St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   27-Al-Khedma-Wal-Khadem-2
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -2 لقداسة البابا شنودة الثالث

29- الخادم داخل الأسرة

 

1- بالتعاون مع أهل البيت:

هناك خادم يعطي درسًا عن السامري الصالح في مدارس الأحد. ولكنه لا يكون سامريًا صالحًا في بيته. إن الدين ليس مجرد معلومات تُلْقَى على الناس، إنما هي حياة نحياها.. لذلك كن خدومًا ومتعاونًا في البيت. تدخل البيت، فلا تجد والدتك قد انتهت من تجهيز الطعام بعد.. فلا تغضب ولا تلقي محاضرة في حفظ المواعيد، إنما أدخل وساعدها في تجهيزه، كن معها أيضًا في إعداد المائدة. وإن انتهيت من تناول طعامك، فلا تتركهم يحملون بقاياك ويغسلون أطباقك. وإنما اشترك في ذلك. هل الأمر يكلفك بضع دقائق؟ إنها شيء بسيط تساهم به في مساعدة والدتك وأخواتك. بل تنال بركة دعاء الوالدة ومحبتها لك لأنك تساعدها ولا تتركها وحدها.

بعض (الخدام) لا يكتفون بعدم تعاونهم في خدمة البيت، بل يحملون أهل البيت ثقلًا في خدمتهم.

يستيقظون من النوم، ويخرجون إلى العمل، ويتركون كل شيء مبعثرًا في حجرتهم، لمن يتولَّى عنهم ترتيبه! لماذا لا ترتب فراشك حالما تستيقظ من نومك؟ ولماذا لا ترتب ملابسك ومكتبك قبل أن تخرج من البيت. لماذا تعتبر أن الخدمة هي فقط تحضير الدروس وإلقاؤها. ألست الخدمة هي أيضًا التعاون مع أهل البيت؟

لماذا لا تتعاون مع أخوتك الصغار في أن تشرح لهم دروسهم.

أو تساعدهم في ما يحتاجون إليه. وهكذا يحبونك ويتعلقون بك. وبهذا الحب يمكنك أن تفيدهم روحيًا. لماذا لا تتعلم بعض الهوايات التي تستطيع بها أن تصلح بعض الآلات الكهربية في البيت أو ما يشابهها، فتساعدهم اقتصاديا بدلًا من إنفاقهم على ذلك؟

St-Takla.org Image: Sunday School at one of Coptic Orthodox Churches in Maghagha village, Egypt - Photograph by Jayson Casper صورة في موقع الأنبا تكلا: خدمة مدارس الأحد في كنيسة في أحد القرى في مغاغة، مصر، تصوير جيسون كاسبر

St-Takla.org Image: Sunday School at one of Coptic Orthodox Churches in Maghagha village، Egypt - Photograph by Jayson Casper

صورة في موقع الأنبا تكلا: خدمة مدارس الأحد في كنيسة في أحد القرى في مغاغة، مصر، تصوير جيسون كاسبر

2- نقطة أخرى في خدمتك للبيت هي البشاشة والمحبة.

كن في بيتك بشوشًا، تشيع جوًا من البهجة والفرح في البيت، وتجعل الكل يحبونك، وبخاصة الصغار، بوجهك البشوش الحلو، وبابتسامتك اللطيفة، وما تقصه على أخوتك من حكايات وألغاز، بمرحك ولطفك.. ولا تكن مثل أولئك الذين لا يحفظون من بستان الرهبان غير عبارة "ادخل إلى قلايتك وابك على خطاياك"، ولا يحفظون من الكتاب المقدس سوى قول الحكيم "بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا 7: 3). وهؤلاء يكتفون فقط بحياة التجهم والكآبة والتزمت والبكاء، بل يريدون أن يكون كل أهل البيت مثلهم مكتئبين!!

ويشيعون أن الضحك خطية! ويلومون كل من يضحك!

وإن ضحك أهل البيت، يعتبرون هذا منهم انحلالًا!! وينسون قول الكتاب "وللضحك وقت" (جا 3: 4)، وقول الكتاب "افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضا افرحوا" (في 4: 4). وإن من ثمار الروح "محبة، فرح، سلام" (غل 5: 22). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إن القديس أرسانيوس أشتهر بالدموع، ولكنه أمام الناس كان بشوشًا. فلا تجعل أهل بيتك يتصورون أن كل من يدخل في الحياة الدينية، تتحول حياته إلى كآبة، لئلا يخافوا من التدين بسببك!! بل أعطهم فكرة عن البشاشة الروحية وسلام القلب!!

3- نقطة ثالثة في خدمتك للأسرة هي احترامك للكل.

احترس من أن يكبر قلبك بسبب تدينك، فتحتقر الآخرين أو تدينهم، أو أن تكلمهم من فوق..! لأن كثيرين حينما دخلوا إلى محيط الخدمة، وضعوا في ذهنهم لافتة مكتوب عليها "عظ، وبخ، انتهر" (2 تي 4: 2). وبهذا الانتهار أصبح أهل البيت يحترسون من ألفاظهم القاسية، وتعبيراتهم الخالية من الاحترام بالنسبة إلى الكبير والصغير. وينسون أن هذه العبارة قد أرسلها القديس بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس الأسقف، وذكر له الأسلوب "بكل أناة وتعليم" (2 تي 4: 2).

فهل أنت تقيم نفسك أسقفًا للبيت، أم أنت مجرد خادمًا؟

وحتى الأسقف لا يكون دائم التوبيخ، بل قيل له بالنسبة إلى الكبار "لا تنتهر شيخًا، بل عظه كأب، والعجائز كأمهات، والأحداث كأخوة.." (1 تي 5: 1) بل قيل عن الأسقف أيضًا أنه يكون محتشمًا حليمًا غير مخاصم (1تي 3: 2، 3) ولا يكون غضوبًا (تي 1: 7)..

فلا تجعل محبة الخدمة تخرجك عن فضيلة الأدب واحترام الغير.

والرسالة الروحية التي تريد أن تنقلها إلى الآخرين، قدمها لهم بكل محبة ولطف واحترام، وفي عفة اللسان، وبتواضع القلب.. حتى أخوتك الصغار، إن طلبت منهم طلبًا، وقلت للواحد منهم "عن إذنك.. لو تسمح.. ممكن كذا".. هو نفسه سيتعلم منك هذا الأسلوب الرقيق، ويستخدمه في حديثه مع غيره، وبهذا تكون قد خدمته عن طريق القدوة العملية.

حاول في خدمتك العائلية أن لا تجرح شعور أحد.

ولا تتكلم بكلمة تجرح شعور إنسان. بل احترم الكل، فيحترمونك ويتعلموا منك احترام غيرهم، ويتعلموا أيضًا اللطف في الحديث، وأدب التخاطب، والنصح الهادئ. وإن كانت هناك نصيحة تقدمها لأبيك أو أمك، أو من في مستواهما، فاحرص جيدًا ألا تتكلم كمعلم..! احتفظ بتوقير من هو أكبر منك سنًا أو مقامًا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/27-Al-Khedma-Wal-Khadem-2/Spiritual-Ministry-and-Minister-II-29-Family.html

تقصير الرابط:
tak.la/gq8zgrx