St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-022-Yousef-Habeeb  >   007-Saints-Abadeer-and-Era2y
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الشهيدان أبادير وأخته إيرائي - مليكة حبيب يوسف، يوسف حبيب

5- سفر الشهيدين إلى الإسكندرية

 

 ولما صار النهار، قام أبادير وأيقظ إيرائي أخته، ثم ذهبت إلى الميناء، فوجدا المركب على وشك الإقلاع. فاتفقا مع القبطان وركبا المركب وأبحرا في رعاية الرب. وبعد سبعة أيام وصلا إلى الإسكندرية، وأقاما في فندق بالمدينة.

 وفيما كان أبادير يسير في الشوارع، رآه جندي فعرفه وقال له: "أنت السيد أبادير، القائد الكبير عند الملك، الذي عينوه في قصر الملك! " فابتسم أبادير وقال للجندي: "أناس كثيرون قالوا لي نفس الكلام: - أبادير لا يحضر إلى هذه المدينة بهذه الثياب المتواضعة، ولا يترك الملك لكي يحضر إلى هنا. ولو حضر إلى هذه المدينة لكانت كل الناس في حركة بسبب كرامته". فقال له أبادير: "من أين كرامة هذه الشخصية؟ أما أنا فإني لست إلا رجل فقير" فقال له الرجل: "لولا ثيابك المتواضعة، لكنت احلف انك سيدي أبادير".

 فترك أبادير هذا الشارع وسار في شارع آخر من المدينة.

St-Takla.org Image: Saint Martyrs Abadir (Abadeer) and His sister Saint Eraey (Iraie, Era2y) - Contemporary Coptic icon صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسان الشهيدان أبادير و إيرائي أخته - أيقونة قبطية حديثة

St-Takla.org Image: Saint Martyrs Abadir (Abadeer) and His sister Saint Eraey (Iraie, Era2y) - Contemporary Coptic icon

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسان الشهيدان أبادير و إيرائي أخته - أيقونة قبطية حديثة

 ولما ترك أبادير المدينة الملكية، بحث عنه الملك دقلديانوس ولم يجده. ومزقت أمه ثيابها وبكت عليه قائلة: "يا أبادير ابني نور عيني! لماذا لم أتركك تستشهد في بلدك. لكنت أخذت جسدك وكنت وضعته في بيتى لكي اتعزى، وكانت لا تكف عن البكاء ليل نهار. ولكن في ليلة ظهر لها زوجها باسيليدس في حلم وعزاها.

 وبعد بضعة أيام بعد أن ترك أبادير بيته، ذهب رجل شجاع شاب يدعى قسطنطين كان الملك يحبه كثيرا، إلى دقلديانوس وطلب منه أخت أبادير ليتزوجها. ولكم أم الشابة لم توافق وكانت تقول: "إن أبادير ابني لم بعدها، وان أخته إيرائي قد نفت نفسها هي أيضًا معه، فلن أزوج أخته كالوني. سوف احتفظ بها بجانبي لكي تعزيني حتى يوم مماتي". فحزن قسطنطين جدا عند سماعه هذه الكلمات، وكذلك الملك أيضًا. ونادى الملك القائد رومان Romanh أبا القديس أنبا بقطر وقال له: "اعرف انك لا تحب سوى زوجه واحدة وابنًا واحدًا وأخًا واحدًا. إن قسطنطين يطلب منى كالوني أخت أبادير زوجة له ولكن أمها لا توافق.

 وكان رومان أعرج لا يستطيع السير على قدميه، فرفعوه على نقالة وحملوه إلى أم أبادير، وكان الأمر بتدبير من الله وطلب رومان يد كالونى، أخت القديس أبادير وأعطاها زوجة لقسطنطين. وعاشا إلى اليوم الذي ضرب الله فيه دقلديانوس وملك قسطنطين مكانه.

 ولما كان أبادير في الإسكندرية مع أخته، سألته ماذا نفعل في هذا المكان. فقال لها: "إننا نبحث عن الحياة الأبدية". فسألته وما هي الحياة الأبدية؟ فقال لها:" حينما نذهب إلى مكان المرأة التي رايتيها في الحلم، سوف تعلمنا هي نفسها طريق الحياة الأبدية".

 فقام أبادير وخرج من الإسكندرية، وكان يقول لنفسه: "هل ينسانا الرب في منفانا؟ إن ربي يسوع المسيح سيعلمني بما سوف يحدث في مدينة الإسكندرية"، وكان الطوباوي أبادير يصلى. وكان جسمه ضعيفا بسبب التقشفات التي كان يمارسها واستضاء المكان الذي كان فيه، وسمع من يقول له:

