هذه التحديدات الموجودة في (مراحل الخلاص) تحديدات غير مقبولة لاهوتيًا، والصيغات السجعية واللغوية ليست هي المقياس اللاهوتي السليم..
فمثلًا تحديد الخلاص من عقوبة الخطية بأنه خلاص نلناه، في الماضي تعبير خاطئ، لأننا أيضًا نحياه ونترجاه.
فنحن نحياه، عن طريق التوبة المستمرة، وما يصحبها من مغفرة وخلاص من العقوبة. كما إننا نترجى هذا الخلاص في المستقبل، حينما نقف أمام الله في يوم الدينونة الرهيب، راجين أن نسمع منه عبارات المغفرة والخلاص. وإلا فما معنى (يوم الدينونة) الذي سيجازى فيه الرب كل واحد حسب أعماله؟ (مت 16: 27، رو 22: 12).
2 والخلاص من سلطان الخطية، أمر يختص أيضًا بالماضي والحاضر والمستقبل. ومن الصعب تحديده بالحاضر فقط.
فمهما كان الخلاص الذي نحياه حاليًا من جهة سلطان الخطية، فهو لا يقاس إطلاقا بما نترجاه في الأبدية، حيث نحيا في البر والقداسة والنقاوة، بلا صراع، بلا جهاد، إذ ننال إكليل البر (2تى 4: 8) ولا تكون خطية فيما بعد (لأن الأمور الأولى قد مضت) (رؤ 21: 4).
ولا يكون في الأبدية أي سلطان للشيطان ولا أعوانه في محاربة المؤمنين، ولا أي ضعف فيهم يستسلم لأية حروب داخلية أو خارجية، بل تنتهي الحرب تمامًا.
إذن الخلاص من سلطان الخطية ليس خاصًا فقط، بمعنى أننا نحياه الآن. إننا سنحياه أيضًا في المستقبل. لذلك نحن في صراعنا الحالي، نترجى هذه الحالة الروحية السامية.
إن الذي ينكر الخلاص من بعض سلطان الخطية في الماضي، إنما ينكر عقيديًا بعض مفاعيل المعمودية في تجديد الطبيعة.
حقًا إننا ما نزال نحارب. ولكن مقاومتنا بعد المعمودية أقوى بكثير من حالتنا قبلها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولذلك يقول بولس الرسول: (إن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين أمنا) (رو 13: 11).
كذلك الخلاص من سلطان الخطية، نلنا منه شيئًا في الماضي، حينما دخلنا بالمعمودية في جدة الحياة، في نعمة التجديد، أعنى تجديد الطبيعة، هذه التي قال عنها القديس بولس الرسول: عالمين هذا، أن إنساننا العتيق قد صلب معه، ليبطل معه، ليبطل جسد الخطية، كي لا نعود نستعبد أيضًا للخطية) (رو 6: 6، 4).
3 كذلك الخلاص الذي نترجاه، ذكرنا من قبل أن حصره في الخلاص من قبل أن حصره في الخلاص من الجسد المادي، هو تحديد خاطئ..
4 إن القضايا اللاهوتية تحتاج إلى دقة كبيرة في التعبير.
مجرد تغيير كلمة بكلمة، قد يؤدى إلى خطأ لاهوتي، أو إلى بدعة. والتقيد في المسائل اللاهوتية بالتعبير السجع، قد تكون له خطورة كبيرة.
5 كذلك تعبير لحظة له أخطاؤه لاهوتيًا ولغويًا. ومن الصعب لغويًا أن نطلق كلمة لحظة على مرحلة!
كيف يمكن لإنسان أن يتحدث عن (مراحل) الخلاص، فيقول إنها ثلاث مراحل: المرحلة الأولى منها لحظة، والمرحلة الأخيرة منها لحظة، والمرحلة الأخيرة منها لحظة، والمرحلة الوسطى هي مسيرة العمر. والمراحل الثلاث توضع تحت عنوان (الخلاص في لحظة)؟!
وفى هذه المراحل ينسى الكاتب كل الخطوات الطويلة التي كانت ممهدة لها. فإن كانت المرحلة الأولى التي يسمونها التبرير تعتمد على الإيمان، فهل يمكن تجاهل كل الخطوات التي أوصلت الإنسان إلى الإيمان، كخدمة الكلمة، وعمل القلب، وصراع الروح للاستجابة.
وحتى المرحلة الأولى التي يقولون إنها خلاص نلناه في لحظة، بالإيمان الواعي، والتوبة القلبية، وبالمعمودية، نسألهم فيها:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/59w94wq