ولعل أبرز مثل لذلك: مريم القبطية...
كانت تعيش في فساد كامل، وفي كل يوم تكون سببا في إسقاط كثيرين. واستمرت على هذا الوضع سنوات طويلة، لا تفيق لنفسها، بل تتمادى. ثم ذهبت إلى القدس للزيارة، لا لتنال بركة، إنما لتمارس فسادها في الزحام .. ولما سارت نحو الأيقونة المقدسة، شعرت إنها قد تسمرت في مكانها، ولم تستطيع أن تتقدم كالباقين. وبذلت قصارى جهدها فلم تفلح، كانت كأنها مربوطة إلى الأرض. ولم يسمح لها الرب أن تنال البركة كغيرها ...
وإذ شعرت برفض الله لها، تذكرت خطاياها، وخجلت من نجاساتها، وأفاقت من تخدير الخطية لها، وتشفعت بالسيدة العذراء، ونذرت أن تتوب وتحيا في طهارة وهنا فقط شعرت بأنها تتقدم بلا مانع.. وكانت النتيجة أن حياتها تغيرت كلية، وترهبت، وعاشت في نسك عجيب، منفردة في البراري في حياة السواح، وصارت قديسة عظيمة صنع الله بها عجائب وتبارك منها القديس الأنبا زوسيما القس وكتب لنا سيرتها.
إن لطف الله إنما يقتاد إلى التوبة. ولكن إن كان البعض يستغل محبة الله استغلالًا رديئًا، ويحيا في استهتار ولا مبالاة فهذا قد يوقظه الرفض أو التجربة أو الضربة الشديدة، وقد يأتي الرفض من الله مباشرة كما في مثال مريم القبطية، وقد يأتي من الكنيسة..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vgsnbw2