2- البعض يعتذر بالعوائق. بينما يليق بالأقوياء أن ينتصروا على العوائق. وسنقدم اللص اليمين كمثال رائع، ورفض العوائق كمبرر...
ما أكثر العوائق التي كانت تقف أمام إيمان هذا اللص... حتى أنه لو كان لم يؤمن -كزميله- لكان له عذره بل أعذاره...
بِمَن يؤمن؟ إنه لم ير المسيح في قوته وتجليه ومعجزاته. والذين رأوا الكثير من معجزات المسيح الباهرة ضعفوا في ذلك الحين، وواحد من أبرز تلاميذ أنكر... وفي أذني اللص كانت تدوي أصوات الجماهير "أصلبه. أصلبه". فهل يؤمن اللص بشخص يراه مصلوبا أمامه، في ضعف، والدم ينزف منه وألفاظ الاستهزاء والتعيير والتحدي تحيط به من كل جانب، وهو صامت... والكهنة ورؤساء الكهنة ضده، وشيوخ الشعب ضده، والقادة ومعلمو الشريعة ضده، والحكام ضده، وحتى اللص الآخر المصلوب إلى جواره يسخر به أيضًا...
الذين حملوا المفلوج هم مثال آخر على تخطى العوائق (مر 2: 1-11).
ما كان أسهل على هؤلاء أن يعتذروا للمفلوج بأنهم لا يستطيعون مساعدته وتوصيله إلى المسيح. فالبيت الذي يوجد فيه مملوء بالشعب، والزحام شديد جدًا، والطرق كلها مسدودة، ولا يوجد أي منفذ أو أي مدخل، ولا توجد أية طريقة للوصول إلى المسيح.
أما هم، فلم يعترفوا بكل تلك العوائق، لأن محبة الخير التي فيهم كانت أقوى من العوائق. فحملوا المفلوج على محفة، وثقبوا سقف البيت، وأنزلوا مريضهم إلى الرب ليشفيه. ما أعظم هذه النية الخيرة، وهذه الإرادة القوية، وعلى رأى المثل "حيثما توجد إرادة، وتجد وسيلة" أيضًا:
القلب القوي يجد مائة وسيلة للشيء الذي يريد أن يفعله...
وأيضًا قال الآباء "إن الفضيلة تريدها لا غير"...
يكفي أن تريد، وحينئذ تجد النعمة تفتح أمامك أبوابا كانت مغلقة، وروح الله القدوس يقويك، وأرواح الملائكة والقديسين تحيط بك.
لا تعتذر إذن بالعوائق، إنما فكر جيدا كيف تنتصر عليها...
زكا العشار أيضًا، كانت أمامه عوائق في الوصول إلى المسيح...
بل حتى مجرد رؤية المسيح كانت غير ممكنة بالنسبة إليه: الزحام شديد جدًا وكان هو قصير القامة. وأيضًا كان رئيسًا للعشارين أي إنسانًا مكروهًا من الكل بعيدًا عن الروحيات، يسخرون إن طلب اللقاء بالمسيح. ففكر أن يصعد على جميزة ليراه. وكان أمام هذا عائق آخر هو مركزه الكبير. ولكنه انتصر على هذا كله. لذلك استحق أن يكلمه الرب ويقول له: "ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك" (لو 19: 5).
حقًا إنه لو كان الدافع الداخلي ضعيفًا في قلب زكا، لوجد تبريرًا من العوائق التي أمامه، وما وصل إلى المسيح.
فهل أنت دوافعك الداخلية ضعيفة لذلك تعتذر بالعوائق؟!
هوذا أمامنا مثل حدث في عصر الاستشهاد: شاب لم تنفع معه كل طريق التعذيب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فأرادوا إسقاطه بإغرائه من جهة عفته، ففشل الإغراء. فربطوه إلى فراش لتأتي امرأة وتخطى معه. فلما رأى هذا الشاب أنه لا حيلة للتخلص، جز على لسانه، حتى سال دمه وبصقه في وجهها، فاشمأزت وتركته، وأنقذ الشاب عفته...
لو كان ضعيفًا من الداخل، لوجد تبريرًا للسقوط. ولكن قوته الداخلية جعلته ينتصر، ولا يعترف بالعوائق ولا التبريرات. وهذا يجعلنا ننتقل إلى الحديث عن عذر آخر يقدمونه:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zvb7dw4