العجيب أن كثيرًا من الخدام عندهم ازدواج في الشخصية:
فهم في محيط الخدمة بطريقة، وداخل الأسرة بطريقة أخرى عكسية.
في مدارس الأحد: ملاك طاهر، إنسان لطيف، بألفاظ كلها اتضاع ورقة، كأن يقول "صلوا من أجلي، أنا الخاطئ، أنا الضعيف، غير المستحق".. أما داخل الأسرة، فهذا الخاطئ غير المستحق يبدو على حقيقته، الغضب والعنف، وربما الانتهار والشتيمة والضرب..! لذلك فالشخص الذي يرشح للكهنوت من الخدام، لا تكفي فِكرة زملائه الخدام عنه، إنما أيضًا رأي أفراد أسرته فيه.. ربما يحاول أن يكون قدوة خارج الأسرة، ولكنه في أسرته غير ذلك. قد يفتقد ويخدم الكثيرين خارج الأسرة. ولكن لا خدمة له داخل أسرته.
وأحيانًا يخدم داخل أسرته، فيتحول إلى رقيب على كل أحد، عنيف في رقابته، معلم ومؤدب، يأمر وينهي، بطريقة تنفر من الدين.
أتذكر خادمًا أيامنا، رأَى عند أخته في البيت أدوات مكياج، فثار عليها، وشتمها وصفعها على وجهها، وألقي بأدوات المكياج من البلكون!! فهل هذا أسلوب روحي في الخدمة؟! وهل هذه طريقة تجعل أخته تحب التدين، أو تحترم خدام الكنيسة.. بل لا مانع عند مثل هذا (الخادم) من أن ينتهر أباه وأمه، إن كان تصرف أحدهما لا يعجبه.
فهو إما انه لا يخدم الأسرة، أو يخدم بكبرياء وعنف.
وقد ينطوي على نفسه داخل أسرته، ويشكو من أنه يعثر من الأسرة، وأنه على يعثر من الأسرة، وأنه على خلاف بينهم في كل المبادئ الروحية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد يحدث أن أسرته تمنعه من الخدمة ومن الكنيسة، لأنها ترى أن (تدينه) قد حوله إلى الصلف وإلى العنف، والبعد عن المحبة واللطف. أو ترى أنه قد أهمل دروسه وواجباته بحجة الخدمة ومواعيدها ومتطلباته.. بل أن أسرته هي التي تعثر منه ومن تصرفاته! هنا ونسأل -من الناحية الإيجابية- عن كيفية الخدمة داخل الأسرة..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2rgjcna