3- يعتذر البعض بشدة الضغوط الخارجية، أو شدة الإغراء الخارجي...
أن القلب الثابت في الداخل، لا يمكن أن يخضع للضغوط الخارجية، ولا يسقط بسببها، ولا يتخذها تبريرًا لسقوطه...
إنما يبرر موقفه بالضغوط الخارجية، الشخص الذي محبته ثابتة من نحو الله ومن نحو الوصية، أو في قلبه خيانة في الداخل، وليس هو مخلصًا لله بالحقيقة، ولا مخلصا لوصاياه...!
خذوا يوسف الصديق كمثال رائع في الانتصار على الضغوط الخارجية...
لا شك أن الضغط الخارجي كان شديدًا عليه جدًا... كان عبدًا مستعبدًا لامرأة. والمرأة هي التي تطلب منه الخطية، وتلح في ذلك، وهو يرفض. وتلح أيضًا. وهو تحت سلطانها، تستطيع أن تسيء على سمعته، وأن ترميه في السجن كما فعلت أخيرًا. ولو كان ضعيفًا من الداخل، لوجد ما يبرز سقوطه! ولكنه قال: كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" (تك 39: 9)، واحتمل من أجل بره...
إن القلب النقي الثابت في بِرّه، لا يعترف بالمبررات، ولا يخضع للإغراء الخارجي. مثال ذلك قصة داود مع شاول الملك...
حاول شاول مرارًا عديدة أن يقتل داود بلا ذنب، وطارده من برية إلى أخرى. وأخيرًا وقع في يد داود... رآه نائمًا في كهف. وقال رجال داود له "هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب هاأنذا أدفع عدوك ليدك، فتفعل به ما يحسن في عينيك" (1صم 24: 4).
وكان الإغراء شديدًا، يتخلص به من عدوه، ومن الموت الذي يتهدده، ويتولى الملك بدلًا منه. ولكن داود رفض هذا الإغراء وقال "حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي مسيح الرب، فأمد يدي إليه، لأنه مسيح الرب هو". ووبخ داود رجاله (1صم 24: 6، 7).
وكانت هناك تبريرات كثيرة: ... مَن قال إنه مسيح للرب؟ لقد أعلن الرب رفضه له (1صم 16: 1) كذلك كان روح الرب قد فارقه، وبغتة روح رديء من قبل الرب" (1صم 16: 14). وكان داود يعرف هذا، لأنه هو الذي كان يضرب له على العود، فيرتاح ويذهب عنه الروح الرديء (1صم 16: 23).
هذا إذن إنسان خاطئ ومرفوض. فإن تخلصت منه تكون قد خلصت الشعب من شره... كلا، إنه مسيح الرب هو...
وأنت يا داود، أنت هو مسيح الرب الحقيقي. مسحك صموئيل النبي ملكًا وحل عليك روح الرب (1صم 16: 12، 13). فأصبحت أنت البديل الرسمي لذلك الشرير. ولو أخذت المُلْك، لا تكون قد اغتصبته فهو حقك. والشعب كله سيفرح بك. كما أن الله هو الذي دفعه إلى يدك... وتذكر أن هناك حربا بينك وبينه، وهو يريد قتلك. فإن قتلته تكون طبيعة الحرب...
ولكن داود لم يقبل شيئًا من هذه التبريرات جميعها. وقال "كيف أمد يدي إلى مسيح الرب؟!" ليكن خاطئا وشريرًا، وليكن مرفوضًا، وليكن عدوا لي، ليكن ما يكون ولكنه مسيح الرب هو، لا أمد يدي إليه.
إنها صورة مثالية للقلب النقي الذي يرفض التبريرات، والإغراءات...
تنتقل إلى نقطة أخرى في مشكلة الأعذار:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9sv6a3d