St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-023-Fr-Yoannes-St-Paul  >   001-Halom-Narbah-Al-Akhareen
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب هلم نربح الآخرين - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا

15- السيد المسيح والناموسي

 

السيد المسيح والناموسي lawyer المذكور في مت 22: 35ـ 40 ومر 12: 28ـ 34 ولو 10: 25ـ 37:

السيد المسيح الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ (1تى 2: 4). وقف ذات مرة بين جماعة من الكتبة، والفريسيين، والصدوقيين، والناموسيين. فقام هذا الفريسى ليجربه وبقدر الإمكان يتصيد له خطأ، أو على الأقل أنه لا جديد في تعاليمه. فسأله قائلا: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» (لو10: 25).

فأجابه السيد المسيح بسؤال أيضًا، لا بقصد طلب المعرفة من جانبه، بل بقصد توجيه الانتباه وتحريك الفهم، وإيقاظ الشعور وتنبيه الإحساس وإثارة الوجدان، وحمل المخاطب على التفكير، وتوليد الجواب المناسب، وإشراك المخاطب في إيجاد حل للمشكلة، أو المسألة المطروحة للبحث والدرس. فسألهُ قائلًا: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» (لو 10: 26). لافتًا نظره كناموسي ملم بالناموس، كيف يحيا به. فالسيد المسيح لا يهمه الكم بل الكيف. فعندما رآه يجيبه بعقل راجح قال له: «لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ اللَّهِ» (مر 12: 34)، وامتدحه.

St-Takla.org         Image: The Good Samaritan صورة: السامري الصالح

St-Takla.org Image: The Good Samaritan

صورة في موقع الأنبا تكلا: السامري الصالح

ما أجملك يا رب وأنت تقود قطيعك لكي تربحهم وتجلسهم عن يمينك (مت 25: 32- 34). وبامتداحك له شجعته لكي يسترسل في الحديث معك عن من هو القريب، وأنت الذي يستد كل فم أمامك. وأجبته بمثل السامري الصالح (لو 10: 30- 37)، يا له من مثل ملئ بالمعاملات في كيفية ربح الآخرين.

علمنا يا رب أن نفعل مثل هذا السامري الذي لم يهتم بأية فوارق عقائدية، أو عِرقية، أو طبقية ولكنه قدم الحب بسخاء. فهو لم يفعل مثل الكاهن أو اللاوي اللذان لم يعطفا على هذا اليهودي. أما هو أظهر بأعماله إيمانه (يع 2:18).

فصاحب الفندق يثق في كلامه، ويكتفي بالدينارين إلى حين عودته إليه ليحاسبه ـ بسبب معاملاته السابقة ـ وكأنه ينفذ وصيتك، لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ. (مت5: 37).

فهو يتعامل مع هذا اليهودى ـ معرضًا نفسه للخطر ـ كأب مع ولده مع أَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ (يو 4:9). فها هو يهتم بجراحته ويصب عليها خمرًا وزيتًا، وكأنه يضمدها بدمك المسفوك على عود الصليب وبروحك القدوس المحيى. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وينزل عن دابته ويركبه عليها، أما هو يأخذ بقية الطريق ماشيًا على أقدامه، وينفذ وصيتك وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلًا وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ (مت 5: 41). وأَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ (مت 5: 44).

فهو يتمثل بك لأنك أتيت إلينا دون أن نطلب منك، وحملت أحزاننا وأوجاعنا تحملتها (إش 35: 4).ودفعت كل الديون التي كانت علينا ممزقا صك خطايانا مسمرًا إياه بالصليب (كو 2: 14).

فيا سيدى مع أن هذا الناموسي جاء ليجربك، أو يبرر نفسه وأنت تعلم كل ذلك (مز33: 13) لم تعامله بجفاء، ولكن ربحته لملكوتك، وأوضحت له أن الحرف يقتل لكن الروح يحيي (2كو3: 6) لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَك. (رو 3: 20).

فأرجوك يا رب أعطنا أن نسلك فى خطوات أبينا إبراهيم (رو4: 12)، هذا هو الذي ركزت عليه حينما قلت له: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هَكَذَا» (لو 10: 37).

فمن قَالَ فَكَانَ. هُوَ أَمَرَ فَصَارَ (مز 33: 9) يقول لك يا نفسي هكذا، فهل تستجيبين أم تصلبين عنقك دائمًا؟!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-023-Fr-Yoannes-St-Paul/001-Halom-Narbah-Al-Akhareen/Winning-Souls-15-Law.html

تقصير الرابط:
tak.la/m7jctm4