عندي عمل كثير، أقضى الليالي دون أن أنعس، روحي تذوب في نفس الوقت مع جسدي، أما أنت فربما تظن إني أحاول إطراءك، أو إني مدين لك بالشكر لأنك تظهر صبرًا إذ تظل ساعة تستمع إلى! إني لا أعير مثل هذا الإطراء التفاتًا، إن كانت كلماتي لا تعود تؤدي إلى منفعة الروح فيشعر السامع أنه أخذ منها العون. لذلك أقوم بواجبي حتى ولو لم يكن هناك من يسمعني. كما يقول بولس الرسول (فإنه أن كنت أفعل هذا طوعًا فلي أجر. ولكن إن كان كرها فقد استؤمنت على وكالة. فما هو أجرى إذا وأنا أبشر أجعل إنجيل المسيح بلا نفقة حتى لم استعمل سلطاني في الإنجيل) (1 كو 9: 17-18).
إن جزائي ألا يوخزني ضميري في هذا الأمر، وإني لقائل ما أمرت به: (أنا عبد بطال، وما كنت أستطيع أن أفعله بحسب ضعفي فقد عملته. وانه يليق بالرجال الذين هم من قامة الرسل أن يقولوا: (عملنا ما كان يجب علينا) (لو 17: 10)، لكني موقن إني أنا نفسي لم أرفض جزءًا يسيرًا من التزاماتي العديدة.
ولا أقول ذلك لكي أتهمكم بالإهمال، حاشا! إنكم قد تنتقدونني أيضًا بأني لا أتكلم بترتيب وأنتم متفقون لتؤكدوا أن صوتي ليس كافيا بالنسبة لعدد السامعين الكبير. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفي ذلك أردف القديس قائلًا: إنما أوردت ذلك بسبب ثلاثة أو أربعة أفراد دأبهم أن يلوموا في كل شيء وهم يتفجرون حسدًا.
ونقرأ في الكتاب المقدس: أن الكنيسة "تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ، وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ" (أع 9: 31)، فما قلناه كاف لخذلانهم. ومع ذلك نغير نحن أنفسنا شعورنا نحوهم ونرجو أن يؤول ذلك إلى منفعتهم، بالنعمة ومحبة البشر التي ليسوع المسبح الإله العظيم مخلصنا الذي يليق به المجد مع الآب والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/rrbpj29