1- جاء ذكره باللفظ المباشر الذي يدل عليه "التمساح"، في (خروج 29: 2-5) "هكذا قال السيد الرب هأنذا عليك يا فرعون مصر التمساح الكبير الرابض في وسط أنهاره. الذي قال نهرى لى أنا عملته لنفسى. فأجعل خزائم في فكيك، وألزم سمك أنهارك بحرشفك وأطلعك من وسط أنهارك، وكل سمك ملزق بحرشفك. وأتركك في البرية أنت وجميع سمك أنهارك. على وجه الحقل تسقط ولا تجمع ولا تلم. بذلتك طعامًا لوحوش البر وطيور السماء". وهنا يرمز التمساح إلى شر الإنسان حينما يتكبر وينسب لنفسه أعمال الله وقوتها.
2- وجاء ذكره أيضا بلفظ "لوياثان":
* "لوياثان": كلمة عبرية تعنى ملتف، وهو حيوان مائى كبير يرجح أنه التمساح. (15)
* "لوياثان": الكلمة العبرية ويقصد بها الوحوش العظيمة سواء كانت برية أو بحرية، وبصفة خاصة التمساح، وهو رمز للشيطان عدو شعب الله. (16)
وجاء ذكر التمساح بلفظ "لوياثان" في سفر أيوب أصحاح 41. هذا الأصحاح كله يخاطب فيه الله أيوب بعد طول مرضه، إذ أراد الله أن يكشف لأيوب عن قدرته السرمدية التي تغلب كل قوى الشر، حتى لو كان هذا الشر هو مرض عضال استمر لسنين طويلة، 30 سنة. واستخدم الرب في ذلك، التمساح، كنموذج لأشرس الحيوانات المائية، وبدأ يصف لأيوب عن صفاته: (17)
فإبتدأ ببعض الأسئلة الاستنكارية التي تفيد بأن لا أحد يقدر أن يقف في مواجهة لوياثان: "أتصطاد لوياثان بشص أو تضغط لسانه بحبل. أتضع أسلة في خطمه" (أى تضع طوقا في فتحة أنفه). "أو تثقب فكه بخزامة. أيكثر التضرعات إليك، أم يتكلم معك باللين. هل يقطع معك عهدا فتتخذه عبدا مؤبدا. أتلعب معه كالعصفور أو تربطه لأجل فتيانك. هل تحفز جماعة الصيادين لأجله حفرة، أو يقسمونه بين الكنعانيين". (بالرغم من أن الكنعانيين يعرفون التجارة جيدا، إلا أنهم لم يهتموا بصيد لوياثان لأنه يمثل لهم مصدر رعب، وخطرا عظيما، ومتاعب صيده لا توازى مكاسبهم إن قسموه بين التجار). "أتملأ جلده حرابا، ورأسه بإلال السمك"؟ (وهنا يبين صعوبة صيد التمساح بالحراب العادية مثل عادة صيد السمك الكبير، لأنه لا يمكن جرح التمساح بالحربة، إلا إذا أصابته في بطنه التي يصعب بلوغها. فظهره مغطى بحراشيف قوية للغاية لا يمكن للحربة أن تخترقها). "ضع يدك عليه. لا تعج تذكر القتال" (وكأنه يريد أن يقول له، ألمسه إن كنت تجرؤ على ذلك). "هوذا الرجاء به كاذب. ألا يكب أيضا برؤيته" (أى أن الأمل في الغلبة عليه باطل). "ليس من شجاع يوقظه، فمن يقف إذا بوجهي" (أى أنه لا يوجد إنسان حكيم يحاول أن يثير التمساح) (أيوب 41: 1-10).
* وفي هذا يقول القديس أمبروسيوس {تنبأ أيوب الصديق مجئ الرب، الذي قال عنه بالحق أنه يهزم لوياثان العظيم، "صنع يدك عليه، لا تعد تنظر القتال" (أى 41: 8). وقد حدث فقد ضرب لوياثان المرعب الشيطان، وطرحه إلى أسفل، وأذله في آخر الأزمنة بآلام جسده المكرمة}.
