وكما يوجد فصل بين النور والظلمة هنا على الأرض، يوجد فصص من نوع أعمق في العالم.
ويتضح هذا جيدًا من قصة الغني ولعازر المسكين. حيث قال أبونا إبراهيم لذلك الغني "بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت. حتى أن الذين يريدون العبور من ههنا إليكم لا يقدرون زلا الذين من هناك يجتازون إلينا" (لو16: 26).
وفي
الدينونة يوجد فصل
بين الذين عن اليمين، والذين عن اليسار.
سيفصل الله في يوم الدينونة الرهيب بين الخراف والجِداء، وسيفصل ما بين الحنطة والزوان، وبين الأبرار والأشرار.
ولا يعود هؤلاء وأولئك يعيشون معًا كما كانوا يختلطون معًا على الأرض فيمضي هؤلاء إلى النعيم الأبدي. ويمضي أولئك إلى النار المعدة لإبليس وملائكته.
ويعيش الأبرار في كورة الأحياء. بينما يطرح الأشرار في الظلمة الخارجية.
الآن يستطيع أي خاطئ أن يقابل أي قديس، ويسلم عليه، ويجلس معه ويتحدث إليه، ويطلب منه الصلاة لأجله. أما في الأبدية، فإن الخطاة لا يستطيعون اللقاء بالقديسين. لا يستطيع الغني أن يجلس مع لعازر، بل ينظره من بعيد. وربما لا يستطيع رؤية الأبرار على الإطلاق.
ويكون حرمانهم من عشرة الملائكة والقديسين جزءًا من عذابهم الأبدي.
إنه فصل بين النور والظلمة حسبما شاء الله منذ قصة الخليقة.
فإن كنت تحرص على محبة إنسان، وداوم المعيشة معه، هنا وفي العالم الآخر أيضًا، ليس أمامك سوى هذه النصيحة:
عيشا ههنا في حياة روحية ترضي الله، لكي تعيشا معًا في الحياة الأبدية.
أما إن سرتما كل واحد في طريق يختلف عن الآخر من جهة البر والقداسة فلن تلتقيا في الأبدية. وإن عشتما هنا في طريق واحد في حياة الخطية، فإن عذاب الأبدية سيشغل كلًا منكما عن التمتع بالآخر في الأبدية.
وإن لم تستطع أن تجتمع بمن تحبه في الأبدية، فعلى الأقل اهتم بأبديتك أنت وبمحبتك لله، بدلًا من أن تخسر نفسك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9q7wrb5