يعني أن يعرف الإنسان أمورًا تضره روحيًا، ما كان يعرفها من قبل...
وهكذا تدخل في ذِهنه معارف تُدَنِّس فِكره.
أو تجلب له شهوات، وتُسْقِطهُ في الخطية. ولعله عن هذه قال سليمان الحكيم (الذي يزيد علمًا، يزيد حزنًا) (جا 1: 18).
وبهذه المعرفة سقطت حواء، مع أنها كانت معرفة غير سليمة، قال لها الشيطان وهو يكذب "تنفح أعينكما وتصيران مثل الله"... (تك 3: 5) فما الذي أحدثته هذه العبارة؟
لقد غيَّرَت نظرة حواء وتفكيرها وشعورها "فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت"...
فالذي يصب في أذن زميل أو صديق معلومات تضره، إنما يعثره.
كأن يعطيه معلومات تدين شخصًا معينًا، أو تجعله يأخذ فكرة سيئة عنه (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أو يقدم له معارف معينة تتعبه أخلاقيًّا، أو شكوكًا تتعبه عقيديًا... بحيث يخرج صاحبه من هذا اللقاء ليقول: ليتني ما قابلت فلان، أو ليتني ما سمعت.
مثال ذلك أيضًا البيئة الشريرة، وما تقدمه من أفكار.
هذه التي قال عنها الرسول (المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة) (1كو 15: 33) Evil company corrupts good habits.
وهكذا بالعثرة من جانب، وبالانقياد للعثرة من جانب آخر، يتعلم منهم التحايل، أو طرق المكر. أو طالب يتعلم التزويغ من الدارسة، أو الغش في الامتحان. وأطفال تستخدمهم عصابات فتعثرهم وتعلمهم النشل. أو شباب يجتمعون معًا، والجديد فيهم يعلمونه تعاطي المخدرات أو لعب القمار. كلها عثرات، ولتفاديها قال عنها المرتل في المزمور الأول (طوبى للإنسان الذي لم يسلك في مشورة الأشرار وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي المستهزئين لم يجلس..).
كذلك يعتبر عثرة من يقدم لك الفكر الخاطئ، دون أن يرد عليه.
يقدم لك كل أدلة الفكر الخاطئ وبراهينه، ويقف عند هذا الحد، دون أن يذكر تعليقاته على كل ذلك دون ذكر الردود التي تحطم ذلك الفكر الخاطئ... وإذا هوجم فلا يورده من أفكار، يرد قائلًا: (أنا لم أقل إن هذا رأيي، وإنما ذكرت كل ذلك من باب العلم!!)
والخطير أيضًا أن يكون وراء هذا الشخص تابعوه وتلامذته ومريدوه، الذين يكررون نفس الكلام ويعملون به، ويكونون هم أيضًا عثرة.
البُعْد عن هؤلاء: طهارة، وليس خصومة.
إنه بعد عن أسباب العثرات، أو البعد عن معرفة العثرة. فالذي يسبب العثرة يفقد صاحبه البساطة والبراءة التي كان يحياها. وكأنه يقول له ما قاله الشيطان لحواء (تنفتح أعينكما..) تنفتح العين، فتعرف الخطية...
النقطة الأخرى غير معرفة الخطية، هي تسهيل الخطية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fz7rc5p