1- ونحن لا ننكر أن جميع المؤمنين متساوون في البنوة لله، وفي أنهم هياكل للروح القدس، لا يتميز فيهم شعب على شعب، ولا يتميزون من جهة الجنس أو اللون. وكلهم متساوون في المسئولية الأدبية.
ولكن هذا كله، لا يعنى مطلقًا أنهم متساوون في الاختصاص ولا يعنى أنهم متساوون في الكهنوت..
2- وقد قيلت الآية الأولى (غل 3: 28) في نتائج الإيمان والمعمودية، من حيث البنوة لله بالإيمان و المعمودية، ومن حيث الحياة الجديدة التي نلبسها في المسيح يسوع. وهكذا قال القديس بولس الرسول:
"لأنكم جميعًا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع. لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم. ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكر وأنثى، لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع" (غل 3: 26-28).
إذن ليس فارق بين المؤمنين بالمعمدين، من حيث البنوة لله. في هذه البنوة لا يتميز يهودي على يوناني، ولا حر على عبد، ولا ذكر على أنثى.. ولا فارق بين هؤلاء في بركات المعمودية.
ومع هذه المساواة في البنوة لله ومميزاتها، هناك فارق!!
3- ليس ذكر وأنثى في البنوة لله وفي بركات المعمودية. ومع ذلك يقول الكتاب: "رأس المرأة هو الرجل" (1كو 11: 3).
ويقول أيضًا: "أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح أيضًا رأس الكنيسة" (أف 5: 22، 23). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). "أيها النساء اخضعن لرجالكن، كما يليق في الرب" (كو 3: 18) " فإنه هكذا كانت قديمًا النساء القديسات أيضًا.. خاضعات لرجالهن، كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعية إياه سيدها" (1بط 3: 6).
4- وعلى الرغم من المساواة بين العبد والحر في البنوة لله وفي بركات المعمودية، إلا أنه هناك أيضًا فارق:
يقول السيد المسيح: "ليس عبد أعظم من سيده" (يو 13: 16). ويقول الرسول: "أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد، بخوف ورعدة، في بساطة قلوبكم كما للمسيح" (كو 3: 22، تى 2: 9).
في الإيمان والمعمودية لا فارق بين فليمون وأنسيموس. ولكن بولس الرسول كان لا بد أن يستأذن فليمون في شأن أنسيموس لأنه سيده. لذلك قال له: "بدون رأيك لم أرد أن أفعل شيئًا" (فل 14).
5- وحقًا في البنوة لله لا فارق بين يهودي ويوناني. ومع ذلك قال الرسول عن أنسبائه هؤلاء أنهم " لهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد" (رو 9: 4، 5).
أما في المعمودية فيقول الرسول: "لأننا جميعًا بروح واحد، اعتمدنا إلى جسد واحد، يهودًا كنا أم يونانيين" (1كو 12: 13).
6- إذن قول بولس الرسول في (غل 3: 28) لا نأخذه بالمعنى المطلق، بل في الحدود التي تكلم عنها الرسول. وفى غير هذه الحدود فوارق كما ذكرنا.
في البنوة وبركات المعمودية، كل المؤمنين متساوون..
ولكنهم -في الاختصاصات وفي الكهنوت- غير متساوين..
7- هنا ونناقش ما ورد في (مت 20: 25 – 28) " من أراد أن يكون فيكم أولًا فليكن عبدًا. كما أن ابن الإنسان لم يأت ليَخدِم بل لِيُخْدَم".
السيد المسيح يتكلم هنا عن التواضع، وليس عن الكهنوت. لا يريد أن يكون رسله لهم روح السيطرة والتعالي وحب العظمة.
8- ولقد ضرب في هذا مثلًا بنفسه " ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم" فهل هذا التواضع الذي سلك به، يعنى انه مساو للتلاميذ؟ حاشا. إنه أتى ليخدمهم. ومع خدمته لهم هو سيدهم. ولذلك قال لهم بعد أن غسل أرجلهم:
"أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا. وحسنًا تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض" (يو 13: 13، 14).
9- أقوال السيد المسيح هذه لتلاميذه، لا تعنى إلغاء الكهنوت، إنما تعنى الاتضاع في كل أعمال الكهنوت التي عهد بها إليهم.
ففي الكهنوت أيضًا: لا يجوز كاهنًا يريد أن يكون عظيمًا، أو يريد أن يكون أولًا (مت 20: 26، 27).
بل يكون كاهنًا ومتواضعًا. لا يسيطر على الناس، ولا يتعاظم، ولا يتعالى عليهم. وإن كان الله قد جعله أولًا، فلا يصح أن هذه الأولوية ترفع قلبه، بل يتعامل مع الشعب كأنه آخر الكل، كأنه عبد لهم.
10- هنا وأتذكر قول الشيوخ لرحبعام الملك:
"إن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب، وخدمتهم وأحببتهم، وكلمتهم كلامًا حسنا، يكونون لك عبيدًا كل الأيام." (1مل 12: 7).
فإن كان الملك مطلوبًا منه أن يكون خادمًا وعبدًا لشعبه، هكذا الكاهن أيضًا مطلوب منه كذلك. ويبقى الملك ملكًا، والكاهن كاهنًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/dy776pw