 "اسمعني، قم واذهب مع أختك إلى جنوب مصر، لان هذا المكان مبارك: اتبع ضفاف النهر. وبعد خمسة أيام تصل إلى الطرناته Terenouthi. فاعبر النهر وسر جنوبا حتى قشلاق بابليون، حيث يعرفك الراهب أبو كرادجون Apocradjone النباني Neban du، الجهاد الحسن. وبعد ذلك اذهب جنوبا إلى قرية تدعى تشينيلا Tchinilah قرب مدينة أشمون لا تحزن. لأني كنت بعيدًا أنا أيضًا، مع والدتي مريم العذراء ويوسف. وستقابل رجلا يدعى صموئيل. فانه حينما تصل إلى قريته، سوف يحبك وهو الذي يقودك إلى مقر اريان الحاكم. وهو الذي سوف يعتني بجسديكما، لأنه يصنع أعمال الرحمة. يذهب إلى Antinoe (أنصنا قرب ملوي) ويكسو القديسين العرايا. وسوف أعطي نعمة لهذه القرية واسلم إليها جسدك، واعين جمعا من الملائكة لخدمته، تركت كل شيء من أجل اسمي. اذهب بسلام. لن يصيب القلق ولا الخطر القرية التي يضعون فيها جسديكما. وسوف اكتب في سفر الحياة أسماء أولئك الذين يكتبون شهادتك، والعذابات التي احتملتماها من اجل اسمي. لن يعرفوا الألم في هذا العالم ولن يكون فيهم أبرص أو أعمى. وحتى لو كانوا خطاة، فإذا كانوا في يوم تذكار كما في هذا العالم. يعتنون بان يقدموا عند قبركما، كتاب تعاليم، أو خبزًا أو خمرًا، بخورًا أو أواني مقدسة، أو زيتًا، استر خطاياهم، وإذا كان احد في يوم ذكرا كما، يعطى ماءً مجانًا للعطشى، اغفر خطاياه..

 ولما سمع هذه الكلمات في القديس أبادير أتعابه ونفيه. وقام منذ الفجر مع أخته ووصل إلى تيرينوتي في نهاية اليوم الخامس. وعبر النهر وسار نحو الجنوب نحو قشلاق بابليون حيث وجد القديس أبو كرادجون النباتي. ولما رأى القديس أبادير، حياه وقال له:

 "مرحبًا بك يا سيدي. يا عامود أنطاكية، يا جندي المسيح، طوبى لك أكثر من كل الرجال، فان ربي يسوع المسيح أنبأني انك تحضر اليوم، ففرحت جدا. تشجع يا سيدي وأخي، ولا تفكر في أن تقول تركت أموالي ووظيفتي. فان مملكة هذا العالم لا تبقى إلا لزمن محدود، أما مملكة السموات فأبدية. لا تطع الحاكم إذا ما حاول أن يرهبك، لا تهتم بالمحكمة، لان المسيح معك. أية عذابات عذبوني بها! لكن ربي يسوع شجعني. وعلى أي حال، إني اعرف أني سوف أكمل شهادتي قبلك، اذهب بسلام، الرب معك".

 فلما سمع القديس أبادير هذه الكلمات قال: "لتكن مشيئة الرب، وتعانق القديسان، وابتدأ أبادير في السر مع أخته الشابة. ووصلا إلى تمؤو عند ممفيس، وذهبا إلى مكان الأم إيرائي Ama Irai وكرما جسدها وعندما رآهما بواب المكان اضطرب، ظانًا أنهما أتيا لكي يسرقا، وأراد أن يضربهما لكي يطردهما. وفي الحال صارت يده يابسة مثل الحجر. ولم يعرف ماذا يفعل وصرخ باكيا وهو يقول: "اغفر لي يا سيدي، أخطأت إليكما بغير معرفة، وجاء ليحييهما لكنه لم يستطع أن ينحني، حينئذ طلب القديس أبادير من الرب أن يغفر له.

 ولما شفى البواب حياهما وسألهما من أين هما. فردا: "نحن غرباء سمعنا كلاما عن الأم إيرائي، وحضرنا لكي نأخذ بركتها ونكرم جسدها، واستضافهما الأنبا أمون عنده يومين وأحبهما".

 وسالت إيرائي اخاها: إذا كنت توافقني نبقى بالقرب من جسد هذه القديسة شهيدة المسيح. فاخبرها إنهما ذاهبان أيضًا لكي يموتا من اجل اسم ربنا يسوع المسيح. وقال لها: "هذه الأم إيرائي هي التي رايتيها في أنطاكية، وذكرها بكلمات الحياة التي قالها المخلص.

 وبعد مسيرة ثمانية أيام إلى الجنوب، وصلا إلى قرية تشينيلا، وقابلا رجلًا قادمًا من انثنؤو (وهي أنصنا، قرب ملوي). فقال له أبادير: "هل نستطيع أن نذهب إلى انثنؤو في هذا الوقت؟، فقال له الرجل "لا يا أخي، لكن تعال إلى القرية لكي تستريح حتى الصباح، فقال له القديس أبادير، أأنت صموئيل، فقال له: "إني أنا" لكن كيف عرفتني؟، فقال له:" أن الرب قد أعلن لي اسمك في الإسكندرية. وفرح صموئيل جدا. واقتادهما إلى بيته، وخدمهما. وأمضيا بضعة أيام في بيته، ثم أرشدهما إلى الطريق إلى انثنؤو وذهبا معه إلى البيت الذي كان يسكنه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-022-Yousef-Habeeb/007-Saints-Abadeer-and-Era2y/Sts-Abadir-and-Eraey-05-Travel.html

تقصير الرابط:
tak.la/9b9nf39