من الواضح جدا أنه لا توجد كرامة لنبي في وطنه، وبين أهله، وعشيرته، وخاصة عندما تكون المدينة كلها مملوءة بالفساد، وعدم التمييز ـ لأننا نعلم أن الجليليين هم خليط من اليهود والأمم، حتى قال نثنائيل لفيلبس: هل يخرج شيء صالح من الجليل، وفى مجمع اليهود الذي عقد لمحاكمة السيد المسيح قالوا لنيقوديموس: فتش وانظر هل خرج من الجليل نبي.
إن السيد المسيح كان يحبهم جدا، وخاصة لأنها البلدة التي تربى فيها، فنراه يختار بعض تلاميذه منها، وصنع أول معجزه له بين أرجائها، ودائما كان يتردد عليها، فأحب أهلها، وأهلها أحبوه حتى رافقه بعض منهم حتى وقفوا بالقرب من الصليب، وكانوا يخدمونه عندما كان يتردد بينهم ـ مع أن الأغلبية كانت تعثر به ـ إلا أنه بدلا من أن يتركهم في ضلالهم كان يطوف القرى والمجامع يعلمهم، ويشفي أمراضهم، وبعد صعوده إلى السماء كان يظهر لتلاميذه هناك، ولم يكترث لأن هذه البلاد تهينه وتحتقره، بل حقق لهم النبوءة التي قالها إشعياء: وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظَلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. (إش 9: 1، 2).
وقد كان المسيح يقوم بمقابلة بغضهم له بحبه الفياض..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/hp7wbc5