الآيات (مر7:3-12)+(لو17:6-19).
* الآيات (مر7:3-12): "فَانْصَرَفَ يَسُوعُ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْبَحْرِ وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْجَلِيلِ وَمِنَ الْيَهُودِيَّةِ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ أَدُومِيَّةَ وَمِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. وَالَّذِينَ حَوْلَ صُورَ وَصَيْدَاءَ جَمْعٌ كَثِيرٌ إِذْ سَمِعُوا كَمْ صَنَعَ أَتَوْا إِلَيْهِ. فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ أَنْ تُلاَزِمَهُ سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ لِسَبَبِ الْجَمْعِ كَيْ لاَ يَزْحَمُوهُ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ شَفَى كَثِيرِينَ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ لِيَلْمِسَهُ كُلُّ مَنْ فِيهِ دَاءٌ. وَالأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ حِينَمَا نَظَرَتْهُ خَرَّتْ لَهُ وَصَرَخَتْ قَائِلَةً: "إِنَّكَ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!" وَأَوْصَاهُمْ كَثِيرًا أَنْ لاَ يُظْهِرُوهُ".
* الآيات (لو17:6-19): "وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ الَّذِينَ جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ وَالْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ. وَكُلُّ الْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي الْجَمِيعَ".
* في الآيات السابقة رأينا أن اليهود تشاوروا على السيد ليهلكوه، أما هو كعادته لا يقاوم الشر بالشر، بل استمر يعلم ويكرز ويشفى. هو تركهم لا عن خوف، بل لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد، وهو يريد قبل أن يُصلب أن يكمل تعليمه وكرازته. وهنا تعليم لنا أن نهرب من الشر بقدر الإمكان.
* فانصرف يسوع مع تلاميذه إلى البحر= هذه مقدمة لما سيأتي في (1:4) أن السيد قال تعاليمه عند البحر، أي على شاطئ البحيرة. وكلمة انصرف تفيد انسحب في حالة الخطر، في أصلها اليوناني.
* وبسبب المعجزات الكثيرة التي كان يصنعها تزاحم الكثير حوله فاضطروا أن تلازمه سفينة، يكون فيها ويعلم الجموع دون أن يزحموه.
* طلبوا أن يلمسوه= كان للمسيح أن يشفى المرضى بالأمر، لكنه لمس المرضى، فنحن بشر ماديون نحتاج أن نرى شيئًا ملموسًا (الماء في المعمودية والخبز والخمر في الإفخارستيا) التلامس مع المسيح يشفى الروح والجسد إن كان بإيمان. وطبعًا الشفاء الروحي أهم من الجسدي، بل أن المرض قد يكون وسيلة للشفاء الروحي (بولس وأيوب) ولاحظ هنا أن:
1. الذين تبعوا يسوع كانوا من كل مكان.
2. الأسلوب القوى الذي يقدم به مرقس المسيح للرومان.
* آيات (مر20:3-21): "فَاجْتَمَعَ أَيْضًا جَمْعٌ حَتَّى لَمْ يَقْدِرُوا وَلاَ عَلَى أَكْلِ خُبْزٍ. وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ لأَنَّهُمْ قَالُوا: "إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!".
* لاحظ الجمع الذي اكتشف محبته وقدرته على الشفاء وتلذذوا بتعليمه، يجتمعون حوله. ولكن نجد أقاربه يتهمونه بأنه مختل = تعنى الهوس الديني، وبعد هذا يقول عنه الكتبة أن معه بعلزبول (آية 22) هؤلاء لأغراضهم الخاصة (الكبرياء والحسد) لم تنفتح عيونهم لمعرفته مثل الشعب الذي لبساطة إيمانه اكتشفوه وأحبوه. وكثيرًا ما تنغلق أعيننا عن رؤية يسوع لأن في القلب أغراض أخرى. ولاحظ أن العلاقة الجسدية لا تعطى معرفة بالمسيح، فأقرباؤه رفضوه " لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضًا لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ" (يو5:7)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. "إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لَكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ" (2كو16:5)، "وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ اَلْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ" (مت46:12). فالإيمان وعمل مشيئته يعطى الإنسان أن تنفتح عيناه ويعرفه. وبالمعمودية والتوبة والتناول نثبت في هذه المعرفة وهذه الرؤية. في هذه الآيات نرى الله فاتحًا أحضانه ليقبل الجميع في حب. وهناك من يتهم الله بأنه مختل لأن عين هذا الإنسان هي المغلقة، فأنقياء القلب فقط هم الذين يعاينون الله ويعرفونه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/y5r84r4