إننا نهتم بالجسد فنعطيه غذاءه. ونجمله بالزينة.
وكما يتزين الجسد ويلبس، ينبغي أيضًا أن تتزين الروح.
والروح تتزين بالفضائل، زينة الروح الوديع الهادئ كما يقول الرسول (2بط 3: 4). وتلبس "لباس العرس" (متى 22: 11، 12) وتلبس "لباس العرس" (متى 22: 11، 12). الذي يستحق لابسوه الدخول مع الرب في ملكوته. وتلبس البز (الحرير) الذي هو تبررات القديسين (رؤ 19: 8) وتقف أمام الله في ثبات بيض...
فهل أنت تزين روحك بكل ثمار الروح (غل 5: 22). أم تقف أمام الله عريانًا مثل كنيسة لاودكية (رؤ 3: 17). واعرف أن كل زينة الجسد من الخارج لا تنفع، كما يقول المزمور:
كل مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ من داخل (مز 45).
مع أنها "مُشْتَمِلَة بأطراف موشاة بالذهب، ومزينة بأنواع كثيرة"، فلتقف روحك في اليوم الأخير بكامل زينتها أمام الله "كعروس مزينة لعريسها" (رؤ 21: 2).
ومن جهة لباس الروح، ما أجمل تلك العبارة التي قيلت عن المعمودية "لأن جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح" (غل 3: 27)، يوم خرجت الروح من المعمودية في أكمل بهائها... ويضاف إلى هذا أيضًا:
ما تلبسه الروح من أكاليل، نتيجة لجهادها وانتصارها.
فما الذي تلبسه روحك من كل هذا؟ هل أنت مثل تابوت العهد الذي كان مصفحًا بالذهب من الداخل ومن الخارج (خر 25: 11)؟
* وفي الاهتمام بالروح، ضع أمامك هذه الوصايا:
1- اسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد (غل 5: 6).
2- امتلئوا بالروح (أف 5: 18).
3- حارين في الروح (رو 12: 11).
وهكذا تعبد الله بالروح (في 3: 3). وتصلي بالروح، وترتل بالروح (1كو 14: 15). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وتثمر ثمار الروح (غل 5: 22)، عالما أن "مَن يزرع للروح، فمن الروح يحصد حياة أبدية" (غل 6: 8). إن سرت هكذا يمكنك أن تحفظ توبتك ولا ترجع إلى الوراء...
أعط روحك غذاءها. أما جسدك فأعطه ما يقوته، لا ما يشتهيه.
إن تقويتك لروحك تحفظ من السقوط...
إن التجارب والإغراءات والحروب الروحية يتعرض لها الكل. ولكن يثبت الأقوياء روحيًا كالبيت على الصخر (متى7: 24، 25). هؤلاء الذين تغذت أرواحهم بكلمة الله، وقويت بكل التداريب الروحية، وأصبحت لها خبرة بحروب الشياطين، وقدرة على قتالهم... صاروا أقوياء من الداخل، كمدن محصنة. ولكن لماذا يسقط البعض؟
يسقطون، لأنه لا توجد مقاومة في الداخل، ولا حصانة.
كمرض يهاجم بلدة بأسرهم، فيصمد له الأقوياء، ويقع الضعفاء.
إن كان الأمر هكذا، حاول إذن أن تتقوَّى بالروح، حتى إن أتتك الخطية، لا تجد قبولًا ولا تجد استسلامًا، فتعبر وتمضي... كون لك رصيدًا روحيًا ينفعك في السنوات العجاف...
غالبية الذين يسقطون، والذين ينتكسون بعد توبتهم، اكتفوا بترك الخطية في بدء التوبة. وفي نفس الوقت تركوا أرواحهم بلا تغذية، بلا تقوية، بلا عناية، حتى أصبحت في حالة من الضعف تجعلها سهلة السقوط.
أما أنت فلا تكن هكذا... فلتكن لك وسائط روحية تربطك بإله، تسير عليها في نظام وبمواظبة. ولتكن لك الاجتماعات الروحية، والأصدقاء الروحيون، والقراءات الروحية، وجو روحي يحيط بك من كل ناحية، مع الأب الروحي وإرشاداته وتوجيهه...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/58fdr73