العُنف لا يحبه
أحد من الناس.
بل يكرهونه وينفرون منه ومن العنفاء.
وفي نفس
الوقت يحبون الوداعة والطيبة والرقة.
والعنف إذا وصل
إلى غرض يكون وصوله مؤقتا.
إن ابتعد العنف، زال كل من وصل إليه.
لذلك فكثير من العنفاء يستمرون هكذا طول العمر. يخافون
أن تفشل أمورهم إن تركوا عنفهم،
ويخافون انتقام الغير
وغضبهم في نفس الوقت..
وقد كان العنف سلاح الطغاة في كل جيل
وأيضًا
سلاح
الإرهابيين والمتمردين والقساة..
هؤلاء يتعاملون
مع إرادة الناس وليس مع قلوبهم..
يرغمون
الغير على عمل شيء بالسيطرة على إرادتهم.. وقد
تكون قلوبهم غير راضية وعقولهم غير مقتنعة. لذلك
إن تم (إصلاح)، إنما يكون من الخارج،
والإصلاح الحقيقي إنما ينبع من داخل القلب..
وهذا نقوله في
الأخلاقيات أيضًا..
إن العنف لا يبنى خلقًا، بل مظهرية خلفية.
قد يولد العنف خضوعًا لنظام واحتراما لقانون،
ولكنه لا يؤسس قلبا نقيا يحب
الخير..
وهكذا بالطاعة للعنف قد يتحول المطيع إلى
إنسانين:
إنسان
خارجي له مظهر التقوى، وإنسان داخلي محب
للخطية، وقد يتحول إلى الصورة التي سجلها
المسيح " قبور مبيضة من الخارج وفي الداخل
عظام نتنة".
إن الله نفسه
يقول "يا ابني أعطني قلبك".
يريد القلب وليس المظاهر الخارجية.
وبهذا يكون مقياس الخير الذي يقدمه الإنسان هو
مدى محبة الإنسان لهذا الخير واقتناعه به.
وإذا أحب
الإنسان الخير، يعمله دون ضغط عليه من عنف
خارجي دون خوف ودون سعى إلى ثواب ومديح وأجر من أي نوع..
وقد جاء المسيح يدعو إلى الخير بغير عنف
(اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة
والمقالات). لا
يرغم الناس على عمل الخير بل يحبهم فيه ويسكنه
داخل قلوبهم وعواطفهم، دون إن يضطرهم إليه
اضطرار. إنه لا يريد عبيدًا يسيرون بالخوف..
ما أتفه الخير
الذي يتم عن طريق العنف.
* من قسم كلمة منفعة: العنف أم الحزم؟ - قوة الشخصية - المسيحية ديانة قوة
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/wvmrw39