"أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود" (لو 2: 11، 12).
إلهي.. جئت إلى عالمي طفلا صغيرا، محتاجا لمن يعولك أنت الذي تعطى كل الكائنات قوتها، ممسكا ثدى أمك باليمين التي بسطت بها السماء والأرض، قابلا للحنان من مريم الصبية الصغيرة وأنت الذي تنظر للعالم كله بعين الرحمة والرأفة، ملفوفاُ بأقمطة وأنت الذي تكسو الأرض بالزرع وزنابق الحقل بأبدع الثياب.. ، لقد جئت محتاجا لخدمة البشر أيها الإله الغنى، لتعلم البشرية قبول المعونة منك!
أيها الحب الحقيقي.. لقد جئت في صورة الاحتياج، لتعلمنى أن أحتاج إليك، وأطلبك لتعيننى وتسد عوزى!
أيها الحب الحقيقي.. لقد تقبلت المعونة من البشر لتعلمنى أن لا أرفض معونة اخوتى!
إلهي.. كيف لا أسرع إليك في كل يوم معلنا احتياجى لك، وأنت الإله الغنى القدير، الطبيب الحقيقي الذي لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا!
إلهي.. ماذا أطلب منك؟ ماذا أنت قادر أن تعطينى أيها الطفل الصغير وأنا لا أستطيع أن احصل عليه بمفردى..؟ لقد أعطيتنى طبيعتك الإلهية يا مسيح الرب حينما اتحدت بجسد بشريتى، أخذت الضعف الذي لي وأعطيتنى القوة التي لك. فهل أحيا بالخنوع والفشل بعد الآن؟ لا.. بل اسلك بقوة إلهي التي تكمل نقصى وضعفى!
إلهي.. ماذا تختلف عطيتك عن ما يمنحه العالم لى..؟ عطية محدودة قاصرة، زائلة، أما عطيتك فغير محدودة تدوم إلى الأبد لأنها بلا ندامة!
إلهي.. وجودى في الجسد يجعل على التزامات، ويقيدنى باحتياجات كثيرة - وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. حتى هذا الاحتياج أنت لا تتغافل عنه، فلن أخجل أن أطلبه منك، لكي لا أرتبك بترتيباته، وأحزن وأتثقل لتكميله!
إلهي.. مهما بلغت مواهبى وامكانيات شخصيتى وقدراتى الجسدية، فأنا في احتياج ليمينك التي تمتد بالبركة في كل ما املك!
إلهي.. علمتنى طفولتك أن أحتاج إليك، وعلمتنى أيضا أنه ليس عيبا أن أحتاج لمعونة البشر حينما أمرض، أو مواساتهم حينما أحزن، أو أرشادهم حينما أضعف، أو مادياتهم حينما افتقر!
"هذه هي الثقة التي لنا عنده أنه ان طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا. وان كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا، نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه" (1يو 5: 14، 15).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/rd54gy5