فانظر يا حبيب هذه النعمة العظيمة التي وهبها تعالَى للمؤمنين باسمه بسبب هذا التعب اليسير الذي يحتملونه في الدنيا. كذلك إن عاش أحدنا في الدنيا مائة سنة واحتمل تعب شريعة المسيح، لم يكن تعبه كساعة واحدة في الجحيم من تعب أولئك الذين احتملوه تلك السنين الطويلة: جعل هذه المدة اليسيرة لنا بعد ما ناله أولئك بذلك التعب الطويل في الآلاف من السنين. ونحن مع ذلك نضجر من التعب ولا نذكر قوله أن الذي يصبر إلى المنتهى يخلص. وقوله: احملوا نيري عليكم وأنتم تجدون راحة لنفوسكم لأن نيري هين وحملي خفيف.
لأنه حلو خفيف إذا قيس بذلك الحمل المر المتعب الذي حمله أولئك الآباء الصديقون في هذه الآلاف من السنين. فما أمر ذلك الحمل أثقله وأحلى هذا وأخفه، ونحن بهذا ننال ما ناله أولئك. ولعلمه أننا نحن كثيرو الاسترخاء، نميل إلى الدنيا، فرح نفوسنا بسبب ذلك النعيم الأبدي. ولذلك نحمل ما يأتي علينا من مصائب الدنيا وأحزانها لكي بذلك التعب اليسير نربح ملكوت السموات، لأننا لا نقدر أن نناله بغير تعب فيكون آدم ونوح وإبراهيم وموسى مظلومين، نالوه بالتعب ونحن نناله بالراحة. ولذلك كثرت علينا الأحزان ومضايقة الأعداء. وقد قال لنا: (أنا مرسلكم مثل الخراف بين الذئاب).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/tznz3y6