* ويقول البابا غريغوريوس الكبير {ماذا لو أن الله القدير خفف الأثقال التي نحملها، لكنه سحب عنا عونه، ويتركنا وسط تجارب لوياثان هذا؟ إلى أين نذهب عندما يثور عدو قوى ضدنا، إن لم نحتمى بأى حماية لخالقنا؟}
ثم يستطرد الرب في باقى الأصحاح (أيوب 41: 12-33) بوصف جسم لوياثان وقدراته الفائقة، ليس ليبين جماله، بل ليكشف عن أسلحة دفاعه، فيقول:
"من يكشف وجه لبسه، من يدنو من مثنى لجمته؟" (أى لا يقدر أحد أن يكشف وجه لباسه، لكي يرى جلده الداخلي، ولا يجسر أحد أن يضع لجامًا لفكيه كما يحدث مع الحيوانات الأخرى عند تلجيمها، ليس ممكنا أن يأتى بلجام مضاعف لضبط أسنانه). "من يفتح مصراعي فمه، دائرة أسنانه مرعبة" (ففمه مصل باب بمصراعين، ويقول Bochait: إن أسنان التمساح تبلغ الثلاثين، وهو عدد كبير، وأحجامها كبيرة إذ قورنت بحجم جسمه، بعضها يبرز من الخارج، والبعض مسنن كالمنشار، متى أمسك بالفريسة لا تقدر أن تنجو منه). "فخره مجان محكمة مضغوطة بخاتم، الواحد يمس الآخر فالريح لا تدخل بينها، كل منها ملتصق بصاحبه، متجمدة لا تنفصل" (فخره في الأصل العبرى تعنى ظهره، حيث يتغطى ظهر التمساح بالحراشيف، حيث يضم جسمه 17 صفا من الحراشيف، فهى مصل دروع تغطيه، ليس من إمكانية لإختراق جسمه إلا عن طريق عينيه، أو حنجرته (حين يفتح فمه)، أو بطنه، وبالتالى إذا أغلق التمساح فمه يصير كما لو كان مختوما بالشمع، فلا يتسرب هواء من بين فكيه ومن بين اسنانه)، "عطاسه يبعث نورا وعيناه كهدب الصبح، من فمه تخرج مصابيح وشرار نار تتطاير منه، من منخريه يخرج دخان كأنه من قدر منفوخ، أو من مرجل، نفسه يشعل جمرا ولهيب يخرج من فمه" (الحيوانات البرمائية تغطس في المياه وتكتم أنفاسها لمدة طويلة وفجأ تتنفس بقوة فتكون كما لو كانت تعطس، بينما توجه أعينها نحو الشمس، فتبدو كما لو كانت تشع نارا، أو تطرد النفس فيبدو كما لو كان أشعة شمس، وتخرج من أنوفها دخان نار حارق). "فى عنقه تبيت القوة، وأمامه يدوس الهول، مطاوي لحمة متلاصقة، مسبوكة عليه لا تتحرك" (عادة طبقات اللحم عن العنق والبطن تكون رخوة وضعيفة، أما هذا الحيوان فإن طبقات اللحم عند رقبته متلاصقة، مسبوكة كما من الحديد، قوية، لذلك تستقر القوة حول عنقه، وبالتالى ينشر الرعب والرعدة على من هم حوله). "قلبه صلب كالحجر: وقاسى كالرحى. عند نهوضه تفزع الأقوياء، ومن المخاوف يتيهون. يحسب الحديد كالتبن، والنحاس كالعود النخر. لا يستفزه نبل القوس، حجارة المقلاع ترجع عنه كالقش. يحسب المطرقة كالقش، يضحك على اهتزاز الرمح" (يرى البعض أن الحيوانات المفترسة، مشاعرها ضعيفة، وقلبها قاسى إن صح التعبير، لا تبالى بصرخات الفريسة، والدماء المسفوكة منها وهى بين أنيابها. ولذلك عند نهوضه للهجوم أو الدفاع عن نفسه يرتعب أمامه الأقوياء، ومن الخوف تنهار أفكارهم فيتيهون. ولا يستطيع السيف أن يلحقه، حيث لا يقدر أن يحطم حراشيفه، وإذا صوبت ضده الرماح ترتد دون أن تخترق حراشيفه، وأيضا الأسلحة الحديد والنحاس المستخدمة لمقاومته تشبه القش والخشب، لا قوة لها أمامه. فلا يمكن لأى أداة أو سلاح أن تجرح التمساح، ولا لقوة بشرية أن تلحق به). "تحته قطع خزف حادة. يمدد نورجا على الطين" (ربما يشير هنا إلى حراشيف حادة وقاسية مثل قطع الخزف الحادة موجودة في بعض أجزاء جسم التمساح، حتى عندما يستريح على الوحل الموجود على شاطئ النهر، يكون كمن هو مستقر على أسنان نورج حادة). "يَجْعَلُ الْعُمْقَ يَغْلِي كَالْقِدْرِ، وَيَجْعَلُ الْبَحْرَ كَقِدْرِ عِطَارَةٍ." (سفر أيوب 41: 31) (فهو بحركته السريعة تحت الماء يجعل النهر أو البحر أشبه بقدر يغلى، إنه يجعل البحر أشبه بوعاء به عطور، وهو هنا يشير إلى رائحة المسك التي تخرج من التمساح كما كانوا يظنون، وكلمة بحر هنا تشير إلى نهر النيل لإتساعه).
* وبعد كل هذا الوصف نجد البابا غريغوريوس الكبير يقول {إنه يتطلع إلى اسفل كمن فوق الكل، الذين تحته. في صراعه ضد خالقه يستخف بأن يحسب أحد مثله..... في هذا حسنا قال إشعياء النبى "ويل للحكماء في أعين أنفسهم، والفهماء عند ذواتهم" (أشعياء 5: 21). وهكذا يقول بولس الرسول "لا تكونوا حكماء عند أنفسكم" (رومية 12: 16)}.
وجاء ذكر التمساح بلفظ "لوياثان" أيضا في (مزمور 104: 24- 30) "ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت. ملآنة الأرض من غناك. هذا البحر الكبير الواسع الأطراف. هناك دبابات بلا عدد. صغار حيوان مع كبار. هناك تجرى السفن. لوياثان هذا خلقته ليلعب فيه. كلها إياك تترجى لترزقها قوتها في حينه. تعطيها فتلتقط. تفتح يدك فتشبع خيرا. تحجب وجهك فترتاع. تنزع أرواحها فتموت وإلى ترابها تعود. ترسل روحك فتخلق. وتجدد وجه الأرض".
وهنا يرمز "لوياثان" إلى قدرة الله العالية التي خلقت هذه التنانين العظام (تكوين 1: 20، 21)، وأعطاها طعامها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/jtj2g2w