بعد أن سمعنا هذا التعليم، يقول القديس ساويرس:
يبدو لي أنكم لا تملون أبدًا، ومع ذلك فقد يحزن البعض أني بكلماتي أطلت فترة الصوم (المقصود بالصوم هنا هو صوم ذلك اليوم الذي ألقَى فيه هذا المقال. ويبدو أن هذا المقال لم يُعْثَر عليه إلا مختصرًا) أما أنا فأقول مثل بولس الرسول: (لأنه أن كنت أحزنكم أنا. فمن هو الذي يفرحني إلا الذي أحزنته) (2 كو 2: 2).
هذا ما قصدت إليه بالضبط إذ أطلت المقال، حتى ينتهي الجزء الأكبر من النهار ولا أكذب الكتاب المقدس الذي يقول: (وصعد بطرس ويوحنا معًا إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة) (أع 3: 1).
الواقع أنهم كانوا يصعدون. أكانوا ينزلون؟!
يقول الآب القديس:
أما أنت فتطلب منا أن نعظ بعكس ما نفعل وأن نقرر ونبين ما هو ضد الواقع.
ألا تعرف أن اليوم الحاضر يجعلنا نعد بأن نصوم ونصلي ونطعم المسيح الجائع الذي يقف باستمرار بالقرب من الأبواب المقدسة؟
لماذا إذا نترك جانبًا ما يلهمنا به هذا اليوم ونهتم بما هو غريب عنه؟ بالمأكولات والمائدة المليئة بالدسم، ما لا يليق بالصوم.
متى تكون سامعًا هادئًا ومُحِبًّا لكلماتي؟ لأنه إذا كنت في أيام الأعياد تنتبه إلى الأطعمة وشراهة البطن، وفي نفس الوقت الذي فيه تأتي إلى الكنيسة تتعجل العودة حالًا إلى بيتك، بينما تنظر إلى هذا اليوم كأنه سنة، فمتى أكلمك، قل لي، أو متى تطعم روحك الجائعة، طالما تتذمر دائمًا وتلقي باللائمة في كل شيء.
إني لأعرف أن لكل عمل وقتًا مناسبًا ويلزمني ضرورة أن أقول لمن في العيد كيف يليق به أن يعيد، حتى يكون موضوع العيد موضوع تأمل بالنسبة له وحتى يتحدث بالأقوال المتعلقة بالعيد على المائدة.
لا ينبغي إذ يتلذذ بالأطعمة أن يسلم نفسه للأغاني والسكر والضحك الغاش. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فقد أمرنا الله فعلًا أن نتهلل برعدة: (أعبدوا الرب بخوف واهتفوا برعدة) (مز 2: 11).
كما أمرنا ألا تكون روحنا أبدًا خالية من خوفه تعالَى ومن ذكره، بل نتمسك بهذه المشاعر ونضبط ذلك الاندفاع الذي يقود إلى الخطية.
أين رأيت قائدا في المعركة يكتفي بالحديث أمام جنوده حول نظريات الاستعداد الحربي في الوقت الذي يجب عليه فيه أن يحث الجنود على القتال ويخوض المعركة معهم قبل أن تحيق بهم الهزيمة؟
أو أين رأيت مُرْشِدًا يعطي تدريبات رياضية بعد أن يكون البطل قد خسر إكليله؟
أو أين رأيت من يلقي خطبة عن العيد بعد العيد؟
إن الذي أخذ على عاتقه أن يزيل الخطر الذي يتأتَّى من الانغماس في اللذات فقبل أن يحين العيد، عليه أن يجهد نفسه بخصوص الكلمات والأفكار الإلهية لكي تطهرها مقدمًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/z49t3y8