كلمات المديح والتشجيع والاحترام مهمة في تعاملنا مع الأخريين لأن لها تأثير قوى في دفعهم للنجاح، ولبنائهم الروحي. وكل إنسان يحب أن يتلقى التشجيع ـ ولكن ليس إلى درجة النفاق، فالإنسان يحتاج إلى المجاملة وإظهار الإعجاب بالإيجابيات الذي يجدد الثقة بالنفس فتتفوق على السلبيات، فيجب أن نمتدحهم ونشعرهم بالتقدير لكل ما يعملونه من خير لأجل الله، والناس. ويفضل أن نظهر هذا الإعجاب في محله بكلمة مخلصة في الوقت المناسب، والطريقة المناسبة. لأن اَلْكَلاَمُ الْحَسَنُ شَهْدُ عَسَلٍ حُلْوٌ لِلنَّفْسِ وَشِفَاءٌ لِلْعِظَامِ. (أم 16: 24). ولِسَانُ الصِّدِّيقِ فِضَّةٌ مُخْتَارَةٌ... شَفَتَا الصِّدِّيقِ تَهْدِيَانِ كَثِيرِينَ (أم 10: 21، 22).
والسيد المسيح أثنى على نثنائيل قائلا له: هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ (يو 1: 47). مع أن نثنائيل قال عن المسيح: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟». وبهذا المديح اجتذبه له وصار من ضمن تلاميذه (يو 21: 2)
وهكذا صنع أيضًا مع السامرية حينما قال لها: حَسَنًا قُلْتِ... هَذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ (يو 4: 17، 18)، فربحها، وبكرازتها ربح أهل السامرة، واستضافه أهلها يومان، فالسيد المسيح لم يتدخل في تفاصيل أخطائها، ولم يتعرض إلى أخطائها بطريقة تجرح مشاعرها، ولكنه نظر إلى صدقها، ومن هذه النقطة حولها من إنسانة خاطئة إلى إنسانة كارزة، ومبشرة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولهذا يقول الحكيم: يُوجَدُ مَنْ يَهْذُرُ مِثْلَ طَعْنِ السَّيْفِ أَمَّا لِسَانُ الْحُكَمَاءِ فَشِفَاءٌ. (أم 16: 24).
إلهي علمني كيف أرى مميزات، وفضائل الذين حولي ولا أركز على أخطائهم، وأضخمها، أو أنتقدها بأسلوب جارح. علمني كيف أقدم لهم كلمة بناءة، وعبارة تشجيع. ونصيحة صادقة بطريقة مناسبة ليستطيعوا أن يقبلوها، علمني أن أقدم لهم حبا حقيقيا، علمني أن أمتدح كل شيء حسن في كل إنسان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6ad6ymw