3- وأول أساقفة في الكنيسة، هم الآباء الرسل القديسون.
ولكنهم كانوا أساقفة بالمعنى المسكوني، وليس بالمعنى المكاني. أما القديس يعقوب الرسول فكان أسقفًا لأورشليم.
4- وقد أطلق لقب "أسقف" على السيد المسيح نفسه..
وفى ذلك قال معلمنا القديس بطرس الرسول: "لأنكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الآن إلى راعى نفوسكم وأسقفها" (1 بط 2: 25).
5- وحسنًا الآن ترتبط هنا الرعاية والأسقفية معًا.
و السيد المسيح هو الراعي الصالح (يو 10: 11). وهكذا يكون هو أسقف نفوسنا. الأساقفة قد فوضهم السيد المسيح، أن يقوموا بالعمل الرعوي الذي يعمله هو عن طريقهم.
ومن الأمثلة الأخرى التي اجتمع فيها اللقبان: الأسقف والراعي، قول بولس الرسول لأساقفة أفسس: "احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع 20: 28). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ونلاحظ هنا أن الأساقفة الرعاة مقامون من الروح القدس.
6- والرسل أيضًا كانوا رعاة أساقفة، أو رؤساء أساقفة كما كان الرسل كذلك كهنة ورؤساء كهنة.
هم أساقفة من جهة الكهنوت، وهم رؤساء أساقفة من جهة علاقتهم بأبنائهم وخلفائهم الأساقفة.
وكذلك بنفس المعنى تمامًا، هم كهنة ورؤساء كهنة: كهنة من جهة عملهم الكهنوتي، ورؤساء كهنة من جهة رئاستهم على كل درجات.
7- والأساقفة هم أيضًا وكلاء الله.
وفى ذلك يقول القديس بولس الرسول إلى تلميذه تيطس أسقف كريت: "يجب أن يكون الأسقف بلا لوم، كوكيل الله" (تى 1: 7).
وبهذا المعنى يكون الرسل أيضًا أساقفة، كوكلاء الله.
وفى هذا قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن مساعديه العاملين معه: "هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح، ووكلاء السرائر الإلهية. ثم يسأل في الوكلاء لكي يوجد الإنسان أمينًا" (1كو 4: 1، 2).
إذن الرسل أساقفة باعتبارهم رعاة، وباعتبارهم وكلاء الله، وأيضًا من جهة طبيعة عمله الكهنوتي.
وجميع رؤساء الكهنة الحاليين، ما هم إلا وكلاء لرئيس الكهنة الأعظم ربنا يسوع المسيح، وهم كرعاة ووكلاء لرئيس الرعاة (1بط 5: 4). هم وكلاء للرب في عمل الرعاية وباقي أعمال الكهنوت بما في ذلك التعليم وخدمة السرائر الإلهية.
وطبعًا ليس جميع الناس وكلاء الله، وليسوا جميعهم رعاة وأساقفة. وبالتالي لا يكون الجميع كهنة كما يدعى البعض. يضاف إلى هذا:
8- إن الكتاب المقدس يشرح الشروط اللازمة لدرجة الأسقفية.
ويقول من بينها إنه يجب أن يكون "صالحًا للتعليم"، "غير حديث الإيمان لئلا يتصلَّف"، "له شهادة حسنة من الذين هم من خارج" (1تى 3: 2-7). ويقول عنه في الرسالة إلى تيطس: "ملازمًا للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم، لكي يكون قادرًا أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين" (تى 1: 9).
9- وهذه الصفات لا يشترط طبعًا أن تكون لجميع الناس.
ومن هذه الصفات أيضًا أن يكون "بعل امرأة واحدة" ((تى 1: 6). "يدبر بيته حسنًا، له أولاد في الخضوع بكل وقار. وإنما إن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته، فكيف يعتني بكنيسة الله" (1تى 3: 4، 5).
وهذا الصفات ليست لجميع من اختصاصهم العناية بكنيسة الله.
10- وإن قال أحد إن الأساقفة حاليًا غير متزوجين..
نجيب بأنه في العصر الرسولي، ما كان يمكن أن يحرم من خدمة الكهنوت الأشخاص القديسون الذين سبق لهم الزواج، قبل أن تنظم البتولية الخاصة بهذه الخدمة، مثل بطرس الرسول مثلًا..
ثم بدأ القديس بولس الرسول يشرح أهمية البتولية ويحث عليها بقوله: "ولكن أقول لغير المتزوجين وللأرامل: إنه حسن إذا لبثوا كما أنا"، "أريد أن تكونوا بلا هم. غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف يرضى الرب. وأما المتزوج فيهتم في ما العالم كيف يرضى امرأته" (1كو 7: 8، 32) وبالتدريج نمت مسألة البتولية في الأساقفة، حتى صارت عرفا مُتّبعًا، ثم قررتها الكنيسة في القرن الرابع، في المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية سنة 325 م.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4hh2j4z