سواء كان هذا البذل من أجل الله، أو من أجل الكنيسة، أو من أجل أي إنسان قريب أو بعيد. وما أجمل قول القديس بولس الرسول في هذا الشأن:
"ولا نفسي ثمينة عندي" ( أع20: 24) وهكذا بذل الرسول نفسه في خدمته.
"في تعب وكد. في أسهار، في أصوام. في جوع وعطش، في برد وعري، بأسفار مرارًا كثيرة، بأخطار في المدينة، بأخطار في البرية، بأخطار في البحر، بأخطار من أخوة كذبة" (2كو11) "في شدائد، في ضرورات، في ضيقات، في سجون" (2كو6: 4، 5).
وهكذا أعطَى نفسه مثالًا للخدمة التي لا تبحث عن الراحة. إنما تبذل ذاتها وتتعب في الكرازة والتعليم وفي البحث عن الضال..
إنه نفس مثال الشمعة التي تذوب لتنير للآخرين، ومثال حبة البخور التي تحترق لتعطي رائحة ذكية لغيرها.
إنه مثال نقدمه لمن يشترط لتكريسه أن يكون ذلك في بلدة كبيرة، أو في كنيسة غنية، أو في كنيسة قريبة من بيته!
من أجل الكرازة تغرب الرسل في بلاد بعيدة. وكرز البعض وسط شعوب من آكلي لحوم البشر. المهم أن تنتشر كلمة الله.
إذا دُعيت يا أخي للخدمة، لا تفكر في ذاتك، ولا في راحتك، ولا في احتياجاتك المالية والمادية، فالله يعتني بكل هذه. إنما ركز تفكيرك كله في احتياج النفوس إلى الله. وابحث عن الأحياء المحتاجة، والمناطق غير المخدومة مهما بذلت في سبيل ذلك..
وتذكر في الخدمة قول الرب:
"من وجد حياته يضيعها. ومن أضاع حياته من أجلي يجدها" (مت10: 39).
فما معني هذه العبارة العجيبة؟ وما هي أعماقها الروحية؟ وما أمثلتها؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/tk7pt5m