St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   38-Al-Rogoo3-Ila-Allah
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرجوع إلى الله لقداسة البابا شنودة الثالث

18- الله يصالحنا

 

كل الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله إلي العالم. ماذا كان عملهم سوي: إقامة صلح بين الله والناس..

أنظروا إلي القديس بولس الرسول، إذ يقول:

"نسعى كسفراء للمسيح، كأن الله يعظ بنا..

"نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2 كو 5: 20).

إذن فالسيد المسيح، هو الذي يرسل هؤلاء السفراء إلينا، طالبًا منا أن نصطلح معه.. ما أعجب هذا الحب!

ربما يكون من الصعب عليك أن تذهب إلي شخص لتصطلح معه، وأنت لا تعرف هل يقبل منك الصلح أم لا. أما هنا، فإن الله هو الذي يريد الصلح، ويطلبه، ويرسل من أجله رسلًا، ويعمل فيه بنعمته وبروحه القدوس.. ويقول للبشرية "هلم نتحاجج.." (أش 1: 18). وليس هذا فقط، بل يسعى حتى لمصالحة المعاندين والمقاومين. ويقول:

St-Takla.org Image: A girl confessing her sins, with repentance, placing the hands over the head for blessing - Confession Sacrament, Art by Sister Sawsan. صورة في موقع الأنبا تكلا: فتاة تعترف بخطاياها في توبة، وأب يضع يده عليها للبركة - رسم تاسوني سوسن.

St-Takla.org Image: A girl confessing her sins, with repentance, placing the hands over the head for blessing - Confession Sacrament, Art by Sister Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: فتاة تعترف بخطاياها في توبة، وأب يضع يده عليها للبركة - رسم تاسوني سوسن.

"مددت يدي طول النهار، لشعب معاند ومقاوم" (رو 10: 21).

تصور إن الله يمد يده طول النهار طالبًا مصالحة هؤلاء المعاندين. وعبارة (طول النهار) تعني طول أناته، وطول انتظاره، فهو لا يمل من السعي لمصالحة الخطاة.. هو الذي ينظر إلي قلبك ويقول: "ها هو موضع راحتي إلي أبد الأبد. ههنا أسكن لأني اشتهيته" (مز 132: 14).

وهو الذي يقول لنفسك العزيزة عليه "اسمعي يا ابنتي وانظري، وأميلي سمعك. وإنسي شعبك وبيت أبيك. فإن الرب قد اشتهي حسنك. لأنه ربك، وله تسجدين" (مز 45: 10، 11).

بل أن مصالحة الرب للبشر، هي سبب التجسد الإلهي..

وفي ذلك يقول القديس يعقوب السروجي: [كانت هناك مخاصمة بين الله والإنسان. ولما لم يستطع الإنسان أن يقوم بالمصالحة، نزل الله إلي الإنسان لكي يصالحه].

ومصالحة البشر مع الله، هي هدف الفداء أيضًا..

لقد كان دم السيد المسيح، هو ثمن هذا الصلح. وفي ذلك يقول الرسول: "عاملًا الصلح بدم صليبه" (2 كو 1: 20). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فأنظر ما أغلي ثمن مصالحتك، وما أغلي نفسك عند الله. فإننا "نحن قد صولحنا مع الله بموت ابنه" (رو 5: 10). "أي أن الله في المسيح كان مصالحًا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم" (2 كو 5: 19).

وماذا فعل المسيح في هذه المصالحة؟ يقول الرسول: "لأنه هو سلامنا. الذي جعل الاثنين واحدًا، ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة" (اف 2: 14، 15). "بالصليب قاتلًا العداوة به" (أف 2: 16).

المسيح صالحنا مع الآب، وأزال العداوة، وأزال الحاجز المتوسط.

ولكننا مازلنا نخطئ. ونحتاج في كل يوم إلي مصالحة.

ولذلك كانت (خدمة المصالحة) هي عمل الرسل ورتب الكهنوت..

وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول "وأعطانا خدمة المصالحة"، "واضعًا فينا كلمة المصالحة"، "نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2 كو 5: 18، 19، 20).

كل عمل الرعاة والكهنة والوعاظ والمعلمين هو "خدمة المصالحة"، متابعة الصلح بين الله والناس.. وهذا هو عمل غالبية الأسرار المقدسة.

إن الله يريد أن يصطلح معك بكل الوسائل الممكنة.

يقول لك: كفي فترة الخصومة التي مضت، ولنبدأ علاقة جديدة. فمهما هربتم مني، وذهبتم إلي كورة بعيدة، أو اختبأتم وراء الشجر، أو بعد قلبكم عني، سأرسل لكم الرسل والأنبياء لأجل مصالحتكم، وأرسل لكم الخدام.. وأرسل نعمتي، وأعد الوسائط الروحية، وأمهد الفرص..


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/38-Al-Rogoo3-Ila-Allah/Return-to-God-18-Peace.html

تقصير الرابط:
tak.la/fkvwzb5