St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   37-Al-Yakaza-Al-Roheya
 

كتب قبطية

كتاب اليقظة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

27- دموع الندم والحزن

 

St-Takla.org Image: A girl confessing her sins, with repentance, placing the hands over the head for blessing - Confession Sacrament, Art by Sister Sawsan. صورة في موقع الأنبا تكلا: فتاة تعترف بخطاياها في توبة، وأب يضع يده عليها للبركة - رسم تاسوني سوسن.

St-Takla.org Image: A girl confessing her sins, with repentance, placing the hands over the head for blessing - Confession Sacrament, Art by Sister Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: فتاة تعترف بخطاياها في توبة، وأب يضع يده عليها للبركة - رسم تاسوني سوسن.

بطرس الرسول ما كان يشعر بفداحة إنكاره للمسيح، بدليل أنه كرر هذا الإنكار ثلاث مرات وهو في دوامة الخوف. فلما أيقظه صياح الديك، وتنبه إلى نفسه، وشعر بعمق خطيته، يقول الإنجيل إنه (خرج إلى خارج، وبكى بُكاءً مرًا) (متى 26: 75).

هذا البكاء هو تعبير القلب عما يشعر به من مرارة وندم بسبب خطيته... وكما بكى بطرس، بكى داود...

كان داود في دوامة الخطية، يتنقل فيها من مجال إلى مجال آخر، حتى نبهه ناثان وأيقظه.. وفي يقظته تحول حزن قلبه إلى دموع متصلة فقال (في كل ليلة أعوِّم سريري، وبدموعي أبل فراشي) (مز 6).

لم يبك داود خوفًا مِنْ فَقْد أبديته، فقد قال ناثان النبي (الرب نقل عنك خطيئتك.. لا تموت) (2 صم 12: 13) ولكنه بكى ندمًا وحزنًا، لأنه دنس نفسه وأغضب الرب..

إن الدموع عنصر ثابت في كل قصص التوبة....

إنها تصاحب كل يقظة روحية... يبكى بها الإنسان على أيامه لضائعة، وعلى نقاوته المفقودة، ندما وحزنا، إذ يشعر إلى أية هوة قد انحدر...

يبكي بينه وبين نفسه أمام الله، ويبكى أمام المرشد الذي أيقظ نفسه، ويبكى أمام المذبح وصور القديسين، ويبكى كلما تذكر..

إن القلب الذي لم يختبر البكاء، هو قلب قاسٍ...

كلما تزداد حساسية ورقة القلب، تزداد دموع التوبة والندم...

ولكن قد تجف الدموع، إن نسى الإنسان خطاياه أو انشغل عنها، أو لم تعد خطيرة في تقديره.. ولهذا نسمع في بستان الرهبان نصيحة يكررها الآباء كثيرًا، وهي (اذهب إلى قلايتك، وابك على خطاياك).

القديس يعقوب المجاهد، بكى بكاءً عجيبًا، لما صحا لنفسه...

قيل إنه صار يبكى، والدموع تنزل من عينيه في لون الدم، غزيرة كالمطر، حتى أن العشب نبت عند قدميه من الدموع.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وبقى هكذا سبعة عشر عامًا.. في مقبرة أغلق على نفسه فيها بدون عزاء، حتى افتقده الرب أخيرًا، وأشعره بقبول توبته، بمعجزة أجراها على يديه...

ودموع الحزن والندم تصحبها أمور أخرى تناسبها...

من أمثلة ذلك لوم النفس وتبكيتها في شدة، كما حدث للقديس موسى السائح، الذي ظل يقول: (الويل لك يا نفسي حينما فعلت كذا وكذا.. الويل لك يا نفسي..) وقد يصحب ذلك سجود الخشوع والتوبة، أو قرع الصدر، أو صرير الأسنان.. وما أكثر ما ورد من قصص في كتاب الدرجي عن ممارسات منسحقة في (دير التوَّابين)...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/37-Al-Yakaza-Al-Roheya/The-Spiritual-Wake-27-Feelings-4-Regret.html

تقصير الرابط:
tak.la/ar9w4hk