طالما الإنسان الروحي يمتد إلى قدام فإنه يحتفظ بحرارته الروحية، لأن الحركة فيها حرارة، أما إذا وصل إلى مستوى معين ووقف عنده، فإنه يصاب بالتحجر أو بالفتور. وكثير من الناس يقعون في هذه المشكلة، كانوا قبل التوبة بعيدين عن الصلاة، فبدأوا يذوقون حلاوة الصلاة، ووجدوا في ذلك لذة ملأت قلوبهم بالحرارة الروحية.
ثم وصلوا إلى وضع معين في الصلاة، ووقفوا عنده.. وبالوقت أصبحوا يكررونه في غير وعي، وبهذا الجمود فتروا.
ونفس الأسلوب اتبعوه في باقي الوسائط الروحية، من صوم وقراءة وخدمة..
إنهم يذكروننا بالسيارة، التي كلما تتحرك، تحتفظ بحرارتها، فإن وقفت بردت. وإن طال وقوفها، تضعف بطاريتها، وتحتاج إلى شحن من جديد.
وخذ مثالًا من القديس بولس الرسول الذي على الرغم من أنه صعد إلى السماء الثالثة (2كو12: 2). كان يقول:
"أنسي ما هو وراء، وأمتد إلى ما هو قدام.. أسعي نحو الغرض.. أسعي لعلي أدرك..." (في3: 12-14).
فإن كان الرسول العظيم يسعى، ويمتد إلى قدام، فماذا تقول أنت عن نفسك؟
إن امتدادك إلى قدام، يجعلك باستمرار غير راض على الوقوف عند أي مستوى تصل إليه، وبالتالي تتحرك... وبهذا لا تفتر.
إن الوقوف له أخطاره. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إذ ليس فقط يقود إلى الفتور، بل قد يتدرج من الفتور إلى السقوط.
لأن الذي يقف، ليس هو فقط لا يمتد إلى قدام، بل هو أيضًا عرضه للرجوع إلى الوراء..!
إن الحياة الروحية، هي حياة دائمة الحركة، دائمة الحرارة، دائمة النمو تسعى حتى تصل إلى ملء القامة.
لا يكتفي المؤمن بأن يحيا بالروح وحسب الروح، إنما يسعى ليتمم قول الرسول: "امتلئوا بالروح" (أف5: 18).
وفي هذا الامتلاء لا يفتر.
ولكن في هذا النمو، وفي هذا الامتلاء، احترس من سبب آخر من أسباب الفتور وهو: خطورة المتكآت الأولى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/t2mfnhn