St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   34-Bed3et-El-Khalas-Fi-Lahza
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

84- المغفرة قبل الصليب

 

يركز الإخوة البروتستانت في موضوع الخلاص على مجموعة من الآيات، يريدون أن يثبتوا بها أن المغفرة قد تمت بدون تدخل من الكنيسة، وبدون الأسرار، وبدون الكهنوت..! فما هي هذه الآيات لنفهما معًا؟

آيات يلزمنا فهمها:

1 قول الرب للمفلوج: (مغفورة لك خطاياك) (مر 2: 5).

2 قول الرب للمرأة الخاطئة: (مغفورة لك خطاياك) (لو 7: 48).

3 قوله عن زكا: (اليوم حصل لهذا البيت) (لو 19: 9).

4 قوله عن العشار: (إنه نزل إلى بيته مبررًا) (لو 18: 14).

وقاعدتنا التي نسير عليها،، هي أن نفهم النصوص المقدسة في ضوء المفهوم اللاهوتي السليم،

خوفًا من أن يحدث تناقض بين النصوص، والمفاهيم اللاهوتية الثابتة. فما هي القواعد اللاهوتية الثابتة. فما هي القواعد اللاهوتية التي نضعها أمامنا، لكي نفهم هذه هذه الآيات وغيرها فهما سليمًا؟

St-Takla.org Image: Power of the Holy Cross, silver cross. صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة قوة الصليب، صليب فضي.

St-Takla.org Image: Power of the Holy Cross, silver cross.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة قوة الصليب، صليب فضي.

القاعدة الأولى هي أنه (بدون سفك دم لا تحصل مغفرة) (عب 9: 22) وهذه القاعدة هي أساس الفداء عند الكل.

وهذه المغفرة تم نوالها، حينما سفك السيد المسيح دمه على الصليب من أجلنا بعد أن (وضع الرب عليه إثم جميعنا) (إش 53: 6) وهكذا (حمل خطايا العالم كله) ومات كفارة لخطايا العالم كله (يو 1: 29، يو 2: 2).

استنتاجًا من هذا نضع أمامنا قاعدة لاهوتية أخرى وهى:

لم ينل أحد الخلاص قبل صلب المسيح، حتى الآباء والأنبياء.

بل أن القديس بولس الرسول عن كل أبطال الإيمان من الآباء والأنبياء: (في الإيمان مات هؤلاء أجمعون. وهم لم ينالوا المواعيد، بل من بعيد نظروها وصدقوها) (عب 11: 13)

وكل الآباء والأنبياء انتظروا في الجحيم، على رجاء، دون أن ينالوا الخلاص، إلى أن نقلهم المسيح إلى الفردوس بعد صلبه.

لما مات المسيح، ودفع أجرة الخطية التي هي الموت (رو 6: 23)، حينئذ (نزل إلى أقسام الأرض السفلى) (وسبى سبيًا) (أف 4: 9، 8) (ذهب وكرز للأرواح التي في السجن) (1بط 3: 19) وهكذا منح (الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء) (1بط 1: 10) هذا الخلاص الذي لم ينله أحد إلا بدم المسيح، الذي كان معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم، ولكن قد أظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم) (1بط 1: 20).

فالذي ينادى بخلاص ومغفرة قبل صلب المسيح،، إنما ينكر عقيدة الفداء ويكون المسيح قد تجسد إذن عبثًا، بلا هدف!

إن كان يمكن للرب أن يمنح الخلاص والمغفرة، بكلمة، بدون الدم والفداء، فلماذا إذن التجسد والصلب والآلام والجلجثة؟ وأين يكون موضع العدل الإلهي؟!

حقًا إن الله يستطيع كل شيء، ويستطيع أن يمنح المغفرة بكلمة.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكنه لا يفعل ذلك على حساب عدله!

وعدله يقتضى دفع ثمن الخطية، وثمن الخطية هو الموت. والموت حدث على الصليب. لذلك تأجل منح كل مغفرة، إلى أن يتم الفداء على الصليب. مادام الأمر هكذا، فكيف نفهم كل مغفرة قبل الصليب؟

كل مغفرة قبل الصليب، هي وعد بالمغفرة، أوصك بالمغفرة. وقد تم نوال هذه المغفرة لما مات المسيح على الصليب.

على الصليب غفر الرب خطايا المفلوج، وخطايا المرأة الخاطئة، وخطايا زكا والعشار. وأيضًا على الصليب، وعليه وحده، تمت المغفرة لكل الذين أخذوا كلمة أو صكًا بالمغفرة في العهد القديم، عن طريق ذبائح الخطية والإثم، وعن طريق المحرقات وتصريحات الكهنة والأنبياء.

وبهذا لا يكون الخلاص من الخطية قد تم في لحظة، بالنسبة إلى المفلوج، والمرأة الخاطئة، والعشار، وزكا، وأمثالهم..

إنما أخذوا صكًا بالمغفرة، ونالوا هذه المغفرة على الصليب.

أنهم استحقوا المغفرة بكلمة المسيح، لأنها تصريح إلهي ونعمة إلهية. ولكن هناك فرقًا بين استحقاق المغفرة ونوال المغفرة.

فلو كان المفلوج أو العشار أو زكا.. قد مات قبل الصلب، لكان عليه أن ينتظر في الجحيم، إلى أن ينقله المسيح إلى الفردوس حسب وعده بعد الصلب والفداء نقطة أخرى نضيفها، أو مفهوما لاهوتيًا آخر:

لو عاش كل هؤلاء الذين سمعوا كلمة المغفرة، إلى ما بعد تأسيس الكنيسة وأسرارها، لكان عليهم أن ينالوا نعمة العماد، وباقي نعم الأسرار الكنسية، حسب قول الرب: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) وحسب قوله: (إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليست لكم حياة فيكم) (يو 6: 53).

إن مغفرة الرب لهم قبل صلبه، لا تعنى أن يخرجوا عن تعليمه الذي أودعه رسله قائلًا لهم: (تلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم.. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به) (مت 28: 19، 20).

في وقت منح المغفرة لكل هؤلاء، لم تكن الأسرار الكنسية قد تأست. وما كانوا مطالبين بمعمودية، لأن المعمودية هي موت مع المسيح (رو 6: 3، 4) ولم يكن المسيح قد مات بعد..

إن الأسرار الكنسية قد تأسست على استحقاقات دم المسيح. ولم يكن المسيح قد سفك بعد في ذلك الحين، فلا داعي إذن للحديث عن هذه الأسرار، واشتراطها قبل تأسيسها..

فإن قال أحد إنه في كل أمثلة المغفرة السابقة، لم يرد ذكر لكنيسة والكهنوت والأسرار، فلا لزوم لكل هذا!.! نقول أيضًا إنه لم يرد في أي منها ذكر للفداء والدم والكفارة والإيمان فاديًا ومخلصًا فهل على نفس القياس، لا لزوم لكل هذا؟!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/34-Bed3et-El-Khalas-Fi-Lahza/The-Heresy-of-Salvation-in-a-Moment__84-Cross.html

تقصير الرابط:
tak.la/8hzca27