تواضع عجيب من الرب أن يدعونا أخوة له... نحن لا نجرؤ أن نناديه بهذا اللقب، لأننا لم نصل إلى مستواي العبيد البطالين الذين فعلوا كل ما أمروا به (لو 17: 10). ولكننا أمام تشريفه لنا، يجب أن نسلك كما يليق بالدعوة التي دعينا إليها...
عجيب أن يُقال عن الرب الإله إنه "بكر وسط أخوة كثيرين" (رو 8: 29)... أخوة كثيرين؟! يا للعجب...! والعجيب أيضًا أنه "لا يستحي أن يدعوهم أخوه" (عب 2: 11). وأعجب من الكل أن يقال عنه أنه "يشيه أخوته في كل شيء" (عب 2: 17)... وهكذا نرى السيد المسيح يقول للمريمتين "اذهبا قولا لأخوتي أن يمضوا إلى الجليل، هناك يرونني" (متي 38: 10). ويكرر نفس العبارة للمجدلية "اذهبي وقولي لهم" (يو 20: 17).
ولم يَقُل هذا التعبير عن الرسل فقط، بل قاله عن الكل... "مَن يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي، وأختي وأمي" (متي 12: 48). وقال عن الخير الذي يعمل مع الفقراء والمساكين "الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم" (متي 25: 4).
إذن فأنت يا أخي أخ للمسيح، وأنت أيضًا وريث معه... للمواعيد، وللمجد العتيد. إن كان قد قيل عنه في مثل الكرامين الأردياء إنه هو الوارث (متي 21: 38)، فقد قيل كذلك "إننا ورثه أيضًا، ورثه الله، ووارثون مع المسيح" (رو 8: 17).
اعرف يا أخي إذن مقدارك من أنت أخ للمسيح، وأنت وريث معه وليس هذا فقط بل أنت شريك له كذلك...
"إن لنا شركة معه" (1 يو 1: 6). إنه اشترك معنا في اللحم والدم (عب 2: 14). ونحن إنما نؤدب "لكي نشترك في قداسته" (عب 12: 10). نشترك معه في آلامه، لكي نشترك في الفرح باستعلان مجيئه (1 بط 4: 13). قد دفنا معه (في المعمودية) لكي نقوم معه (رو 6: 4، 5). وسنعيش حياتنا عاملين معه (1 كو 3: 9). ونتألم معه، لكي نتمجد معه (رو 8: 17). وسنأتي معه على السحاب (يه 14) ونكون معه في كل حين (1 تس 4: 17) وحيثما يكون هو نكون نحن أيضًا (يو 17: 24).
إنها شركة لك مع المسيح تبدأها الآن أيها الأخ المبارك وتستمر معك إلى الأبد. فاحرص على هذه الشركة المقدسة لأنك بالخطية تفقدها.
إنك لا تستطيع أن تستمر شريكًا للمسيح إن تسير في الخطية... لأن الكتاب حينئذٍ سيوبخك بقوله "أية خلطة للبر والإثم؟! وأية شركة للنور مع الظلمة؟! وأي اتفاق للمسيح مع بليعال..؟!" (2 كو 6: 14، 15) إنك عندما تفعل الخطية تكون كمن يقول للرب: لقد فككت الشركة للشيطان، ولم أعد شريكًا لك بعد...! انظروا أي مجد يكون لنا عندما نسير في طريق الله، وأي نزول وانحدار وسقوط عندما نبعد عنه... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
فكيف يمكن أن تفعل الخطية، أنت يا شريك المسيح، شريكه في العمل وفي الآلام وفي المجد؟! أنت تلبس المسيح في المعمودية (غل 3: 27)، وتحيا لا أنت، بل المسيح الذي يحيا فيك (غل 2: 20)...
وأنت لست فقط شريكًا للمسيح إنما أيضًا:
أنت شريك للروح القدس، شريك للطبيعة الإلهية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/y93fapq