في عهد دقلديانوس الملك الكافر، صنع أصنامًا وترك اله السماء خالقه. وأعطى أسماء ذكور لخمسة وثلاثين صنمًا وأسماء إناث لخمس وثلاثين. وفي جنونه أمر أن يعبدها كل الناس، القواد والجنود، الأساقفة والكهنة والشمامسة، الرجال والنساء، وكان عليهم جميعًا أن يذبحوا لها في كل مكان.
وكان في ذلك الزمان في مدينة إنطاكية أسقف قديس اسمه تيوبمت Theopempte روماني الأصل، أتى أعمالًا جريئة عديدة أمام دقلديانوس الملك الكافر، وهو أول من تقدم لجهاد الشهادة بسبب جرأته وشجاعته وإيمانه الخالص بربنا يسوع المسيح. ولما رأى جَمْع المسيحيين العجائب التي كان يصنعها، كان الكثيرون يتحملون العذابات بشجاعته وينالون إكليل الشهادة الذي لا يفسد.
وتنازل أربعة من أكابر قواد الملك المكرمين جدًا لديه عن كل أموالهم، وأصبحوا شهداء. تركوا كل أموالهم وكل أمجادهم واعترفوا الاعتراف الحسن، هم وكل خدامهم.
وكان أيضًا في إنطاكية ابنًا لباسيليدس يدي أبادير، (أي حبيب الله والناس). كان أبوه باسيليدس غنيًا جدًا ومن أغنَى أغنياء العالم. كان أبادير هو الابن الوحيد لوالديه، وكان لهما ابنتان أيضًا أحداهما إيرائي والصغرى كالوني. وكان باسيليدس أبو أبادير يحب ابنه كثيرًا، لأنه لم يكن له ابن آخر، وطلب من الملك أن يجعله ضابطا في القصر. كان سنه اثنين وعشرين سنة حينما عينه الملك ضابطا في القصر، وامام باسيليدس وليمة عظيمة للملك وعظمائه.
بعد ذلك عاش باسيليدس عشر سنين أخرى، ثم جاء الاضطهاد، واستشهد هو وكل المحيطين به لأجل اسم ربنا يسوع المسيح.
وفي يوم كان أبادير يتحدث مع أحد زملائه يدعى زوكراتور Zocrator، وقال له هذا، "يا أخي أنني ليس لنا أب، لان باسيليدس أباك مثل أبي استشهد وترك أمواله الكثيرة. ولنذهب نحن أيضًا ونشهد لاسم ربنا يسوع المسيح. فأنت لم تتخذ لك بامرأة، وكذلك أنا فكانت أمي تريد أن تزوجني لابنة أخيها، وقد استشهدت في نفس الوقت مع أبيها، حقًا إن الرب لا يريد أن أتزوج، فإذا صادف كلامي قبولًا، فلنذهب لكي نموت لأجل المسيح، لأنه جيد لنا أن نتألم في هذا العالم لأجل اسم المسيح ونأخذ الإكليل السماوي الذي لا يفسد".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3m783pa