1- أمرت المسيحية بأن تكون للمؤمن زوجة واحدة، لا تشاركها أخري في فراش الزوجية العفيف، سواء أكانت تلك الدخيلة "زوجة" أم سرية لأن هاتين الكلمتين في الواقع لهما في المسيحية نفس الدلالة.
لأن المسيحية لا تعترف بتعدد الزوجات، ولا تشترك فيه كنسيًا. فإن كانت لمسيحي "زوجة أخري" عقد زواجه بها طريقة مدنية أو أية طريقة أخرى خارجة عن الكنيسة التي لا تقر هذا الأجراء، فإن هذه المدعوة "زوجة" مدنيًا، هي في نظر الكنيسة كالسرية، من حيث أن العلاقتين -في نظرها- هما زنا مكشوف، أو معاشرات غير شرعية.
لهذا وجدنا من اللازم أن نورد القوانين والإثبات الخاصة بمنع التسري في المسيحية لارتباط هذا الأمر بشريعة " الزوجة الواحدة".
1- أما عن منع التسري في المسيحية، فتثبته القوانين الآتية:
"وأن كانت له سرية، فليكف، ويتزوج كالناموس. وإن لم يرد فليخرج"، "أي فليُطرَد من الكنيسة فلا يصير من أعضائها".
(القانونان 29، 63 من الكتاب الأول لقوانين الر سل والقانون 1)
والقانون 63 عن السرية العبدة. وهو يأمر صاحبها بأن "يكف عنها إذا هو تنصر، ويتزوج بها كالناموس". ويأمر كذلك بتزوجها إن كانت حرة. وينذر بنفس العقوبة.
"لم يعط ناموس أن يأخذ أحد سريه له بل يبقي كل واحد قاعدًا مع زوجته لجوده الزيجة".
(القانون السابع من قوانين باسيليوس 1)
وقد تحدث القديس أوغسطين في كتابه De Bono Connjugali عن عدم قانونية التسري، قائلًا أنه حتى هذا لا يجعل التسري قانونيًا (نفس المرجع السابق).
وقد ورد في كتاب "المجموع الصفوي" لابن العسال أن "التسري في شريعتنا المقدسة حرام، لأنه خارج عن التزويج المباح... فهو زنا ظاهر ومستمر".
ابن العسال: الباب 25: 1
علي أن هناك في القوانين الخاصة بالتسري ومنعه نصوصًا يفهم منها عدم شريعة تعدد الزوجات في المسيحية. وسنورد منها مثالين أحدهما من قوانين أبوليدس، والثاني من قوانين باسليوس:
"نصراني تكون له سرية، وقد رزقت منه ولدًا: إذا تزوج عليها، فإنه قاتل الإنسان؟ إلا من يجدها في زنا".
القانون 16 من قوانين أبوليدس
وهذا القانون يطالب بتحويل السرية إلي زوجة. وقوله لا يتزوج عليها، يفهم منه بلا شك منع تعدد الزوجات. فإن كانت السرية لها هذا الحق، بحيث إذا عاشرها المتسري كزوجه وأنجب منها، لا يستطيع أن يتخذ معها زوجة أخري، فكم بالأولي الزوجة؟!
"إذ كان واحد قد ترك له سرية، فإذا لم تكن له زوجة فليأخذها... لأنه لا يجب أن يدع إنسان له سرية من الآن".
القانون السابع من قوانين باسيليوس
هذا القانون أيضًا يطالب بتحويل السرية إلي زوجة، إلا إذا كان المتسري له زوجة من قبل، فلا يستطيع ذلك لئلا يجمع بين زوجتين وهذا القانون واضح في دلالته علي منع تعدد الزوجات.
3- ونفس هذه الفكرة يظهرها القديس باسيليوس في قانون أخر له خاص بالزنا (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)، وهو "إذ ذكر ذكر قبيح عن واحد مع امرأة: أن كان ليس لها بعل، وهو أيضًا ليست له زوجة، فليتزوجها..."
القانون السادس من قوانين باسيليوس
فهو يشترط عدم وجود زوجه سابقة، لئلًا يجمع بين زوجتين، وهذا غير جائز شرعًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/k8a435y