لعل البعض كان يظن أن موسى النبي من أجل غيرته المقدسة – قد ضيع نفسه، حين ترك الإمارة والقصر الملكي!! "مُفَضِّلًا بالأحرى أن يُذَل مع شعب الله... حاسبًا عار المسيح غني أفضل من خزائن مصر" (عب11: 25، 26).
ولكن نفس موسى لم تضع، وإنما وجدها في راحة الآخرين، وفي إيمانهم، وفي عمل الله به. وهكذا صار زعيمًا للإيمان في أيامه.
وأول مَن ائتمنه الله على شريعة مكتوبة.
ووقف موسى على جبل التجلي مع المسيح وإيليا. أما الإمارة التي ضيعها فكانت نفاية إلى جوار الأمجاد التي حصل عليها.
على أن موسى ما كلن ينظر إلى هذه الأمجاد حينما ترك قصر فرعون... إنما كان يهمه أن يبذل ذاته لأجل الشعب مفضلًا أن يذل معهم على التمتع بالقصور..!!
ونفس الوضع نراه مع أبينا إبراهيم. فحينما دعاه الله، إنما دعاه إلى البذل، بأن يترك أهله وعشيرته وبيت أبيه، ويذهب ليتغرب بعيدًا في أرض لا يعرفها (تك12).
ثم دعاه بعد ذلك إلى اختبار أصعب، إلى بذل ابنه الوحيد.
"وإبراهيم لما دعي أطاع" (عب11: 8).
وبذل إبراهيم صار صورة مضيئة عبر الأجيال. وعوضه الله عنه بنسل كنجوم السماء ورمل البحر. وكلنا أبناء لإبراهيم (رو4: 11، 16).
هل كان إبراهيم يفكر في ذاته، حينما رفع السكين ليذبح ابنه؟! كلا، لم تكن ذاته أمامه إطلاقًا، بل كانت أمامه وصية الله. وبنفس الشعور ترك إبرام وطنه، وهو لا يعلم إلى أين يذهب ( عب11: 8).
ولكن الله وضع المكافأة لهذا الذي بذل، ولكل من يبذل.
ابذل ذاتك إذن. وثق أن هذه الذات ستكون عزيزة وغالية جدًا عند الله. ولن يتركها تضيع. بل سيردها إليك أضعافًا. وتجدها فيه.
ننتقل إلى نقطة أخرى في إنكار الذات، وهي: الزهد وعدم التنعم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/yj86xtq