هنا، أقدم لك حلًا عمليًا وهو: المشغولية.
اشغل نفسك باستمرار: واهرب من الفكر، من هذا الفكر الكئيب الذي فيك..
لابد أن تقتنع أن مداومة التفكير في المشكلة تضرك من كل ناحية: تضرك جسديًا وعصبيًا ونفسيًا، وترهقك، وتزيد المشكلة، وفي نفس الوقت لا وصول إلى حل..
إذن اترك هذا التفكير المرضي.. وفي صراحة قل لنفسك: كفاني تعبًا من هذا التفكير الذي لم يفدني بشيء..
وإن لم تستطيع، اشغل نفسك باستمرار. اشغل نفسك بأي شيء يبعد عنك الفكر المرهق.
ومن هنا كان العمل المستمر مفيدًا للذين يشكون من الكآبة، إلى أن يتعبوا من العمل، فيناموا في راحة، وهكذا تستريح أعصابهم من إرهاق الفكر لها..
كما أن العمل يشعر الإنسان أنه قادر على إنتاج شيء، أو قادر على تحمل مسئولية، فيريحه هذا نفسيًا. كما تريحه ثمار عمله. وفي خلال ذلك يكون قد بعد عن الفكر...
غير أن البعض قد يرفضون العمل أو يهربون منه، لكي يخلو عقلهم مع الفكر..!
الفكر المرضي أصبح للأسف الشديد يشكل أهمية كبري في نفوسهم، لا يستغنون عنها. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فهم يريدون أن يفكروا في المشكلة. يريدون أن يستمروا دائرين في هذه الدائرة المفرغة التي لا توصل إلى حل..!
فإن قبلوا العمل، تكون علامة صحية..
علامة على أنهم قلبوا الاستغناء عن الفكر، ولو قليلًا، في فترة العمل... وهذا حسن جدًا.. مجرد قبولهم العمل، أمر مفيد، حتى لو كان ذلك تغصبًا. وتزداد حالتهم تحسنًا، كلما قبلوا العمل برضي وبفرح ووجدوا فيه لذة..
وأحيانًا يكون رفضهم للعمل، بحجة أن أعصابهم مرهقة، وقدرتهم الجسدية لا تمكنهم من العمل..!
وهذه الحجة قد تكون حقيقية عند البعض إلى حد ما.. وقد تكون وهمية عند البعض الآخر. أو يكون وراءاها عامل نفساني.. مثل شخص كلما يعرض عليه العمل، يشعر بإعياء جسدي مفاجئ، هو رد فعل لرغبته الداخلية في عدم العمل. على أية الحالات، يكون العمل حسب الطاقة، وقد يكون أيضًا عن طريق التدرج، حسبما يقدر المكتئب، وحسبما يستجيب للعمل. ويحسن عرض أعمال عليه، يختار منها ما يناسبه..
فإن لم يقدر على العمل اليدوي، هناك أنواع أنشطة يمكن أن يقوم بها.. وهناك ألوان من التسلية والترفيهات والقراءة قد تشغله.. وهناك علاج آخر هو الموسيقي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qw4a7ht