والحق أيضًا ضد الرياء:
ذلك لأن الرياء ضد الحقيقة. لأن فيه زيفًا، إذ أن الداخل عكس الظاهر من الخارج. ولهذا السبب وبخ السيد المسيح الكتبة والفريسيين المرائين، لأنهم كانوا مثل القبور المبيضة من الخارج وفي الداخل عظام نتنه (مت 23: 27).
فالمرائي يتظاهر بما ليس فيه. يعطي صورة جميلة عن نفسه، وحقيقته غير ذلك تمامًا.
النفاق أيضًا ضد الحق:
لأنه مديح باطل للغير، أو دفاع عنه. بينما الحقيقة غير ذلك. وما يعتقده وما يوجد في قلبه عكس ما يقوله بلسانه.
ويضيع الحق أيضًا تحت ستار المجاملة أو (الحب).
أو تحت ستار الحب الزائف. وقد يدعى أنه صديق لشخص آخر، بينما يجره معه إلى الهاوية، أو يشجعه على الخطأ، ويكون هذا التشجيع ضد الحق، يجعله يستمر فيما هو فيه من خطأ. وقد يَدَّعِي أنه يحبه، بينما هو بهذا (الحب) الزائف يضيعه تمامًا.
كالأم التي تظن أنها تحب ابنها، فتدللـه تدليلًا يفسده. ولا يكون حبها له حبًا حقيقيًا له القيم الحقيقية للحب.
وقد يدَّعى شاب أنه يحب فتاة، بينما تكون علاقته بها شهوة وليست حبًا. وتحت ستار ما يسميه (حبًا) يضيع أخلاقها وسمعتها ومستقبلها (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولا يمكن أن يكون ما بينهما حبًا بالمعنى الحقيقي للحب ما دام قد خلا من القيم.
وفي هذا المجال، نذكر أيضًا من يدافعون دفاعًا باطلًا عن المخطئين، وينسون قول الكتاب:
"مُبَرِّئُ الْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ الْبَرِيءَ كِلاَهُمَا مَكْرَهَةُ الرَّبِّ" (أم 17: 15).
لماذا؟ لأن كليهما ضد الحق. وقد ينفر البعض من عبارة (مُذَنِّبُ الْبَرِيءَ) إذ يرى فيها ظلمًا. ولكن ما أكثر ما يوجد مُبَرِّئُ الْمُذْنِبَ، ظانًا أن هذا لونًا من الإشفاق والرحمة ولكن هذا الإشفاق ضد الحق من جهة. ومن جهة أخرى لأنه ليس إشفاقًا حقيقيًا. فالمشفق الحقيقي هو الذي يقود المذنب إلى التوبة، ومن شروط التوبة الاعتراف بالذنب، والإقلاع عنه. أما تبرئة المذنب فإنها تشعره بأنه لم يفعل خطأ، فسيتمر فيما هو فيه، ويفقد الندم وانسحاق القلب. ويكون من برأه قد أضر به...
ويكون هو أيضًا مكرهة للرب، لأنه لم يبحث عن الحقيقة، أو على الأقل فعل ما هو ضد الحقيقة ولو عن جهل وربما فيما يكون مبرئًا لشخص مذنب، يكون مذنبًا لشخص آخر بريء، يكون قد ظلمه بهذا وأساء إليه. وفي كل الحالات هو بعيد عن الحق، أو ظالم للحقيقة... ونصيحتي لمثل هؤلاء:
دافِع عن الحق، بدلًا من أن تدافع عن شخص.
وقد يكون دفاعك عنه ضد الحق.
ولكي تدافع عن الحق، ينبغي أن تعرف الحق. وكثيرون ليست لهم هذه المعرفة وقد يسيرون في جو من الشائعات. وقد يتلقون المعلومات عن أشخاص هم أيضًا ليست لهم المعرفة الحقيقية.
وما أكثر ما نجد أشخاصًا يقول الواحد منهم "أنا أدافع عن الحق"، بينما يكون ما يدافع عنه بعيدًا عن الحق تمامًا...
أو قد يوجد إنسان يدافع عن الحق، أو عما يظنه حقًا، بأسلوب بعيد عن الحق تمامًا.
أو يتجاوز حقه في الكلام، أو يقول كلاما ليس من حقه أن يقوله، أو يلجأ إلى طرق التشهير والإدانة والإيذاء وجرح شعور الآخرين، أو نشر المعلومات خاطئة. ويكون بذلك قد أساء إلى غيره إساءة كبيرة، ووقع في أخطاء عديدة يدينه الله عليها.
ويبدو أنه يدافع عن (الحق) بطريقة غير قانونية!
ويمكن أن يسأله البعض (وهل من حقك أن تفعل هكذا؟!) ويكون الحق قد ضاع في دفاعه عن (الحق) أو عما يظنه أنه حقًا.
إذا أردتم أن تتمسكوا بالحق، ابعدوا عن الشائعات، ولا تصدقوا كل خبر يصل إليكم وتذكروا أن الذي ضد الحق، هو ضد الله نفسه. فلماذا؟
لأن الله هو الحق. هو الحق المطلق.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/gkybt88