشوا في حياة الفرح، والبشاشة، وابعدوا عن التدين المريض الذي يدعوكم إلى الكآبة.
اجمعوا آيات الكتاب التي تدعو إلى الفرح، احفظوها عن ظهر قلب، ورددوها بين الحين والآخر. واسترجعوها في ذاكرتكم كلما أحاطت بكم الضيقات وكلما حاربتكم الكآبة.
وثقوا أنكم بالفرح والبشاشة تقدمون مثالًا طيبًا عن التدين السليم وثمره في القلب..
وهكذا ينجذب الناس إلى الدين، الذي استطاع أن يجعل حياتكم سعيدة. أما التدين الذي يلقي صاحبه، فإن الناس يخافونه ويهربون منه، لئلا يصيبهم منه ما أصاب غيرهم..
وحينما أقول الفرح، لا أقصد الفرح العالمي، بل الفرح بالرب، وهو فرح أعمق وأصدق.
البشاشة أيضًا، ليست هي ما في أهل العالم من انحلال أو استهتار، وإنما هي نور الفرح الإلهي، والسلام الداخلي، والإيمان، يشع على الوجه فيبسط ملامحه، ويعلن أنه سعيد بالحياة المقدسة التي يحياها..
والإنسان البشوش دائمًا يتعزى الناس بمنظره في وسط الضيقات، وهو كلما أحاطت به مشكلة، يتركها خارج قلبه، ولا يسمح أن تدخل داخل قلبه..
هو بعيد عن التعقيد، يأخذ كل المشاكل ببساطة قلب، وإن أحاطت به مشكلة، يعمل على حلها بقدر ما يستطيع، ويقول أنا ألقيتها بجملتها على الله، ويستمر في فرحه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6c6dbyb