St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   37-Al-Yakaza-Al-Roheya
 

كتب قبطية

كتاب اليقظة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

25- خجل الإنسان من الخطية

 

إذا استيقظ الخاطئ، يشعر بخجل في الداخل أمام نفسه. وبخجل خارجها أمام الله، وأمام ملائكته وقديسيه ..

دائمًا الخطية تسبب الخجل والخزي، أو انكشاف الخطية أمام الإنسان يسبب هذا سواء أكانت خطيته هو، أو خطية من ينتسبون إليه وينتسب إليهم...

وهكذا نجد أن الخزي من الخطية، يدخل في مشاعر الأنبياء...

فأرميا النبي -وهو يوقظ الشعب الغافل في خطيته- نسمعه يقول (.. نضطجع في خزينا ويغطينا خجلنا، لأننا إلى الرب إلهنا أخطأنا، نحن وآباؤنا، من صبانا إلى هذا اليوم) (أر 3: 25).

وعزرا الكاهن، لما اكتشف خطايا الشعب، مزق ثيابه حزنا.. وعند تقدمة المساء، قام من تذلله، وبثيابه جثا على ركبتيه، وبسط يديه إلى الرب قائلًا:

إنني أخجل و أخزى من أن ارفع يا إلهي وجهي نحوك (عزرا 9: 6).

St-Takla.org         Image: Sin word in Arabic صورة: كلمة الخطية باللغة العربية

St-Takla.org Image: Sin word in Arabic

صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة الخطية، الخطيئة باللغة العربية

وشرح عزرا سبب خجله وخزيه فقال (لأن ذنوبنا قد كثرت فوق رؤوسنا، وآثامنا تعاظمت إلى السماء.. قد جازيتنا يا إلهنا بأقل من آثامنا) وختم هذا الكاهن القديس صلاته بقوله (أيها الرب.. أنت بار، لأننا بقينا ناجين إلى هذا اليوم. ها نحن أمامك في آثامنا، لأنه ليس لنا أن نقف أمامك (عز 9: 6، 13، 15).

وبنفس صلاة أرميا وعزرا، كانت أيضًا صلاة دانيال..

قال وهو صائم في المسوح والرماد (أيها الرب الإله العظيم المهوب.. أخطأنا وأثمنا، وعملنا الشر، وتمردنا وحدنا عن وصاياك... يا سيد، لنا خزي الوجوه، لملوكنا لرؤسائنا ولآبائنا، لأننا أخطأنا إليك.. ) (دا 9: 5، 8).

هكذا وقف الأنبياء القديسون في خزي أمام الله. فهل يليق بنا في توبتنا أن نقف بجرأة أمام الله، نطالب بحقوق؟!

إن الكتاب يعلمنا هذا الانسحاق الذي نشعر فيه بالخزي والخجل... إن داود النبي ما أن انكشفت أمامه خطيته، حتى شعر بالخزي وقال (لقد أخطأت جدًا في ما فعلت انحمقت جدًا) (2صم 24: 1. ) (وضربه قلبه)...

الخجل لا بُد أن يكون، قبل الخطية أو بعدها...

مبارك هو الشخص الذي يشعر بالخجل من فعل خطيته، قبل أن يقع فيها، ويمنعه الخجل من ارتكابها، مثل يوسف الصديق الذي قال (كيف أخطئ وافعل هذا الشر العظيم أمام الله).. وهكذا لم يخطئ.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى).

فإن لم يخجل الإنسان هذا الخجل الواقي، وسقط في الخطية، فبالأحرى جدًا ينبغي أن يشعر بالخجل لسقوطه. يخجل من ضعفه ومن هزيمته، ومن دنسه، وبعده عن الله... واستهانته بمحبة الله وطول أناته عليه..

ويخجل الإنسان من وعوده لله في أن يحيا حياة بر....

تلك الوعود السابقة، الحافلة بتعهدات كثيرة، والتي لم يكن أمينا فيها ولا صادقًا.. ولسان حاله يقول:

كم وعدت الله وعدا حانثا         ليتني من خوف ضعفي لم أَعُد.

ويزداد خجله من تعهداته لله، كلما كانت تلك التعهدات محاطة بقدسية معينة، كأن يكون قد تعهد أمام الله، وهو واقف أمام المذبح، أو وهو واضع يده على الإنجيل، أو وهو أمام رفات أحد القديسين...

كل ذلك يجعله يذوب خجلًا أمام الله وأمام نفسه.

وكما يخجل الإنسان من نفسه ومن ضعفه وعدم أمانته،

يخجل كذلك من الملائكة وأرواح القديسين الذين رأوه يخطئ...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/37-Al-Yakaza-Al-Roheya/The-Spiritual-Wake-25-Feelings-2-Sin.html

تقصير الرابط:
tak.la/f36tkj4