هناك أشخاص لا يرون في غيرهم إلا ما يعيبهم. ولا ينظرون إلى الآخرين إلا بمنظار اسود. فهم باستمرار ينتقدون، ويخسرون الناس بنقدهم لهم..
أما الإنسان الروحي، فإنه لا ينتقد كثيرًا، ولا يدين كثيرًا. وإذا كان هناك داع روحي للنقد، فإنه ينتقد في حكمة وفي محبة وفي لطف. لذلك يكسب الناس.
والسيد المسيح، الذي سيأتي في مجده، ليدين الأحياء والأموات، يقول إنه لم يأت لكي يدين العالم، بل ليخلص العالم (يو3: 17). فأن أردت أن تربح الناس، اسلك كما فعل السيد المسيح، وبدلًا من أن تعكف على إدانتهم، أعمل على خلاصهم..
بدلًا من أن تحكم عليهم، أشفق عليهم. وبدلًا من أن توبخهم على أخطائهم نساعدهم على التخلص من تلك الأخطاء.
في قصة المرأة الخاطئة، التي ضبطت في ذات الفعل نلم يستطع أن يكسبها الذين عاملوها بقسوة وحكموا عليها، طالبين رجمها. أما السيد المسيح فقد استطاع أن يكسب نفسها بأن دافع عنها ضد المشتكين عليها، ثم قال لها "ولا أنا أدينك. أذهبي ولا تخطئ أيضًا" (يو8: 11).
الناس يحتاجون إلى عين مغمضة، لا تنفتح إلى أخطائهم، محملقة فيما يفعلون! يحتاجون إلى عين إن رأت خطأ، كأنها لم تبصر شيئًا.
يحتاجون إلى قلوب مشفقة عطوفة، تدرك تمامًا ضعف الطبيعة البشرية وسهولة سقوطها، وتشفق على الناس عن سقطوا، وتصلي من أجلهم لكي يقوموا.. وبهذا تربحهم..
لا يمكنك أن تربح الناس فإن كنت باستمرار تتأمل أخطاءهم، وتفحص عيوبهم، وتتحدث عنها أمام الآخرين، وتستصغرهم بسببها. وقد تعايرهم بها..! وهكذا تخدش مشاعرهم ولا تكسبهم..
إننا في عالم جوعان إلى العطف، وإلى الحنان والمعاملة اللطيفة، وقد ذكر القديس بولس الرسول إن اللطف هو من ثمار الروح (غل5: 22). عامل الناس إذن بلطف. ولا تكن عينك مفتوحة لأخطائهم، إنما مفتوحة لترى فضائلهم.
إن تركيزك على أخطاء الناس، ربما يدفعهم إلى اليأس أو إلى صغر النفس، كما أنه لا يشعرهم باحترامك لهم، أو على الأقل بتقديرك لحالتهم ورغبتك في إنقاذهم.
يمكنك كخادم أن تنقذهم من أخطائهم، دون أن تخجلهم بها.
ويستثني من هذا، أولئك الذين هم في حالة الاستباحة واللامبالاة، ويحتاجون إلى من يوقظهم من سباتهم الروحي، ليعرفوا خطورة ما هم فيه وينيروا طريقهم..
وحتى هؤلاء، يحتاجون إلى مَن يوبخهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). دون أن يشعرهم باحتقار، كما أنه ينتهر بأسلوب من يحب ومن ينقذ.
صدقوني، كما أن الناس جياع إلى العطف والحنان، هم أيضًا جياع إلى المديح والتشجيع.
المديح الذي يشعرهم أن فيهم شيئًا خيرًا، فترتفع معنوياتهم، ويشعرون أنهم قادرون على حياة البر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vzr5xt8